نهاية البداية

473 33 12
                                    


لا تظن إنها أخطئت هي فقط أختارت راحة شقيقتها.. فهي لن تقبل أن يأتي أحد الغرباء ة يجعل من وجدان باكيه مرة أخرى كما فعل ابن عمها.. ولكنها لا تعلم كيف ستتخلص من سجن والدتها التي حكمت بهِ عليها حينما علمت ما فعلته بضيوفها.. صاحت من خلف الباب المغلق ببكاء مصطنع:
- يا ماما.. أنا جعانه.. مكلتش من الصبح واللهِ.. ومش هعمل مصايب تاني بس طلعيني من هنا.

رق قلب مُنى فالصغيرة تصيح منذ دخولها للغرفة.. هي لا تحب أن تقسو عليها ولكن تصرفاتها تجعلها خارج نطاق السيطرة.. صاحت بعدما تذكرت مصائبها المتكررة:
- أخرسي يا زفتة.. ده أنتِ إكيد بتزني وعايزه تنزلي عشان في مصيبة رايحه ليها.

أكملت تقشير البطاطس.. لتقول و جدان برجاء بعدما لمحت نظرت الشفقة في عيون أمها:
- معلش يا ماما بلاش الحبسة دي هي بتضايق منها.. بابا أما هيجي هنقوله وهو يشوف له حل.. بس بلاش نضايقها دي صغيرة.

مصمصت منى شفتيها قائلة:
- مين دي الصغيرة.. دي أكبر مني.. البت دماغها مبقاش فيها غير الكوارث.. دي خطر ع البشرية.

تنهدت بضيق بسبب نظرات بكريتها التي لا تحب أن ترفض لها طلب مهما كان.. فأعطتها المفتاح وهي تقول بحدة:
- بس متنزلش خليها تترزع قصادنا.. حتى تعمل حاجه في البيت تنفعها.

وافقتها وجدان الرأي لتجري ناحية الغرفة وما إن فتحتها حتى ركضت أمنية تجاه باب الشقة قبل أن يمسكها أحد.. نظرت وجدان لوالدتها بنظرات آسفة فلا يوجد من يسيطر عليها غير خالها.. فهي تخشىَ أن تحزنه.
^_______^

لأ يا أمنية أنا مليش دعوة بابا لو عرف هيموتني:
- قالها عِمران بفزع حينما علم ما يدور بذهن الصغيرة.. تأففت لتقول بحنق:
- عشان أنتَ جبان يا عِمران متزعلش بقى أما أقولك يا جبان.. ده أنا أمي كانت حالفه ما تنزلني ونزلت عشان أنفذ الخطة و أنت خايف.

نظر عِمران لسامي ليجده متحمس.. يبدو أن ما سيحدث يروق لهُ.. قال بعدم رضا:
- يعني أنتَ راضي عن اللي بيحصل ده.

أيوه:
- قالها بحماس مشجعًا هذا الخائف الواقف أمامه.. تحركوا تجاه مبنىَ صغير بهِ أربع غرف منهم منهم أثنان بهم مكاتب صغيرة و أمام كل مكتب كرسي صغير.. و كان على كل مكتب يجلس طفل.. صاحت أمنية حينما رأتهم يدرسون:
- كفاية مذاكرة كده يلا نبدأ تنفيذ خطتنا.

صاحت إحدى الفتايات:
- وهتعمل إيه في عم عيد اللي برة.. ما هو مش هيوافق يخرجنا.

ضحكت أمنية بثقة وهي تقول:
- هو أنا لسه هعمل.. أنا عملت خلاص وهو في سابع نومه دلوقتي.

كان هذا ملجأ للأطفال.. مسكت الإدارة بهِ مرفت صديقة وجدان.. و خطيبها الدكتور كريم.. وجدوا الكثير من الأطفال بلا مأوى فحاولوا أن يوفروا لهم عيشة كريمة.. فتولى الأمر كريم و جمع من أهالي الحي أموال.. وجعلهم مسؤولين عن الأطفال كإنهم أولادهم.. و كل شخص يجيد مادة معينه من أبناء الحي يتعين في هذا المكان ليدرسها للأطفال بجدول معين يحدده كريم و مرفت.. الكل شارك ليصبحوا ذو مكانة في المجتمع.. وهم أوشكوا على تحقيق كل ذلك..

قلوب مُفعمة بالحب "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن