الفصل التاسع

11.9K 487 83
                                    

الفصل التاسع

يحيى قام من مكانه ولف بهدوء وفي نفس الوقت مش مستوعب إنها هي ... بس إتأكد لما لقاها قدامه ... نور برقت لما لقت يحيى واقف قدامها .. يحيى عيونه جات على الطفل إللي في حضنها وبعدها بص لنور تاني بعدم إستيعاب، عيونه جات على جاسر إللي واقف ورا نور وبيبصله بذهول كإنه متفاجئ من وجوده ... يحيى غمض عيونه بخيبة أمل ووجع وبعدها فتحهم تاني، عيونه جات في عيونها إللي مابعدتش عنه للحظة ... لاحظت ملامح الحزن في ملامحه لكنها حاولت تكون نظراتها قويه ليه، نظرات بدون مشاعر ... إنتبهوا هما الإتنين على صوت جاسر إللي إتحرك من ورا نور وبيعدي من جنبها في نفس الوقت ..

جاسر بإبتسامة ولهفة واضحة في نبرة صوته:"يحيى، أخيرًا ش........."

قطع كلامه نور إللي مسكته من دراعه .. وبصتله بنظرات قوية ... يحيى عقد حواجبه وبصلهم هما الإتنين بإستغراب .. عيونه جات على إيد نور إللي ماسكه جاسر من دراعه ... بس إنتبه لما هي إتكلمت ...

نور بإبتسامة وهدوء وهي بتبص في عيون يحيى:"شكرا، إنك لاقيت إبني."

جاسر عقد حواجبه وبصلها بغضب، لكن هي تجاهلت نظراته ليها وفضلت باصه في عيون يحيى إللي بيبصلها بحزن ...

نور بإبتسامة كبيرة:"بلال حبيبي، قول شكرًا لعمو إنه رجعك ليا."

بلال بص وراه وهو في حضن نور إللي شايلاه بدراعها الليمين ...

بلال ببراءة:"شكرا يا عمو إنك رجعتني لمامي."

جاسر بغضب:"نور، إنتي...."

نور بهدوء وهي بتقاطعه وبتبصله بنظرات حادة:"يلا نمشي، إحنا إتأخرنا ولازم نروح، بلال وراه مدرسة ولازم ينام بدري."

يحيى كان واقف في مكانه مش عارف يتحرك كإن حد مثبته في مكانه، مش قادر يحدد السبب، هل بسبب صدمته إنه شافها و لا صدمته في إنها إتجوزت وخلفت عاشت حياتها عادي وهو ولا كإنه كان موجود في حياتها؟؟ ... مش قادر يحدد ... جاسر إتنهد بغضب وخرج من الأوضة ... نور بصت ليحيى تاني وإبتسمتله إبتسامة هادية ..

نور بهدوء:"كانت فرصة سعيدة، شكرًا مرة تانية."

مستنتش رد منه وإدتله ظهرها وخرجت من الأوضة من غير ماتبص وراها .... يحيى كان لسه واقف في مكانه مش مستوعب إللي حصل من شويه .. نور ... كانت قدامه ... الوحيدة إللي حبها بقلبه النقي في يوم من الأيام ... فاق من إللي هو فيه وقلبه بيوجعه جدا ... نفس وجعه زمان بس المرة دي بشكل مختلف .. المرة دي كان وجعه بسبب إنها راحت من إيده نهائيًا .. حتى المواجهة إللي كان نفسه تتم بينهم مبقاش ليها لازمة ... غمض عيونه بحزن وخيبة أمل وخرج من الأوضة ... نور كانت ماشيه وحاضنة بلال جامد وبتحاول تتحكم في ثباتها إللي مش عارفة هي جابته منين قدام يحيى .. لكنها فقدته بعد ما خرجت من الأوضة لدرجة إنها حاولت تتحكم في دموعها بس معرفتش راحت بسرعة لحمام السيدات ودخلته ومعاها بلال وهي بتبكي بشهقات عالية ... بلال نزل من حضنها على الأرض وهي سندت ظهرها على حائط الحمام بضعف وهي بتبكي، حطت إيديها على قلبها وهي بتفتكر كل حاجة كانت بينهم زمان ... كل لحظة جميلة كانت بينهم هما الإتنين ... كل لمسة حلوة ... كل وقت كان هو موجود فيه معاها ومسابهاش ... بس للأسف الذكريات الوحشة إللي سيطرت على أفكارها ... لما إترجته إنه يسمعها .. لما صرخت بإسمه عشان يبصلها قبل ما يمشي ... مرضاش يبصلها وسابها ومشي ... سابها لوحدها مرمية في الشوارع .. مكنش موجود معاها ... سابها تتبهدل في الشوارع، سابها تصعب على الناس، لكن هي ماصعبتش عليه ... قعدت على الأرض بضعف وهي بتبكي، وحطت إيديها الإتنين على وشها بتبكي زي الأطفال ... بكاء وحزن سنين كتمته جواها وبصت لقدام بس عشان خاطر أخوها، لكن ظهور يحيي قدامها هو إللي صحى الجراح دي جواها ... إنتبهت على جسم صغير أخدها في حضنه .. شالت إيديها من على وشها لقت بلال حاضنها ودموعه بتنزل عشان هي بتبكي ... وكإنها كانت محتاجة الحضن ده *الأمان* .. شهقاتها زادت أكتر لما إفتكرت إن ده كان إحساسها مع يحيى ...

المغرورة و القرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن