الفصل الخامس

12K 429 61
                                    

الفصل الخامس

كانت بتبكي بشهقات عالية وهي بتشدد من حضنها ليه كإنها بتستمد الأمان منه .. لكن هو كان واقف في مكانه مبرّق ومصدوم بسبب الموقف إللي هو فيه ده .... أول مرة يبقى في موقف زي ده ... بس فاق من صدمته لما سمع صوت شهقاتها العالية وفي نفس الوقت بتشدد من حضنها ليه أكتر ... حاول يبعدها عنه معرفش بسبب إنها ماسكه فيه جامد .. قرر إنه يستنى لحد ماهي تهدى ومش قادر يتحكم في قلبه إللي بيدق بعنف بسببها .. بعد مرور فترة بسيطة .. نور بكائها هدي بس بتشهق شهقات خفيفة ويحيى واقف في مكانه زي ماهو .. نور أخدت نفس عميق وهي في حضنه ورفعت راسها، وعيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بإحراج وحزن في نفس الوقت .. بِعدت عنه مسافة بسيطة ومسحت دموعها فبالتالي وشها إتبهدل أكتر بسبب الميك أب إللي كانت حطاه ... يحيى ضحك غصب عنه بسبب مظهرها، وهي بصتله بإستغراب بسبب ضحكته .. يحيى بدأ يهدى ..

يحيى بهدوء:"روحي إغسلي وشك وتعالى عشان نتكلم مع بعض."

نور بإستفسار وبصوت مبحوح:"ليه؟ ماله وشي؟"

يحيى بحمحمة:"روحي بس الحمام إغسلي وشك وتعاليلي."

نور:"بس أنا مش معايا ميك أب .. معملتش حسابي إني هاجي أصلا."

يحيى وهو معقد حواجبه:"مش عايزك تحطي الحاجات دي، أنا عايزك بس تغسلي وشك عشان نتكلم براحتنا."

هزت راسها بتعب وخرجت من الأوضة تحت عيون يحيى إللي قلبه بيدق لمجرد كلامهم مع بعض .. دخلت الحمام وراحت ناحية الحوض وفتحت الحنفية ولسه هتغسل وشها إتخضت من مظهرها في المراية ... الكحل والماسكرا كانوا سايحين على عيونها لحد خدودها ومظهرها كان مريب جدا .. كإنها عفريت .. غسلت وشها بسرعة من مظهرها المريب ده وبعد ماخلصت خرجت من الحمام ودخلت الأوضة .. يحيى رفع عيونه إللي جات في عيونها وإتفاجئ بشكلها إللي إتغير .. ملامحها باقت بريئة جدا ووشها بقا صافي .. مش دي إللي كانت بتعيط من شويه .. مش دي نور أصلا إللي عرفها الفترة إللي فاتت دي .. كل مرة بيكتشف فيها حاجة جديدة والحاجة دي بتعجبه فيها أكتر ...

يحيى بهدوء وإبتسامة هادئة:" يلا أقعدي."

قعدت قدامه وبصت قدامها بشرود لكن يحيى كان مركز في ملامحها كإنه لسه بيتعرف عليها .. ملامحها الجميلة إللي عجبته وشدته ليها أكتر ..

يحيى بشرود:"كل ده كان فين؟"

نور بصتله بإستفسار وهو إنتبه للي قاله وحمحم بإحراج ..

يحيي بهدوء وهو بيغير الموضوع:"مالك بقا؟ فيكي إيه؟"

نور فضلت بصاله ومردتش لكن الحزن كان واضح عليها، عيونها جات على قميصة إتنهدت بإرتياح إنه لونه أسود فبالتالي أثر الميك أب بتاعها مش هيبان فيه .. يحيى كان ملاحظ نظراتها لقميصه ..

المغرورة و القرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن