استيقظ.الصوت في رأسه كان مألوفا له أكثر من صوته، وابتسم قليلا وهو ينجرف في ذاك المكان الضبابي ما بين النوم واليقظة. شيء ما كان يصدر صفيرا أو يرن بهدوء عبر الغرفة، ولكنه تجاهله كليا بينما يمدد ساقيه تحت الملاءات ويقرب جسده أكثر من الدفء المنبعث من ذاك الجسد الناعم المتكئ على صدره.
ارتفعت يده اليسرى لتلتف حول خصرها البض متحسسا منحنياتها السخية، فتأوه بجذل ويده تغوص أكثر متذكرا بتشوش أنها حامل، فهي دوما تزداد امتلاءا أثناء الحمل. غمر أنفه في شعرها يستنشق عبيره الذي يعشق، فتسمر جسده وتحطم عالمه الصغير بينما كانت هي تتنهد بنعومة وتعانق يده المتسيبة على صدرها. يالله، هذه المرأة التي يضم ظهرها لصدره ليست حبيبته.
تلوت معدته بعنف ودقت الطبول في رأسه بينما كان يندفع بعنف مغادرا الفراش، وبالكاد استطاع الوقوف على قدميه قبل أن يتعثر على الجانب الآخر بفردة حذاء نسائي. هو يعرف هذه الغرفة فقد حجز شبيهاتها مئات المرات، ولكن استغرقه الأمر عدة لحظات قبل أن تبدأ ومضات الليلة الماضية تتسرب لذهنه المشتت.
"رباه،" همست رنيم وهي تكور نفسها حيث كانت تنام بهدوء قبل لحظات فقط. "يالله".
حدق في منحنى ظهرها كالأبله، محاولا معرفة ما يجب عليه فعله عندما ارتفع رأسها ببطء فوق كتفها وقابلت عيناها الواسعتان عينيه.
"لا"، همست وهي تطبق جفونها بإحكام. "مستحيل".
كان لا يزال صامتا. واقفا في مكانه عاريا إلا من سروال قصير، يحدق بريبة في المرأة على السرير.
رنيم لفت الملاءة حولها وجلست تسعل بخفوت. وجهها محمر وكتفاها منحنيين إلى الأمام حتى أنه رأى عظام رقبتها تبرز بشدة عبر النسيج الرقيق للملاءة. عيناها فتشتا في جميع أنحاء الغرفة بشكل محموم ودون سابق إنذار، ترنحت من على السرير، وسقطت على ركبتيها. فخطا نحوها دون تفكير عقب الضوضاء الحادة التي أحدثتها ولكن صوت استعمال البخاخ أوقفه.
يالله، إن ذهنه مشوش وهو لا يستطيع التفكير بوضوح. لا شك أن الصدمة شلت ذاكرته جزئيا فهو لا يعلم سبب وجودهما هنا. جل ما يذكره هو طعم شفتيها المسكر الذي لا يزال عالقا بلسانه ونعومة قدها الذي مازال يحس بحرارته وهو يذوب بين ذراعيه، لكنه لم يستطع تذكر سبب وجودهما في غرفة الفندق من الأساس.
"ماذا تفعلين هنا رنيم؟" سألها بصوت شديد الخشونة وكأنه ابتلع حزمة من الحصى.
"جئت لأطمئن عليك"، ردت بين جرعات دواء الربو الذي كانت تستنشقه.
وعندها، كالطوفان اندفع وابل من المشاهد التي شعر بأنها ستظل تحترق في ذاكرته لبقية حياته. التهب جسده ووخزته بشرته عندما تذكرها وهي تظهر عند الباب، والتف الغضب حوله كالعباءة.
أنت تقرأ
زواج على ورق
Lãng mạnماذا تفعلين عندما يتزوج توأم روحك أعز صديقاتك؟ إذا كنت رنيم أنس العطار، فستحافظين على علاقتك الوثيقة بلميس وتتعلقين بأطفالها دافنة مشاعرك الجياشة اتجاه زوجها عميقا، وحقيقة أن رائد يعمل في القوات الخاصة ويغيب لفترات طويلة تساعد؛ ولكن عندما تقع المأس...