الفصل التاسع: متاهة مشاعر

3.4K 88 14
                                    


ملاحظة بسيطة:

هذا الفصل تركته مؤقتا دون عنوان عمدا. اقرأوه جيدا ثم اقترحوا عنوانا مناسبا حسب وجهة نظركم أو فكرة عامة لمحتواه وسأختار الأنسب.

وإذا أعجبتكم هذه الفكرة سأدرس إمكانية تطبيقها مستقبلا.

قراءة ممتعة.

***********

إحساس عميق بفقدان السيطرة أرجف فؤاده. فبينما كان مستلقيا هناك على فراشه البارد، لم يسعه سوى استعادة تلك الذكرى مرارة وتكرارا عندما تسلل قبل بضعة أيام رفقة صغاره لشقة رنيم لرؤيتها. كانت تنام بعمق حتى أنها لم تسمع صوت الباب وهو يفتح أو همسات الصغار الهادئة، ولوهلة شعر بشعلة ما بين الحمائية والتملك تلهب صدره.

وقد أزعجه هذا للغاية فاضطر لتقديم ذاك العذر السخيف بحاجته لاستخدام الحمام ليحبس نفسه هناك بضع دقائق يتمالك فيها فوضى أحاسيسه.

الحماية المفرطة يمكنه التعامل معها فهي ليست شعورا غريبا حينما يتعلق الأمر برنيم، ولكن التملك كان خاطئا على العديد من المستويات لدرجة جعلته يشعر بالاحتقار وهو يضع اسما له. هو لا يريدها وهي ليست ملكه حتى وهي الآن حامل بابنه.

فثمن امتلاك أنثى غازية كرنيم أبهض مما يستطيع معطوب مثله أن يمنحه.

عاطفتها الجياشة أجشع من أن ترضى بأقل من حبيب يسلمها مقاليد الروح قبل القلب والجسد وهو أجبن من أن يخلع قشرته الخارجية حتى أمام نفسه.

أزاح الشرشف لأسفل بضيق وانقلب على جانبه محاولا إيجاد وضع مريح للنوم. لديه أقل من أسبوعين قبل أن يضطر للمغادرة ورغم أنه قد بدأ ينتقل إلى وضع العمل والحياة المألوفة التي سيعيشها للأشهر المقبلة إلا أن ذهنه كان يشتعل بأفكار جلها تتمحور حول تركه أبناءه.

لقد تركهم من قبل. لطالما فعل مرارا وتكرارا، لكن الأمور باتت مختلفة الآن. فهذه المرة لن يتركهم مع أمهم، آمنين وهو يعلم أن لا شيء سيتغير في غيابه. إنما مع رنيم التي يثق بها على حياتهم لكنه لم يستطع التوفيق بين ذلك وبين دورها في حياته هو.

كما أنها حامل. رباه! كيف له أن يكون بهذا الغباء؟ وكأن كتب كتابه عليها لم يكن خطوة فاشلة كفاية، هاهو ذا جعلها زوجته فعليا دون أن يتخذ احتياطاته.

ليس أنه كان يستطيع فعل شيء وقتها، فقد كان ناسكا عن هكذا ملذات لعام كامل ولم تكن لديه أي نية لتغيير ذلك في أي وقت قريب لولا قراره الغبي الصادم بنسف جميع خططه مستغلا رنيم لإنهاء صيام جسده الذي خانه بانتفاضة مباغتة لا يزال حتى الآن يجهل سببها.

رنيم، أقرب إنسانة لزوجته الراحلة وقريبة الشخصين الوحيدين اللذين اعتبرهما عائلته. الأمانة التي عاهد الله على حفظها ونفسه على صيانة براءتها، غلطة الرائح والغادي من عمره.

زواج على ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن