الفصل العاشر: رغبة لا تقاوم

3.9K 92 42
                                    


كان المنزل صاخبا عندما ولجه ذاك المساء بعد يوم طويل جدا في العمل ظل يراجع فيه القوائم ويدققها وهو يركض في جميع أنحاء القاعدة محاولا اللاستعداد للمهمة القادمة. جسده مهدود وعقله منهك مما جعل مزاجه على الحافة.

"أنت تقومين بعمل رائع ريم!" ارتفع صوت رنيم فوق الضجة التي كان يسببها عدي ويزن بلعبهما بالأواني على الأرض. "تأكدي من أنك تقطعينها حتى المنضدة، حسنا؟"

رواد كان صامتا لأول مرة منذ مدة طويلة وهو يبني شيئا ما بقطع الليجو على طاولة المطبخ فيما كانت رنيم تتحرك حول ريم وهي تقطع العجين المفرود على المنضدة بما يشبه علبة مربى فارغة.

"أشم رائحة زكية"، أعلن حضوره وهو يضع مفاتيحه ومحفظته على المنضدة.

"لقد صنعنا يخنة، أليس كذلك ريم؟" قالت رنيم بابتسامة خجولة. "الجو كان باردا قليلا اليوم في الخارج فشعرت بأن طعاما دافئا سيكون مناسبا"

"أهذا بسكويت فدوى؟" سألها ومجرد الفكرة تسيل لعابه.

"أجل، إضافة إلى يخنة أمي بلحم البقر"

"حقا! متى تكون جاهزة؟" سأل بلهفة وهو يفك أزرار سترته بنزق فقد كان يتحرق لخلع زيه الرسمي وارتداء قميص قطني وسروال منزلي واسع، ثياب مريحة ولا تفوح منها رائحة العرق.

"اممم"، تلعثمت رنيم وهي تراقب أصابعه الطويلة بنظرة ثقيلة جعلت دقات قلبه تتسارع. "بعد حوالي عشرين دقيقة"، ردت أخيرا.

"سأستحم أولا إذن"

"جيد"

همست وهي لا تزال غارقة في تحديقها بخشوع فلم يدر إن كان ما شعر به لحظتها بسبب ضغط يومه الشاق أم شيء آخر، إلا أنه أراد فجأة الاختلاء بها خارج المطبخ وبعيدا عن الصغار الأربعة الذين كانوا يحدثون الكثير من الضوضاء.

"هل يمكنني التحدث معك للحظة؟" سألها وهو يميل رأسه.

"أكيد، ريم أيمكنك أن تقفزي لأسفل؟ سأعود بعد دقيقة"

حرصت رنيم على إبعاد ريم عن المنضدة التي تحتوي الفرن والموقد ورفعت يزن من الأرض لتضعه في قفص واسع مملوء بالألعاب مخصص للأطفال كان يستقر في الردهة الواسعة بين المطبخ وغرفة المعيشة، قبل أن تتبعه نحو السلالم.

عندما وصل إلى غرفته، صار يحرك كتفيه ويمدهما محاولا سحب الأكمام الضيقة لزيه عبر عضلات ذراعيه البارزة. وكانت هذه هي مشكلة الأكمام المطوية بإحكام؛ فلأنهم ضيقون للغاية، نزعهم يسبب إزعاجا وعذابا شديدين.

شعر بأصابع ناعمة ورقيقة تخترق المساحة المنعدمة بين بشرته المشدودة والنسيج الملفوف وسكن جسده بالكامل وهي تسحب الكم الأول ثم الآخر حتى معصميه.

تنفسها كان بطيئا، ثقيلا ومرتجفا في ذات الوقت. والشعور بدفئه على صدره وفوق قلبه مباشرة، كان القشة التي قسمت ظهر تماسكه.

زواج على ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن