الفصل الرابع والعشرون: لا خيار آخر

3.3K 115 22
                                    


"إن نمت هنا، لين ستوقظك" حذرت رواد بينما كانت هي والصغار ينظرون إلى لين المستلقية على سريرها "عليها أن تتغذى مرات عديدة"

"يمكنني تجهيز زجاجات الحليب لها" رد بعناد.

كان هناك فيلم وثائقي يعرض على التلفاز في غرفة الجلوس وبينما ظلت ريم وعدي يدخلان ويخرجان من غرفتها طوال النهار، رواد ويزن بالكاد فارقا جانبها.

"حان وقت النوم" أعلن رائد أثناء ولوجه الغرفة فتصلب جسد رواد "لديكم فقط ربع ساعة إضافية يا صغار"

"أنا سأنام هنا" أخبره رواد بتمرد "سأحضّر الرضّاعة للين"

قال رواد وهو يلقي نظرة سريعة نحو صدرها "آه، لا أظن لين بحاجة لرضاعات زجاجية يا ولد"

"ماذا تأكل إذن؟" سألها عدي بفضول دون أن يحيد بعينيه للحظة عن أخته الرضيعة.

"حسنا، إنها ترضع رضاعة طبيعية" أخبرت رنيم الأطفال بهدوء محاولة الحفاظ على وجهها جامد الملامح. كانت تتسلل بعيدا خلال النهار لإرضاع لين فلم تكن هناك طريقة تمكنها من القيام بذلك بتكتم تام بسبب صراخها الحاد.

"ماذا؟" سأل رواد في حيرة.

"الخالة رنيم تطعمها بصدرها!" أجابت ريم بسخرية قبل أن تتمكن من الرد.

"مقرف!"

"يعققق!"

"عق!"

ارتسم على وجوه الصبية درجات متفاوتة من الاشمئزاز فلم تستطع رنيم كبح الضحكة التي هربت من بين شفتيها "إنها تماما مثلما يحدث عند الحيوانات يا صغار"

"هذا غريب جدا، ظننتها تريد رضاعة بدلا من ذلك" قال رواد بجدية.

"الرضاعة الطبيعية مفيدة لها أكثر" طمأنته رنيم.

"حسنا، حان وقت النوم"

ناداهم رائد بتسلية حيث يقف عند مقدمة السرير فشرع يزن فورا في البكاء كما لو أن قلبه قد انكسر واندفع في حضنها مجفلا لين التي استيقظت فزعة وانضمت إليه في جولة البكاء، وفجأة أحست رنيم بشعور غريب في صدرها.

"أت مللة" شهق يزن بعد برهة متكئا على صدرها "مللة، خاتو"

نظرت رنيم إلى أسفل وشعرت أن وجهها سينفجر. يا له من وقت رائع لينزل حليبها!

"تبا" همست بإحراج بالغ فقلدها يزن "تبا"

"هيا يا صغار" ناداهم رائد محاولا إبعاد الضحك عن صوته "دعونا نذهب"

نزل عدي وريم ورواد ببطء من السرير وهم يتذمرون وابتسمت رنيم حين عقد الصبيان أذرعهما فوق صدريهما في انزعاج.

"سأكون هنا عندما تستيقظون" أكدت لهم هاتفة فوق صرخات لين "اذهبوا إلى النوم وغدا يمكنكم مساعدتي في تحميم لين"

زواج على ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن