مشى طالوت في النفق طويلاً حتى أشفق على عشتار إذ لاشك أنها مشت كل هذه المسافة أخيراً بدأ طالوت يسمع صوتاً ما، فووقف وأخذ إبرة من الأدونيسين وغرزها في صدره احترازاً لوصوله لعالم الجن
أحس طالوت عند أخذه للإبرة أن الدنيا كانت تمشي ببطء فأخذ يمشي هو الآخر ببطء مع ثقل في قلبه ونظره وسمعه وكل حواسه وكأنه كان يخلد للنوم
ومع أن عقله كان مشوشاً بعض الشيء إلا أنه أحس بصفاء ذهني عجيب
وصل أخيراً لنهاية النفق ليجد باباً خشبياً كبيراً لايعلم إلى أين يؤدي وأمام الباب وقفت أفعى عملاقة جداً جداً
كانت يبدو على الأفعى أنها مطموسة العينين
أخذ طالوت يفكر في الطريقة التي سيزيح الأفعى من طريقه فوجد أنها فرصة لكي يجرب أسلحته فأخرج الشبكة من شنطته وهم بأن يرميها على الأفعى لكن كانت المفاجأة حين أنقضت الأفعى على طالوت قبل أن يتسنى له إلقاء الشبكة وأحكمت قبضتها عليه وقامت برفعه وعصره وكأنه أوشك أن يكون طعاما
قالت الأفعى بغضب:
– لاشك أنك الذي رميت النحل علي وفقدت بصري بسببك سأنتقم منك الآن
كان طالوت مازال تحت تأثير الجرعة التي أخذها للتو مع أن نبض قلبه أخذ يزداد شيئاً فشيئاً إلا أنه كان منخفضاً بفضل الجرعة وأدرك أنه لافائدة من الكلام فهي تنوي جعله وجبة عشاء على أية حال لكن يبدو أن عليه دفع ثمن مافعلته عشتار
حاول طالوت أن يخلص يديه كي يتسنى له إلقاء الشبكة لكن لافائدة
أخذت الأفعى تعصره وتعصره أصبح هو والأفعى كجسد واحد إلى استوى جسدهما على أقطاب الشبكة فانطلقت شحنة كهربائية صعقتهما هما الاثنان وسقط كلاهما أرضاً
كان كل واحد منهما يستعيد قوته
وقف طالوت متثاقلاً ويبدو أن الأفعى استعادت قوتها بسرعة أيضاً إلا أنها بحسب الظاهر لم تستطع تحديد مكان طالوت فهي عمياء وكانت تعتمد على السمع تريد الاستماع لنبضات قلب طالوت لتحديد مكانه ونبضات قلب طالوت كانت ضعيفة
فطن طالوت لما يجري فتسمر مكانه والأفعى تحاول الاستماع بحذر أخذ طالوت حجراً صغيراً من الأرض وألقى به بعيداً فانطلقت الأفعى بسرعة جبارة وراء الصوت فما كان من طالوت إلا أن أخذ شبكته وانطلق اتجاه الباب الخشبي وقام بفتحه وخرج من الكهف أخيراً
خرج ليرى نفسه أمام شاطئ ساكن وكان الوقت وكأنه وقت الصبح
استغرب طالوت إذ أن الشمس كانت توشك على الغروب عند دخوله النفق أيعقل أنه استغرق كل ذلك الوقت داخل النفق!! إلا أن برودة الجو جعلته يشك أنه في بعد آخر غير البعد الذي كان فيه، هل وصل لأرض الجن ياترى