في المساءِ،
كانت مريم جالسة تشعر بمللٍ خاصة بعد ذهاب جميلة الى النومٍ، استمعت الى صوت دق على الباب؛ لذلك توجهت نحو الباب تفتح إياه، لكنها ما أن رأت من يدق الباب تسمرت في موضعها، عندما رأت آخر شخص تتمنى أن تراه في ذلك الوقت تحديدًا، سارة شقيقة ديما بصحبة امل والدتها تعلم أن الإثنين لم يطيقونها كما هي أيضا، طالعتهم بتوجس تعلم أنهم لن يمروا اليوم على خير، قامت سارة بازاحتها بيديها الى خلف، و دخلت هي ووالدتها دون ان ينتظروا منها اي رد فعل كأنها شئ نكرة لا يرى، زفرت مريم بضيق، و غضب في محاولةٍ منها؛ كي تهدأ من ذروة غضبها المشتعلة بدلًا من أن تنفجر بهما، و أخيرًا قد قُطِع هذا الصمت على صوت سارة التي أردفت قائلة لها بحدة، و صوت عالٍ و هي تطالعها بنظرات محتقرة في دلالةٍ على التقليل منها، و عدم احترامها
: إنتِ هتفضلي تبصيلنا كدة كتير، تحولت نبرتها إلى أخرى آمرة
_ ادخلي اندهي على بنت اختي حبيبتي،
لتتابع بغل، و حفظ تعجز عن إخفاءه
_ و جوز اختي كمان .
كانت تطالعها بغيرة، و كره حتى الآن لم تستطع أن تصدق ما حدث، تتمنى أن تتزوج هي من يحيي لكنه الآن قد صدمها تزوج منها هي بعد شقيقتها تلك الانسانة الباردة التي تعتبرها من ألد أعدائها؛ لذلك قررت ألا تترك فرصة دون أن تهينها.وضعت مريم يدها فوق خصرها بغيظ، و ضيق هي الأخرى، ردت عليها بإقتضاب، و حدة فهي لن تسمح لها على أن تهينها، لن تسمح لأي احد أن يفعل لها شئ ماذا فعلت هي؛ كي تهان و تتعامل بتلك الطريقة
: في ايه براحة، وطى صوتك دة و انت بتتكلمى معايا، بعدين المفروض تتكلمى بطريقة احسن من دى، و متنسيش انك في بيتي المفروض على الاقل تحترميني، دة لو بتفهمي.شهقت لها سارة بطريقة مقززة و صوت عالي، قائلة لها بوقاحةٍ و استفزازٍ، و هي تتمنى في ذلك الوقت أن تجذبها من شعرها
: بيت مين يا عنيا، لا يا حبيبتي متنسيش نفسك، و تعيشي الدور كتير عشان مقلش منك.
أنهت حديثها و هي تدفعها بخفة إلى الخلف.تنهدت مريم بضيق و هي تقسم أنها الآن على وشك الانفجار بها، و تلقينها درسًا لن تنساه طوال حياتها؛ لذلك أردفت ترد عليها بشراسة
:- تقلي من م..
رفعت سارة بصرها نحو الحائط و ابتسمت بخبث عندما وقع بصرها فوق صورة زفاف شقيقتها، و يحيي التي مازالت كما هي، قطعت حديث مريم و هي تقترب من اذنها قائلة لها بصوت هامس يملؤه الفرح و الشماتة، ثغرها يعلوه ابتسامة ساخرة
:- امم دة لسة صورة فرح يحيي، و ديما مكانها غريبة مش قولتي أنه بيتك، المفروض تمحي الذكريات بتاعت حب يحيي القديم عشان تملي أنتِ عين صاحب البيت، اللي المفروض أنه جوزك.
ابتعدت عنها ما أن أنهت حديثها، و ظلت تضحك بصوت مرتفع، و هي تتطلع نحو هيئة مريم الدالة على هزيمتها، و إنتصار سارة في ذلك الوقت.خرج يحيي من غرفته و قطب حاجبيه بدهشةٍ ما أن رأي هيئة مريم الواقفة أمامهم، فقد كان منظرها لا يرثى عليه، وجهها شاحب و قد فرت الدماء هاربة منه، كانت تقاوم بأقصي جهد لديها؛ كي لا تنهار امامهم، و تظهر ضعفها، كان حديث سارة مازال يتردد داخل ذهنها يجلدها من قسوتِه، كان يخترق قلبها و يدمره إلي أشلاء قلب.
فاقت على صوت أمل التي كانت تحدث يحيي بهدوء، و خبث ذات صوت مغزي، و هي تتطلع ببصرها نحو مريم
: هي مش هتجيب لنا جميلة بنت بنتي اشوفها و لا ايه يا يحيي؟
_ لو كدة يبقي ناخدها عندنا احسن سارة حبيبتي هتهتم بيها بدل ما نخلي واحدة غريبة تتعمل علينا.
أنت تقرأ
حلمي المستحيل
Romanceأحبته بَل عشقته أصبح حلمَها ليلًا ، ونهارًا، تمنت لو أنها تتزوج به يومًا ما، فقد كان حُبه يتغلغل، ويكبرُ في قلبِها يوم عن يومِ، لكنه لم يَشعر بها، لمْ تتلقى منه دائمًا سوَى صدمة تلو الأخرى، صَدمة لا تكسر قلبَها فقط بل تدمره، تُدمره إلى اشلاءٍ صغيرةٍ...