توجه يحيي نحو غرفة مريم، و هو يشعر بغضب شديد بداخله، قرر أن يعاقبها، و ينفذ طاقة غضبه الذي يشعر بها،فـهو يشعر ببركانٍ من الغضب داخل عقله، و قد حان الآن وقت انفجاره، لن يصمت على تصرفاتها تلك، لكن مهلًا هي ماذا فعلت له كي يعاقبها؟
_هي بالفعل لم تفعل شيئًا، ماذا يريد منها، هبت مريم واقفة ما ان رآته، وقفت تطالعه بتوجسٍ، توجس احتل جميع ملامح وجهها، تعلم أنه لم يمرئ ما حدث، لكنها أيضًا لن تصمت إذا اهانها ابدًا، و أخيرًا صدح صوت يحيي و هو يهتف قائلاً لها بعصبية، و غضب يزداد اليه رويداً رويداً مقررًا أن ينفجر بها
:- ايه اللي كنتِ بتعمليه دة، انت اتهبلتي في عقلك في واحدة تعلم طفلة الرقص، أُمال الصبح بتعملوا ايه شفتي عمايلك عملت ايه، عارف إنك طفلة و مش هتعرفي تهتمي بيها.بادلته هي الأخرى نظراته الغاضبة بغضبً، و ضيق فهي من الممكن أن تسمح بكل شئ، إلا أن أحد يظلمها، و يأتي عن كرامتها بإهانتها، مهما كانت تحبه لكنها لن تسمح له باهانتها؛ لذلك أردفت قائلة له بغضب، و غيظ تدافع عن نفسها فـ هي لم تفعل شيئًا خاطئًا، كي يُحدثها بتلك الطريقة الحادة
:- و أنا عملت ايه بقا أن شاء الله، كنا زهقانين قولنا نرقص شوية ايه كفرنا، ما أي أُم في أي بيت بترقص من بنتها، و كمان جميلة عندها خمس سنين يعني فاهمة مش بيبي عشان تعملوا كل دة، هما اللي جم و فضلوا يكبروا الموضوع و يعملوا أي خناقة، و بعدين أنتَ إللي غلطت، ازاي تسمحلوهم ياخدوها معاهم الغلط منك مش م...صاح بها بغضب، و ضيق يمنعها من مواصلة حديثها، و قد وصل لأعلى ذروة في عصبيته
:- دى بنتهم كمان على فكرة، يعني من حقهم ياخدوها مش عشان هما محترمين و مقدرين إني ابوها، لكن أنتِ بتتحكمي، و تتكلمي و تجادلي على أساس إيه، ممكن افهم؟كان حديثه يجرحها بشدةٍ، فهو يتحدث معها غير عابئًا بمشاعرها، كأنها شئ جماد امامه لا يشعر، حاولت أن تكبت دموعها؛ كي لا توضح ضعفها أمامه _فهي أنثى على الرغم من قوتها، و جمودها اللتان تظهرهما أمامه، إلا أنها ضعيفة، و بشدة اقل كلمة تجرحها، خاصة إن كانت منه هو، أكثر أحد تعشقه، و من المفترض أن يكن سبب قوتها_
تنفست بصوت مسموع قائلة له باقتضاب، و قد تحشرج صوتها دليلًا على أنها على وشك البكاء
:- والله، طب طالما مش ليا دخل اتجوزتني ليه بقا، أنت َ فاكر إنك كدة، بتنفذ وصية ديما _الله يرحمها_
تبقي بتضحك على نفسك؛ لأن قصدها مش كدة نهائي.
عبست ملامحه ما أن ذَكَرت إسم ديما، و سيرة تلك الوصية، ملامحه تلك كانت أكبر شيئًا جرحها ال هذا الحد ينفر منها، ذلك هو تفسيرها الوحيد على ذلك، ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت داخل حلقها بحزن بادى عليها، قبل أن تواصل حديثها قائلة له بنفس ذات الطريقة
:- ديما خليتني أنا المسؤولة عن جميلة، و أنا اعتبرت جميلة بنتي، ازاي مش عاوزني اتدخل فكر تاني كويس يا باش مهندس.
انهت حديثها المستنكر، و خرجت تاركة له الغرفة بأكملها، و هي تشعر بنغزة قوية في قلبها الذي كان بنزف آلمًا أثر جروحه التي ازدادت خاصة منه هو.
أنت تقرأ
حلمي المستحيل
Romanceأحبته بَل عشقته أصبح حلمَها ليلًا ، ونهارًا، تمنت لو أنها تتزوج به يومًا ما، فقد كان حُبه يتغلغل، ويكبرُ في قلبِها يوم عن يومِ، لكنه لم يَشعر بها، لمْ تتلقى منه دائمًا سوَى صدمة تلو الأخرى، صَدمة لا تكسر قلبَها فقط بل تدمره، تُدمره إلى اشلاءٍ صغيرةٍ...