الخاتمة

8.3K 295 48
                                    

كانت مريم تجلس في بهو المنزل بصحبة اطفالها الثلاثة يشاهدون التلفاز، اخرجت تنهيدة حارة، و تطلعت ببصرها نحو جميلة، و هي تطالعها بملل واضح، قبل ان تردف قائلة لها بصوت منخفض خوفًا من أن يسمعه أحد من اطفالها
:- الكارتون دة ممل اوي يا جوجو، لو قولنالهم كدة هيقتلونا، و انا جبت اخرى بقالي ساعة بنتفرج على حاجات بلا هدف يخربيت الملل فين ايام ما كنا بنتفرج انا و انتي على فروزين، و سندريلا.

ضحكت جميلة برقة، و تمتمت قائلة لها بضيق طفولي، و هي تحرص على أن تحافظ على نبرتها المنخفضة
:- طب نعمل ايه يا ماما، لو غيرتي مرام و يزن لو غيرتي الكارتون دة هيقتلوكي فعلًا.

زفرت مريم بصوت مسموع، و هي تحاول التفكير في فعل شئ غير تقليدي تكسر به الملل بينما تمتمت لذاتها بضيق، توجس
:- العيال دول مش ولادي خدي بالك، دول ولاد ابوهم محدش ناصفني غيرك والله يا جوجو.
انهت جملتها، و هي تضم جميلو نحوها بحنو، أردفت مرام بصوت طفولي على الفور ما ان راتها تحنصن جميلة 
؛- مامي احضنيني أنا كمان زي جميلة.
ضمتها مريم على فور بزراعها الاخر، و طبعت فوق رأسها قبلة حانية ليأتي يزن، و يدلف في المنتصف، و هو يردف بصوته الطفولي هو الاخر
:- هعمل زيهم انا كمان يا ماما.

ضحكت مريم بصوت مسموع، و هي تتمتم بمرح حيث كان قلبها يخفق بسهادة تغمره بأكمله بوجودهم بجانبها هكذا، تشهر ان قلبها يتراقص الان، لا تصدق انها بالفعل نجحت في تكوين تلك العائلة الصغيرة مع حبيبها، و زوجها الذي مَلَك قلبها منذُ زمن مضَي
:- ايه رأيكوا بدل ما انتوا هتفطسوني كدة، اقوم اعملكوا كيكة بالكراميل يمم يم يم.
قالت جملتها الاخيرة بشهية مفتوحة، و هي تغرز اسنانها في شفتها السفلي.

صفق الجميع، و بالفعل تركتهم هي يجلسوا امام التلفاز، و نهضت متوجهة نحو المطبخ و بدأت في إعداد الكيكة.

في ذلك الوقت، عاد يحيي من عمله و هو يشعر بالأرهاف يسري في جميع انحاء جسده، لكنه يرعان ما مُحِيَّ و حل محله السعادة و الحب ما ان وقعت عيناه على أطفاله الثلاثة، لكنه عقد حاجبيه بدهشة عندما وجد اطفاله يجلسون بمفردهم على عكس عادتهم فدائمًا عندما يدلف يجد مريم تلعب معهم احيانًا يجدها ترقص، و تغني معهم كعادتها، و أخيرًا قد صدح صوته يسأل اياهم بهدوء، و اهتمامٍ
:- امال فين ماما يا ولاد؟

ما ان رأته مرام حتى انطلقت سريعًا نحوه تحتضن ساقيها بحب، ابتسم يحيي على فعلتها اليومية و قام بحملها فوق زراعيه، و احتضنها، تابعتها الحميلة التي كانت قد اقتربت منه، و بالفعل قد طبع قبلة حانية فوق وجنتها، و اخذها ليجلس بحانبهم فوق الأريكة،  اجابته جميلة بهدوء
:- ماما بتعمل كيكة بالكراميل جوة في المطبخ.
أنهت جملتها و هي تشير بسبابتها نحو المطبخ.
مسد فوق شعرها بحنان، و هو يردف قائلًا ليزن بمشاكسة
:- ايه يا سي يزن مش هتيجي تسلم على بابا زي اخواتك؟!

حلمي المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن