اغمضت سارة عينيها، في محاولة منها على تشجيع ذاتها، لـ مواصلة الحديث، حتى نجحت بالفعل لتردف قائلة له بنفس ذات النبرة، و نفس ذات الانكسار، و الخجل التي مازالت تشعر بهما نتيجة افعالها
:- لا مش كدة، أنا ظلمت مريم زمان لما قولتلك إنها بتحب حد تاني، مريم ملهاش علاقة كانت بـ أي حد، مريم قلبها من زمان ليك،و محدش كان يعرف غيري؛ لأني فهمتها مرة من تلميحاتها حتى ديما مكانتش تعرف.
لتتابع بندم صادق يتخلل نبرتها
_أنا اسفة، عارفة أني غلطانة، بس مكنش قصدى الشيطان لعب بيا،و هيألي اني لما أعمل كدة ه.. صمتت، و هي تشعى بالخجل من افعالها، و الخوف الذي ينهش قلبها، خاصةً عندما رأت نظراته المسلطة نحوها بشدة، و عينيه المشتغلة بالغضب الواضح كالنيران المتأهبة، الشرر الذي يتطاير منهما، عروقه البارزة من شدة الغضب، أيعقل انه ظلمها بتلك الطريقة كان يتعامل معها بإقتضاب، حدة؛ كي لا يفصح عن مشاعره أمام أحد، و يثأر لحبه،و كرامته، كان يبرر اقتضابه لوالدته عندما تساله
_لما هي تحديدًا؟_ الذي يعاملها هكذا؛ بـأنه لا يجب طريقته الطفولية، فهي افعالها تشبه الأطفال، و هو لا يحب تلك الطريقة على الرغم من انه يعشق طريقتها، و يعشقها يعشق تفاصيلها اليومية التي تفعلها بأكملها، شعر بكم الألم، و الوجع الذي سببهما له هو بأفعاله، و حديثه الحاد، القاسي، المقتضب معها، تذكر كم مرة حديثه ازعجها، و احزنها، و آلمها، صدح صوته و أخيرًا صائحًا بغضب إلى تلك الجالسة أمامه تشعر بالتوتر، و الانكسار، و هو يتمنى أن يقتلها في ذلك الوقت
:- ااه يعني أنتِ عيشتيني في كذبة خليتيني ابعد عنها، و اسيبها، و اتجوز واحدة تانية كل دة بسببك، و جاية تقوليلي دلوقتي ليه ليه اشمعنى دلوقتي؟
هدر بها بغضب، و انفعال اشد من السابق، تمنت أن تفر هاربة من امامه، لكنها بالطبع تعجز عن فعل ذلك، اخفضت عينيها تنظر ارضا، و هي لا تعلم بماذا تجيبه، لكنها اردفت قاىلة له بصوت منخفض، مبحوح بالكاد يسمعه
:- عشان فوقت، و حسيت بالذنب، و كمان حسام ابن عمي اتقدملي، و هتجوز طلع بيحبني اكتشفت كدة، اكتشفت قد ايه انا كنت غبية حارمة نفسي من حبه الحقيقي، و بجري ورا اوهام في دماغي من المستحيل إنها تحصل، لكن كنت ماشية ورا شيطاني، و سيبت حب حقيقي كان هيضيع مني بسبب غباءي، أنا اسفة بجد ندمانة.
قالت جملتها، و نهضت تسير من امامه و بالاحر تهرب، فـهي ليس على استعداد أن تجلس ثانية كمان خاصة عندما رأت هيئتهه التي ازدادت غضبًا لم يستطع كبته، بالفعل كان يتمنى أن يمسكها في تلك اللحظة، و يقتلها،يشعر بالحيرة ٍ من امرِه، لا يعلم يفرح لاجل حبها له، ام يحزن لاجل طريقته معها، و زوجته من غيرها، استأذن من عمله و ذهب الى المنزل، و هو يشعر بمزيجٍ من المشاعرٍ، مقررًا أن يعترف لها اليوم بمشاعره،و كل ما يحمله داخل قلبه، لا داعي للصمت اكثر من ذلك.""""""""""""""
توقف سيارته السوداءٍ أسفل المباني الخاص يمنزله ما ان وصل، و هبط منها سريعًا و هو يشعر بأن الطريق قد طال من مكان عمله حتى منزله، بل انه تضاعف، كان يصعد الدرج الموصل لمنزله الخاص به داخل المبني بلهفة، و إشتياق كأنه لم يراها منذُ دهر، دقات قلبه تتسارع، تقرع بداخله كالطبول، يصعد سرعة شديدة؛ ليصل إليها بأقصي سرعة يشعر بنبضات قلبه قد حيَّت من جديد، نبضات عاشقة دفنها قد استيقظت الان، فاليوم هو موعد ايقاظها، متلهف لرؤيتها أمامه، ملامحها المحفورة بعشق داخل قلبه، عفويتها، براءتها، عنادها، ومشاجرتها امامه، كل شئ تفعله يعشقه، بل اصبح كالادمان له، قرر أن يفتح صفحة جديدة في حياته، صفحة عاشقة، يبعد الجميع عنها ، صفحة خاصة به هو،و هي فقط، وصل أخيرًا أمام الباب الخاص بمنزله، و قام بوضع يديه في جيب سترته بعجالةٍ، و اخرج منه المفتاح، سرعان ما فتح الباب،و حال ببصره يبحث عنها، حتى وجدها جالسة فوق الأريكة الموضوعة في بهو الشقة، و بجانبها تجلس جميلة ابنته، وقف يتأملها يشبع عيناه منها، حتى استمع الى صوتها أخيرًا يجري اذنيه كالالحان،و هي تمتم بنبرة جادة، و تشعر بنفاذ صبرها، فهي تجلس يوميا امام جميلة اليوم باكمله؛ لكي تفعل واجبها المنزلي الذي تاخذه من المدرسة
:- لا يا جوجو كدة مش هينفعء احنا بنقضي يومنا كله في الـ _Home Work_(الواجب المنزلي) و لسة هقوم اعمل الاكل عشان بابا لما يجي مش يقول عليا طفلة زي عادته، متجوز طفلة مش عارفة تهتم بجميلة، و تعمل شوية أكل.
كانت تردف حديثها بـ أقتضاب، و غضب و هس تتذكر كلماته الدائمة لها، ثم برطمت سرًا بتذمر
_ فاكرني ساحرة و كل حاجة هتخلص بكلمة، لا كدة لا ابقي طفلة في نظره.
أنت تقرأ
حلمي المستحيل
Romanceأحبته بَل عشقته أصبح حلمَها ليلًا ، ونهارًا، تمنت لو أنها تتزوج به يومًا ما، فقد كان حُبه يتغلغل، ويكبرُ في قلبِها يوم عن يومِ، لكنه لم يَشعر بها، لمْ تتلقى منه دائمًا سوَى صدمة تلو الأخرى، صَدمة لا تكسر قلبَها فقط بل تدمره، تُدمره إلى اشلاءٍ صغيرةٍ...