الفصل الثالث

12.3K 361 26
                                    

اردفت بتذمر، و ضيق،و هي مازالت تتذكر حديث سارة الذي لم يذهب عن ذهنها ابدًا، منذُ أول يوم، و هي ترى أن ذلك الوقت المناسب
:- أنا عاووة أشيل صورة فرحك أنتَ، و ديما.

التفت هو نحوها مرة اخري، موجهًا بصره نحوها، يرمقها بنظراته التي تعبر عن مدى غضبه الآن، تشعر أنه سوف ينقض عليها، و يقتلها في تلك اللحظة، مما جعلها تتابع حديثها مسرعة بتوترٍ، و هي ترى ملامح وجهه التي تحولت بسرعة الى الغضب بعدما كان قد هدأَ
:- م.. ما هو يعني اصل يا يحيي ماما جايالي بكرة و منظري، و كدة.

تَفهم حديثها على الرغم من عدم اقتناعه من هيئتها، فهو يحفظها بكل تفاصيلها، لكنه توجه نحو الصورة، و قام بإزالتها من فوق الحائط، و اخذها معه في غرفته غالقًا باب الغرفة خلفه كأنها لم تقف في الخارج، تأفأفت بضيقٍ و هي لن تعلم لماذا لم تفرح بما فعله كما توقعت، و كانت تتمنى؟
فهو قد أزالها من بهو المنزل ليضعها في غرفته الخاصة، التي لم تتذكر أنها قد دلفت إليها منذ أن تزوجته، زفرت بإحباط، ضيق، غيظ، و غيرة، مزيج من المشاعرِ تشعرُ بهم هي الآن، جميعهم يجتمع بداخلها، تتمنى أن تذهب، و تكسر تلك الصورة إلى أشلاء متخلصة منها، حاولت أن تهدأ من ثورة غضبها تلك، قائلة لنفسها بهدوء كانها تتحدث مع شخص آخر يقف امامها
:- ايه الهبل اللي بقيتي فيه دة يا ميرو، اهدى و بطلي جنان، احنا مش ناقصين يجي بقلب علينا خلاص، ديما _الله يرحمها_ متنكديش على نفسك و خفي نكد الايام دي، و بعدين دي ديما صاحبتك برضو.
أنهت جملتها لذاتها، و تحركت بخطواتها نحو غرفة جميلة التي وجدتها نائمة، ابتسمت أمام وجهها بحنوٍ، قبل أن تضمها نحو صدرها، تربت فوق ظهرها بحنان، دثرتها جيدًا، و خرجت مرة اخرى متوجهة نحو المطبخ، و بدأت تعد الطعام في الأطباقِ، و تضعه على منضدة الطعام ما أن انتهت حتى توجهت نحو غرفته، و قامت بطرق الباب طرقات خفيفة، لكنها لم تستمع الى همهمته مثل كل مرة سابقة؛ لذلك كررت فعلتها كانت النتيجة واحدة مثل ما هي؛ لذلك قامت بالقبض على مقبض الباب محركة إياه إلى أسفل، و دلفت الى الغرفةٍ، كانت عينيها تدور بحثًا على الصورةؤ بدلًا منه هو، لكنها توقفت مرة واحدة شاهقة بقوةٍ، و صوت عالٍ، و هي تضع يديها على عينيها سريعًا، و التفت إلى الخلف بخجل، حركة لا أرادية فعلتها عندما خجلت، شعرت بضربات قلبها تزداد تشعر أنه على وشك الانفجار، خرجت مسرعة تاركة الغرفة كأنها تهرب من احد يطاردها، عقد يحيي ما بين حاجبيه بدهشة على تصرفها الغير متوقع، لكن سرعان ما علم سببه، فهو كان يتحمم في المرحاض الملحق لغرفته، و خرج كعادته دون ان يرتدى ملابسه واضعا المحرمة على خصره فقط، اعتلت الابتسامة ثغره لا إراديًا عندما علم سبب خجلها، التقط ثيابه سريعا و قام بارتدائها خارجًا خلفها هو الاخر، وجدها جالسة على منضدة الطعام، مطأطأة راسها الى اسفل تنظر الى الطعام بشرود، و وجنتيها يكسوها اللون الأحمر القاني، فقد كانت عينيها فقط اللتان ينظرا إلى الطعامٍ، امَّـا عقلها، تركيزها،و قلبها كان ليس معها كان معه هو، هو من سرقهم منها منذ زمن الزمن اقترب منها،و وضع يده فوق اسفل وجهها رافعاً رأسها إلى أعلى، مردفًا إليها بهدوءٍ، و مشاعر جهل من تفسيرها، و بالاحر هَرِب من تفسيرها، و مواجهة ذاته بمشاعره نحوها، محاولا بأقصي طاقته ان يتجاهلها
:- متنزليش راسك كدة، شكلك بيبقي وحش خلي دايما راسك مرفوعة.

حلمي المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن