¹³

1.2K 229 16
                                    


كان هو أول من إستيقظ

أراد القيام لِيجد شيء يمنع الغطاء من التحرك

نظر جانباً ليجدها نائمة بعشوائية ومُلتفى حول نفسها مثل القطط

"لابد أنها ستتجمد من البرد"

تمتم يضع الغطاء عليها بِإهتمام

ثم وقف يُغلق الشُرفة
هو لا يريد أن يمرض ثانيةً

سَعل مُجدداً لِيُمسك بِصدرهِ

الهواء البارد المُحمل بالغبار بالنسبة لِمرضى الربو التحسُسي كارثة.

نَظم أنفاسه بهدوء حتى شعر بالأعراض تختفي

ذهب لغسل وجهه وتبديل ملابسه ثم خرج يُحضر طعام و شيء ساخن ليشربه.

صوت الأمطار كان قوي للغاية
فأيقظها

نظرت فايلر حولها ولم تجده

فَإعتدلت تخلع معطفها وبقت بالثوب الأسود القصير الشتوي زو الأكمام الطويلة

غسلت وجهها وفمها

أخذت فُرشاة شعره وبدئت تُمشط خصلاتها
رفعتها للأعلى وتركت غُرتها

لم تفعل هذا منذ فترة طويلة
لكنه بدى لطيف عَليها.

خرجت تبحث عنه

لكن قدمها قادتها للغرفة التي لطالما راقبته منها وهي المُواجهه لنافذتها

كانت مُرتبة بشكل مثالي

بيانو أسود بنقوش ذهبية أمام النافذة

لوحات مُعلقة بجميع الحوائط

و هناك واحدة لم تنتهي بَعد

مكتبة مليئة بالكتب

و رف به الكمان

أخر الجيتار

والأخير الناي والهارمونيكا

جلست على المِقعد الخاص بالبيانو

لم تكُن مُولِعة بالموسيقى قبلاً

و لاتتذكر كونها كانت طفلة متفوقة بها بل تنام بحصصها أصلاً

"إستيقظتِ، صباح الخير"

إلتفتت مُبتسمة له

إستقامت واقفة أمامه وأسندت كفها على جَبهته لِتتأكد من حرارتهِ

إبتلع ريقه وتراجع بعدما وجد نفسه شارداً بالتدقيق بها دون سبب محدد

"أنا بخير فايلر لا تقلقي جلست بالهواء بعد أخذ حمام دافيء فأُصبت بالزكام"

كان الهواء المُحمل بالأتربة دخل من النافذة التي فتحها قبلاً

جعل الأخر مُنزعجاً

الفترة ما قبل فصل الربيع هي الأسوء
أمطار ،غبار وبعدها طالع النباتات

غالباً لا يُغادر المنزل بتلك الفترة

إقترب، يُغلق الشُرفة وغطى ثغره بِكفه محاولاً التوقف عن السُعال

جلس على المِقعد لتقف خلفه تُربِت على ظهره بِلُطف

دقيقه وتوقف
غالباً لا يستغرق الأمر معه اكثر من دقيقه

وقفت أمامه، تسأل
-بخير؟-

همهم يستقيم وهو مُمسك بِيدها يسطحبها للمطبخ ليتناولا الإفطار

وبعدها جلسا أمام الشرفة المُغلقة يحتسيان الشاي

"شكرآ لاعتنائك بي فايلر أنا مُمتن لهذا"

إلتقط يدها يُقبلها لِتخجل

ثم رَبتت على يده
-هذا واجبي-

وقف يُمسك الكمان

"هذه مُكافئة لكِ إنها أول ما عزفته قبل خمسة عشر سنه"

-مازلت تتذكر؟-
تعجبت

لِيهز وجهه وأسند الألة على كَتفهِ

"لا أنسى ألحاني أبداً
كُنت الأشهر قبل ان أتي لتلك المدينى فايلر، حتى الأن اكتب ألحان جديدة مع أنني لا أستطيع سماعها لكن أشعر بها هُنا"
أشار لِقلبهِ

أسندت يدها أسفل وجنتها على يد المِقعد، واضعةً كامل تركيزها عَليه

يالها من ليلة رائعة

تبدو المعزوفة أجمل عن قُرب
وهو أيضاً.





03:09 |M.Yj| ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن