¹⁵

1.1K 227 16
                                    


"اوه مرحباً فايلر"
فتح الباب ورحب بها، يُفسِح مجالاً للدخول

-إشتقت لك-
أشارت بِمرح

ثم وقفت، تخلع مِعطفها باقية بالثوب الأزرق المُخملي

"تبدين جميلة"
نَبس بهدوء

إبتسمت بخجل وهي تسير خلفه

لا يذهبان لغرفة الجلوس
هي تفضل الجلوس بغرفتهِ

الغُرفة المليئة بالفن وكأنها قطعة من متحف

-كيف حالك-
لَوحت له

لِيقف
"بخير، سأصنع لنا شاي"

نفت تقف وهي تُشير لنفسها وتُخبره سأصنعه أنا

"لا داعي فايلر"

أشارت عليهما

"نصنعه سوياً؟"
سألها

أومئت ذاهبةً للمطبخ ووقفت تُشاهده وهو يُحضر الأكواب

"تلك أخر عاصفة قبل الربيع"
نظر لها كي يرا ردها

لِتعبس وتشير
-أُحب الشتاء-

"الربيع فظيع بالنسبة لي عندما تأتي تلك الأتربة أحبس نفسي بالمنزل"

قهقهت تُربِت على كَتِفه

-لا تخرج سأتي أنا لك-
أشارت

و قررت هي سكب المياه بالأكواب

أعطته واحد ولها الأخر

إلتفت يُخرج كعكه من أحد الرفوف الخشبية

-أنت من صنعها؟-

أشارت له بملامح مُندهشة

ليومئ واضعاً قطعة بفمها

"ما رأيكِ؟"

أخذت تمضغها وتبتسم

إبتلعت ما بفمها، سارقة قطعة اُخرى

-إنها لذيذة-

قَبلت أناملها ورفعت إبهامها

ضحك يأخذ قطعة له ووضع بقية القالب بمكانه

جلسا بِالشُرفة بعد توقف المطر وهدئت حركة الرياح وبرودتها فلا تُؤذيه

نظر لها وهي تشرب من كوبها مُتأمل القمر بهدوء
شيء يستحق الرسم

سيُجرب رسمها عندما ترحل ليحفظ هذا المشهد لأطول وقت.

إبتسمت مُلتفتة له
-ماذا؟-

"أشعر بالملل"
أجاب

رفعت كَتفيها بقلة حيلة

فَوقف يمد يده لها ويدعوها لِلرقص
يبدو المشهد مألوفاً لها
شعرت بِشُعلة تقتاد بداخلها وعقلها يتخبط

تلك الذكرى دافئة اكثر من غَيرها
كل هذا شعرت به عندما قال بِنُبل ولُطف

"لِنرقُص"

أعطته يدها لِينحني مُقبلاً لها كرجُل نَبيل

وضعت كفها على فؤادها بِإمتنان

أسند يد على خصرها والأُخرى مُعانقةً لِيدها

"تذكري أكثر معزوفة لي تُحبينها"

زمت شفتيها تاركة يده مُحركة أناملها

"الحُب الأول؟"

أومئت لِيقترب ثانيةً مُمسكاً يدها

شعر بها تتردد داخل أذانه الصماء

مازال يتذكرها منذ أول مره عزفها منذ عشرة سنوات تقريباً.

أما هي إستمعت لها منذ خمسة أيام فقط

تحركت تُواكب حركاته بِخفة ورقة

لا يتذكرا عدد الدقائق التي رقصا بها
بِقدر تذكرهم لتلك المشاعر اللطيفة التي خالجتهم يومها

كان هُناك هالة زرقاء وبرتقالية مُضيئة حولهم
ليست مرئية لكنهما شعرا بِأرواحهم تألف تلك الاجواء
كان يشعران بالمنزل والراحة في أعمق نقطة بداخلهما


03:09 |M.Yj| ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن