ودت أسمهان المغادرة فى تلك الليلة حتى تعود لمتابعة حالة شروق والتاكد من تمام شفاءها ولكن تفاجأت بوالد شروق يتصل حتى يطمأن على حالتها خاصة أن منتصف الشهر غدا فطمأنته كثيراً وطلبت منه القدوم بعد غد بإذن الله حتى يطمأن على ابنته بنفسه ولكنه أصر على ان تقضى الليلة فى منزله وطلب منها الانتظار فى مكانها حتى يأتى ليأخذها فأعترض مروان على ذلك ولكنها أخبرته أنها فرصة مناسبة ليجعل أسرتها تتعرف عليه فوافق على مضض .
************
وفى إحدى النوافذ المفتوحة فى بناية متوسطة الطول فى دبى يقف إسلام ممسكا بهاتفه فى يده ينظر اليه بين كل حين وآخر ويظهر المتصل به وهو شروق ولكن الاجابة كانت ثابتة (الرقم المطلوب مغلق او غير متاح) فقرر الاتصال بوالدته هذه المرة فردت مسرعة وقد تهلل وجهها :الووو اسلام عامل ايه يا ابنى بقالك كتير مش بتتصل .
فرد وهو يتنهد بحزن :الحمد لله بخير ،بس بقالى فترة مشغول فى الشغل ،الشغل فى الغربة متعب اوى ،برجع تعبان بنام وهكذا .
فردت الام بفرح :ولا يهمك يا حبيبى ان شاء الله السنة هتخلص وهترجع بالسلامة .
فتنهد ولم يرد فى بداية الأمر وظنت الام أن الاتصال قد انقطع ولكنه سألها بتردد : متعرفيش حاجه عن شروق يا ماما.
فلم ترد والدته ولكنها كرر السؤال مرة اخرى فردت بضيق : لا معرفش من يوم ما رجعو حاجتك وانا معرفش عنهم حاجه ومش عاوزه اعرف أصلا .
فرد اسلام بحزن :ليه يا ماما بس ،من الواجب اننا نتصل بيهم ونطمن عليهم كمان .
فردت الام بغضب :نطمن عليهم !! ،دول ناس بلا زوق ،ايه الغلط فى انك سافرت يعنى ما انت هتكون نفسك وترجع .
فسكت لبرهه ولكنه قال بصوت حاد : بس احنا اخلفنا بوعدنا ليهم يا ماما وانتى عارفه كده صح ؟! .
فتردت الام ثم حاولت تغير مسار الحديث فقالت بلطف :يا حبيبى متفكرش فى الى فات اهم حاجه احكيلى انت بتاكل ايه وعامل ايه هناك .
فطمأنها انه بخير واغلق المكالمة ثم التفت وجلس على اريكته وتساقطت دمعة من عينيه فمسحها بسرعة ثم نهض وغادر الغرفة ....
وفى المساء حيث يطرق باب المنزل فتفتح والدة شروق الباب فتجد زوجها ومعه أسمهان فترحب بها ثم تنظر الى مروان الذى يقف بعيداً عنهم بخجل فيشير لهم والد شروق بالدخول فتدخل أسمهان ويتبعها مروان الذى جلس بإحراج شديد يكاد وجهه ينفجر من التوتر فلاحظ والد شروق ذلك فقال بمرح :لا متقعدوش العشا جاهز يلا بينا .
وينهض الجميع لتناول العشاء ثم يصطحب والد شروق مروان الى غرفته ويتركه حتى يرتاح قليلا وينظر مروان الى اخيها فيبتسم له الاخر ثم يقبل عليه قائلا :هو انت عارف شروق فين ؟! .
فيبتسم له مروان ثم يعبث فى بصيلات شعره ويقول بمرح :ايوه طبعا عارف .
فيبتسم اخيها بسعادة ثم يقفز عدة مرات فيتهلل وجه مروان ويقبل عليه قائلا : انت اخوها مش كده ؟! ،اسمك ايه؟! .
فيجيب الطفل : زين .
فيبتسم مروان ثم يقول :الله اسم جميل ،تعالى بقى علشان نحكى سوا شويه يا زين ....
وها هى الليلة تودع أحداث كثيرة وتضع لها نهايات لم نكن نتوقع حدوثها ونهايات اخرى كنا نعلمها ،فكل يمر ولا شىء باق طالما الوقت يمر اذا هناك تغير فالشمس سوف يأتى يوم وتغير مصيرها ولكنها لن تعلن عن ذلك مسبقاً والشجرة التى اعتادت ان تنتج قد تتوقف عن الاثمار فى يوم ما فلا داع للاستعجال كل فى موعده.... ينتظر مصيره .....ونهايته ....
![](https://img.wattpad.com/cover/275749337-288-k157650.jpg)
أنت تقرأ
تعويذة الشافعى
Ficción Generalتدور الاحداث فى احدى حوارى القاهرة حول فتاة تصاب بتعويذة فتتبدل حياتها للجحيم وتسافر لاحدى الحارات حيث تعيش هناك مع جدتها ،وتقابل البطل الذى يعانى من نفس مشكلتها .....