1

1K 36 13
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

نهضت مذعورة من منامها غير قادرة على التنفس بشكل صحيح ، تلفّتت حولها بشكل هيستيري ، ثم هدأت بعد أن أدركت أن ما رأته كان مجرد كابوس فظيع .

لم تستطع اغماض جفنيها و العودة للنوم ، ظلت تحدق بالفراغ ، منتظرة طلوع النهار ، حيث لا يخفى على أحد شيء .

   مرت الدقائق كأنها ساعات، تأبى التقدم، كان صوت عقارب الساعة تتحرك هو الصوت الوحيد المسموع في الغرفة القاتمة، لم تستطع البقاء مستلقية لوقت طويل هكذا، نهضت ووقفت عند النافذة، أزاحت الستائر قليلاً، نسمات هواء ليالي تموز الدافئة دخلت المكان، وقفت هناك بترقب، على أمل أن تشرق الشمس قريباً.

   مضى وقت لم تدركه حتى شرقت الشمس وظهرت أشعتها في الأفق، في اللحظة التي وصلتها، أدركت أنها تحبس أنفاسها، وأن عضلات جسدها النحيل مشدودة، أطلقت زفيراً طويلاً وهدأت، بقيت عند النافذة لقليل من الوقت قبل أن تدخل وتغلق الستائر، جلست على السرير ثم نظرت للمرآة.

«أنا جائعة.»
تمتمت، قبل أن تستلقي مجدداً.

الساعة التاسعة الا ربعاً كانت أمام باب المقهى الخاص بها، أخرجت مفتاحها من حقيبتها ثم دخلت، نظمت الطاولات والمقاعد، جهّزت آلة تحضير القهوة وبعض الحلويات، ثم نظرت للساعة فإذ بها العاشرة، قلبت اللافتة المعلقة على الباب حتى تظهر 'مفتوح' لمن في الخارج.

   لم يمض وقت طويل حتى بدأ الزبائن بالقدوم لمقهاها، كانت مشغولة بتحضير القهوة وتسليمها رغم قلة زبائنها في هذا الوقت من النهار.

  «المعذرة، أريد قهوة مثلجة.»
  قالت احدى العميلات، أومأت كارلا برأسها وذهبت لتحضيرها، جاء  فتى اخر وطلب أخرى وأخرى.

لم تشكو كارلا يوماً من عملها مهما كان شاقاً ومرهقاً لشخص واحد، لكن المرأة التي كان تنتظر لاحظت الأمر، كانت تعرف كارلا من وقت سابقاً لذا وجدت أنه من الجيد نصحها.

بعد أن أعطتها كارلا طلبها ودفعت ثمنه، قالت بوجه بشوش، «عزيزتي كارلا، أليس من المرهق العمل لوحدك هكذا؟»

ابتسمت كارلا لها و ردت «لا أنه جيد.».
«عذراً أن كان هذا سيزعجك، لكن ألا ترين أنك تُملين العملاء أثناء انتظارهم لك، المشغولة بكثير من الطلبات الأخرى، والتنظيف وحل الخلافات إن حصلت، ألن يكون من الأفضل ايجاد موظف أخر لمساعدتك.»

  رغم نية المرأة الحسنة، إلا أن ذلك أزعج كارلا كثيراً، لكنها لم تظهر ذلك. لقد اعتادت العمل وحيدة لدرجة انها لم تدرك أنه يزعج عملاءها.

الزّهرة الحمراء (متوقفة مؤقتًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن