12

191 10 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.

كانت 'الخلاص' كلمة قد سمعتها ڤي كثيراً خلال طفولتها ومراهقتها، لم يكف يوماً عن ذكرها، وأنه هو من يبحث عنه.

«وما شأني بخلاصك؟»
لو كانت نفسها الأصغر سناً مكانها هنا والآن، لما تجرأت على قول تلك الكلمات له بتاتاً، لكن بما أنها قد ضاقت ذرعاً من كلامه الفارغ فلم تعد تهتم.

عندما غربت الشمس تماماً، التفت لها، ظهرت عينيه الحمراء الحادة تحت الضوء الخافت للقمر الذي بالكاد يظهر، شعره الاسود مُسرّح للخلف، وتعابيره الجادة، بدا في أواخر الأربعينات أو نحو ذلك.

«ما هو الخلاص الذي نبحث عنه برأيك؟»
سأل، لم تجب ڤي مباشرة، توجهت بخطواتها الثابتة للأريكة الباهضة التي في منتصف الغرفة، لم تفارقها عينيه، جلست بأريحية، ووضعت قدميها على الطاولة التي أمام الأريكة.

«وما أدراني، أنت تثرثر بالأمر منذ وقت طويل دون جدوى.»
قالت دون اكتراث، لم يبدِ الآخر أي تعبير غاضب أو منزعج حيال جوابها.

«ألا تريدين معرفة الإجابة؟»
«لا ، ليس حقاً، لستُ مهتمة.»
قالت مباشرة بعد أن لاحظت الزجاجة التي على الطاولة التقطتها، وسكبت القليل من السائل الأحمر الحلو في كأس زجاجي.

«الخلاص، خلاصنا من هذه العتمة.»
عاود النظر للخارج من النافذة، أخذت ڤي رشفة من المشروب التي بيدها، وقال «قلتُ لستُ مهتمة.»

«والخروج للنور، تحت الشمس، تحت ضوء النهار، حيث لا نختبئ بالظلام، إنه خلاصنا.»
قال دون اكتراث لعدم اهتمامها.
«خلاصك وحدك.»

ارتشفت ما في الكوب بأكمله، محاوِلة اخفاء انزعاجها، كانت بحاجة لشيء لتفريغ غضبها، وكانت زجاجة الكحول هي الحل الأمثل.

«خلاصي قريب، في مكان ما حولنا، لكن لا نستطيع رؤيته، ما كنتُ أحلم به منذ مئات السنوات قريب للغاية مني.»
استمر في الكلام، كان حنق ڤي يزداد مع كل كلمة يقولها، وكانت تُكثر من الشرب مع كل كلمة، حتى أنها أنهت نصف الزجاجة التي معها.

«أجل، أياً يكن، ما علاقة هذا؟»
سخرت ڤي، وهي تنظر لستارة أُخرى على الحائط المقابل لها، على ما يبدو أنها تخفي شيئاً أسفلها.

توقف عن الكلام الذي بلا معنى، التفت لها وعاود السؤال «ألا تريدين معرفة ماهية الخلاص؟»

ملّت من تكراره لذات السؤال، استسلمت أخيراً، وسمعته.
«لن أقول لا إن أخبرتني.»
قالت ولا زالت تشرب من الكأس نفسه، إلا أنها بوتيرة أبطأ الآن.

الزّهرة الحمراء (متوقفة مؤقتًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن