6

217 19 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم .

نظرت كارلا للمشهد، تناثرت الدماء على ملابسها عندما تهشمت جمجمة مطاردها، كان عينيها مُغرَورقة بالدموع، بالكاد ترى مع الضوء الخافت للقمر، بسبب عدم وجود مصابيح الشارع في هذا الزقاق.

استمر الضرب بعنف، حتى عندما توقفت الجثة عن الحركة، من قد يتوقع أن خوذة دراجة نارية بامكانها فعل هذا لجمجمة، إلا إن كان صاحبها متوحشاً.

زحفت كارلا للخلف قليلاً، عند حركتها توقف الضرب، امتلأت الأرضية بالدماء، ووجه ماركوس أيضاً، مسح الدم سريعاً بكم سترته، والنظرة الوحشية التي كانت لديه لعدة لحظات سابقة.

عند رؤيتها، وُجد القلق على محياه، رمى خوذته جانباً، واقترب منها.
«كارلا!»
كان صوته قلقاً ومذعوراً، اقترب منها ببطء، مدّ يده ليصل لها، لكنه توقف، عندما رأى يده المدماة، توقع أنه سيخيفها ولن تقترب منه، تراجع خطوة للخلف.

«ماركـ- ماركوس»
رؤية شخص مألوف أمامها جعلتها تشعر براحة غريبة، لم تهتم حتى لما كان يفعله تواً، من بين صوتها المرتجف، وبكائها، قفزت سريعاً بين ذراعيه، جاعلة كلاهما يسقطان على الأرض،وانتحبت بصوت أعلى، ماركوس الذي تجمد عند ردّ فعلها، ابتسم وارتخى جسده، وضع يده على كتفها مواسياً اياها، كانت ابتسامته صغيرة رغم الموقف، معبراً بها عن مدى سعادته الحالية.

بعد دقائق من البكاء، وقفا، مسحت كارلا دموعها، أمسك بيدها، وقادها لمنزلها حسب ارشاداتها.

«مفتاح الباب، هل بامكاني أخذه؟»
سألها ماركوس عند رؤيتها تستند على الحائط مرهقة وترتجف، أمسكت حقيبتها وأخرجت المفتاح ببطء.

أخذه وفتح الباب، قادها للداخل، ولا زال يشبك يده بيدها، أجلسها على الأريكة أمام التلفاز، وعاد ليقفل الباب جيداً.

عاد بهدوء وجلس على كرسي مقابلها، كانت لا تزال ترتجف وتبكي، لم يرها يوما بهذا الضعف، كانت كارلا القوية ذات الطباع الحادة والفطنة، لم تكن سوى شخص هادئ وباردًا بعض الشيء، إلا أن هذا المشهد لها جعله يشعر بالتعجب والندم.

«كارلا»
قال اسمها بهدوء وببطء، أراد الاقتراب منها، لكن كان متردداً، خائفاً من أن ترفضه تواً، استجمع بعض الشجاعة عندما تذكر أنها احتضنته سابقاً، واقترب قليلاً، لكنه توقف عند صوتها.

«ما..ما حدث قبل قليل..لا تُخبر أحداً عنه رجاءً.»
قالت كارلا بعد مسح الدموع من عينيها، نظرت ليديه ووجهه الملطخين بالدماء.

ضم ماركوس شفتيه، ولم يقل شيئاً للحظة، تنهد وقال «لماذا؟ كان ذلك خطيراً، يجب تبليغ أحدهم على الأقل، الشرطة مثلاً.»

«لا، لا أحد، سأتولى الأمر وحدي.»

الزّهرة الحمراء (متوقفة مؤقتًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن