الزّهرة الحمراء (متوقفة مؤقتًا)

8

بسم الله الرحمن الرحيم .

ظلت كارلا صامتة تستمع له، عدم تصديقه بالأمر لم يثر تعجبها، لقد كان رداً توقعته مع تلك النظرة الحازمة.

«حسناً، لا أعتقد أن بامكاني اقناعك بذلك، لذا لا يهم.» تنهدت واستندت على الأريكة بينما تقرأ بعض الملفات.

كان زاك في الجانب الأخر منزعجاً، ظنّ أنها ستحاول اقناعه بالأمر، لكن عكس ذلك، فهي لم تبدي أي رد فعل حتى. ضاقت عينيه وازدرد لعابه.

«لا بد أنك والسيد مايكل ذهبتما إلى موقع الجريمة، لكن عدا الأخير فأنا لم أفعل.»
أدرك زاك طلبها مباشرة، شخص بسرعة ملاحظتها سيكون مفيداً إذا عاينت الموقع جيداً، رغم أنه ذهب من قبل ولم يترك بقعة إلا وحللها.

«سنذهب الآن.»
وقف، ثم قام بترتيب الأوراق ووضعها في درج المكتب، تأكد من إغلاقه بالمفتاح الصغير الذي معه، ثم توجه إلى الباب، وقفت كارلا وتبعته.

«إلى أين؟»
في اللحظة التي فتح زاك الباب كان مايكل على وشك ذلك، يحمل بيديه كوبي قهوة، تفاجأ من مغادرتهما.

«لم نذهب بعيداً.»
قال زاك وهو يخرج من الباب، تبعته كارلا، التي لم تلقِ بالاً لمايكل.

«ماذا عن القهوة؟»
سأل مشيراً لما بين يديه، لم يلتفت زاك له حتى، قال من بعيد «اشربها لوحدك، ألست محب القهوة.»
ثم غادر هو كارلا للسيارة المركونة بعيداً قليلاً عن المبنى.

تنهد مايكل ودخل الشقة مغلقاً الباب خلفه.
«وما مشكلة القهوة!»
تمتم بامتعاض.

جلس كلاهما في السيارة بهدوء، لم يقل أي منهما شيئاً، ظلت كارلا تنظر عبر النافذة للمارين في الشارع، وتنظر للافتات المحلات التجارية، والى غير ذلك.

لاحظ زاك الصمت الذي بينهما، كان مزعجاً وخانقاً قليلاً.
«اذاً، ما الذي تنوين الحصول عليه تحديداً من هذه الزيارة؟»
قال، محاولاً بدأ محادثة.

«لا أعلم، لا أستطيع الحكم دون معاينة مسرح الجريمة.»
قالت كارلا التي لم تلتفت حتى للنظر إله، بل استمرت في التحديق خارجاً، أجابت ثم سكتت.

«ما المنفعة التي تعود عليك إن ساعدتني؟»
سأل زاك أخيراً السؤال الذي حيره لاسبوع ويومين تقريباً، لم قد يرغب شخص هادئ لم يتورط يوماً في أي مشكلة بالتحقيق بشيء معقد مثل هذه القضية.

فكرت كارلا قليلاً قبل أن تجيب، ثم التفتت إليه، وقالت «ستعرف لوحدك لاحقاً.»
ثم عاودت النظر خارج النافذة، لم يقل زاك شيئاً آخر أيضاً، فقط عبس، ثم استمر بالقيادة بصمت.