7

224 14 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم .

صباح اليوم التالي، تحت حرارة شمس منتصف تموز، نظرت كارلا للبطاقة التي بيدها، كان العنوان مفصلاً للغاية، لذا كان من السهل إيجاده.

وقفت أسفل مبنى من ثلاث طوابق، في شارع سكني مليئ بالأطفال في يوم العطلة هذا، دخلت المبنى، وبحثت عن الشقة رقم ١٧، بعد بحث قصير، وجدتها، وطرقت الباب مرتين.

انتظرت بضع لحظات قبل أن يفتح الباب رجل في أوائل الأربعينات، بدأ الشيب بالظهور في شعره، لم يخفِ صدمته عند رؤيتها، توقف للحظة محاولاً تذكر إن رآها من قبل.

قبل أن تقول كارلا شيئاً، ظهر خلفه الرجل الذي جاء لمقهى كارلا وأعطاها البطاقة.
«مايكل، من بالباب؟»
قال وهو يقلب الأوراق التي بين يديه، بدا مشغولاً جداً بها.

«كارلا نيور.»
قالت كارلا مجيبة سؤاله، عند سماع صوتها، رفع رأسه عن الورق الذي بيده، نظر لها.
«هل تأخرت؟»
سألت، بقي مايكل بينهما ينتظر رد الرجل الآخر، بينما قام الأخير بوضع الورق على المنضدة بالقرب من سجائره.

«بالطبع لا.»
ترك مايكل لها مجالاً للدخول، ثم أغلق الباب، أشار الرجل لها بالجلوس على أحد الأرائك، رائحة الكحول والسجائر تملأ الغرفة، بينما الأوراق والصور موضوعة بعشوائية على الطاولة أمامها.

جلس مقابلاً لها.
«آنسة نيور، أتفضلين شيئاً، قهوة؟ أم ويسكي؟»
سأل مايكل وهو يقف بعيداً عند طاولة مشروبات.
«شكراً، لكن لا أريد شيئاً.»
قالت، ثم عاودت النظر للذي أمامها.
«مايكل، اذهب وأحضر كوبي قهوة من المقهى القريب.»
أشار الرجل له، ما جعله مرتبكاً للحظة، لكنه تنهد وذهب لاحضار ما طلبه.

عندما بقيا وحدهما، ظل يحدق بها بحدة، ينتظر منها شيئاً معيناً، لكنها لم تفعل شيئاً، فقد سكون تام.
«زاك كونور»
قال على غفلة.
«ليس عدلاً أن اعرفك ولا تعرفينني، أليس كذلك؟»
قال واضعاً يده أمامها، يريد المصافحة، نظرت كارلا له ووضعت يدها في يده، للحظة تذكرت ماركوس في اليوم السابق وهو يتشبث بيدها.

«إذاً هل ستجيب بصدق هذه المرة؟»
عقد حاجبيه سريعاً على ذلك، محاولاً تذكر المرة التي لم يفعل ذلك.
«عن ماذا؟»
«ايمانك» صمتت تتفحص تعابيره، ثم أكملت «بمصاصي الدماء.»
صمت لفترة طويلة، ثم مال للأمام، أمسك أحد الأوراق عن الطاولة ثم مررها لها.

«الثالث من شباط هذا العام، لورا دوستر، الضحية الأولى.»
أخذت كارلا الأوراق ونظرت لها، صورة للفتاة، ذات شعر أشقر قصير، مكتوب اسمها عليها، معلومات شخصية، مثل مكان سكنها وعملها وعن عائلتها.
«ثقبان صغيران أسفل الرقبة، قريباً من الشريان السباتي، سبب الوفاة الفقدان الشديد للدماء.»
صمت قليلاً ليرى ردّها، لكن عندما لم تقل شيئاً، أكمل «وجدت في الطريق المؤدي لمنزلها في احدى أحياء المدينة.»

الزّهرة الحمراء (متوقفة مؤقتًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن