ما يحدث عند منتصف الليل..

691 22 19
                                    


كنت اودع الجيران اللذين اطالوا في زيارتهم لوقت متأخر كعادتهم منذ انتقالنا لهذا المنزل، في الحقيقة لم اعد انزعج من تأخرهم في البقاء لدينا بل على العكس تماماً، كنت اتمنى ان يبقوا...
يبقوا اكثر قليلاً...


لاني كنت على علم بما سيحدث بمجرد رحيلهم، اي بمجرد ان تدق الساعة معلنة وصول الوقت الى منتصف الليل.

عندها ستموت زوجتي.....مثل كل ليلة
وتستيقظ بجواري في اليوم التالي...مثل كل صباح.



لم اعتد على الامر ابداً، بدأ تحديداً منذ ثلاثة اشهر، في الوقت اللذي انتقلنا فيه الى هذا المنزل المشؤوم، في البداية كان كل شيء مثالياً، الموقع والجيران وحجم المنزل الفسيح كان المنزل الذي طالما تمنيناه، لذلك لم نأخذ الكثير من الوقت وقمنا بإجراءات النقل سريعاً ولكي استطيع استلام عملي الجديد ايضاً
كان يسير كل شيء بوتيرة طبيعية تماماً.


حتي في احد الايام عندما عدت من العمل في وقت متأخر عن الطبيعي لأجد "ايفا" تقف امامي وسط الظلام ودموعها تنهمر بهدوء ثم تهمس قائلة:

"ديفد، عزيزي، انا احبك، لا تقلق لن اتركك ابداً، سأظل معك للأبد"

وترفع السكين وتنحر عنقها بكل بشاعه وقسوة وجمود، لتنتشر الدماء في كل مكان، اصبحت تغطي وجهي ويدي والساعة القديمة التي كانت تدق معلنة وصول منتصف الليل.


ظللت على حالي لدقائق او ربما ساعات لا اعلم تحديداً، فقدت القدرة على تحديد الوقت، كل ما كان يجول بتفكيري هو لماذا... لماذا فعلت ذلك، لما انهت حياتها بتلك الطريقة البشعة؟! لما ولما ولما؟! لم استطع استيعاب الصدمة، حتى غفوت بدون ان اشعر.



استيقظت فزعاً من نومي في اليوم التالي والعرق يتصبب من جميع جسدي واحاول التقاط انفاسي بصعوبة وانا اتذكر احداث البارحة، ولكن لحظة، لما انا في السرير؟!

نظرت الى السرير و.....ياللهول...كانت بجانبي
بجانبي تماماً، حية تتنفس...... ظننت الامر في بادئ الامر مجرد كابوس سخيف، وان عقلي يعبث معي من كثرة التعب.

بالتالي لم أعر الامر اهمية، بالرغم من اني لم استطيع تجاهل تلك الرجفة بداخلي وذلك الشعور بأن ثمة شيء مريب.


ولكن تدبرت الامر وارتديت ملابسي وذهبت الى عملي كالمعتاد، ولكن حرصت على العودة في وقت مبكر اليوم، وبالفعل كنت في المنزل عندما دقت الساعه العاشرة مساءً، جلست على طاولة العشاء بهدوء اراقب "ايفا" وهي تعد الطعام وتضعه على الطاولة ونحن نتجاذب اطراف الحديث.




بإقتراب منتصف الليل كنا في السرير نستعد للنوم لان لدي عمل في الصباح، حينما لمحتها تبتعد عن السرير وعيناها ثابته على وجهتها، كالمنومة مغناطيسي لا ترد على نداءاتي، تتجاهلها تماماً وكأنها لا تصلها من الاساس.

The whispers Where stories live. Discover now