•16•
{ داخل مدينة اللقاء ، على طاولة الشوق
ينبغي على الساعات أن تتوقف ولا تعمل ، يكفي أنها كانت تعمل وتمُر وتُنقص من أعمارنا في مدينة الفُراق }
#بقلمييسحبها ناحيته على الأرض تاني وهو بيقول بصوت مبحوح من البرد : خليكي ♡
بصتله مياسة وهي شايفة تعبه ومرضه وقالت بهدوء : إنت تعبان لازم أوديك سريرك ترتاح فيه وأشوفلك حاجة في الشقة دي دوا ولا حاجة سُخنة
العقرب بدوخة وتهييس : إنتي أول ما أنام هتستغلي تعبي وتهربي ، بس لو عملتي كدا هلاقيكي وهرجعك تاني
مياسة بغيظ : هو أنت حتى وإنت بتموت مُصمم تسمعني السم بتاعك !
قامت وسابته وهي بتدور في الشقة على حاجة أو دواء ، بتدور بعينيها على السريع وملاقتش ف رجعتله تاني وهي بتسحب دراعه وبتقول بتعب : قوم معايا ، لازم أوديك لسريرك هتموت هنا
سمعها العقرب رغم تعبه وحاول بكُل جُهده يتحرك معاها لحد ما وقف على رجليه بصعوبة وهو دايخ ومياسة مسنداه بالعافية بجسمها الضئيل
أول ما دخلته الأوضة رمته على السرير وهي بتقلعه جزمته وبتغطيه رغم إن هدومه مبلولة
جابتله هدوم من هدومه وبدأت تقلعه الجاكيت وهي بتبُص على السلسلة الحديد اللي حوالين رقبتُه وعاضضها كتير جداً
تجاهلت كُل دا ولبسته سويت شيرت إسود من هدومه دافي ، جابت البنطلون بتاعه وبلعت ريقها وهي بتقول بهدوء : فوق معايا .. ركز معايا
فتح العقرب عينيه نُص فتحة من التعب ف قالت مياسة : هود وشي الناحية التانية وإنت إتعدل وغير البنطلون بتاعك لأحسن تموت
مد العقرب إيده بتعب وإرهاق شديدين وخد البنطلون منها ، ودت وشها الناحية التانية وهي لامحة بطرف عينها بنطلونه المبلول بيترمي على الأرض
جت تلف عشان تشوفه خلص ولا لا ، لقته قاعد على السرير بس دايخ وعيونه حمرا ، قال بنبرة مبحوحة : ليه .. إتجوزتيه
صوت الرعد برا كان موتر مياسة أكتر من سؤال العقرب ، لسه بتكشر سمعت صوت حاجة إتهبدت جامد
بتبُص لقت العقرب فقد الوعي تماماً ف شهقت هي بخضة ..* في عقل العقرب / ذكرياتُه
" قال أحد الفلاسفة ، عليك ألا تتجاهل حُزنك وكأنه لم يكُن .. وعليك أن تواجه نقاط ضعفك حتى تتخلص من تعلُقك بها ولا يستغلك أحدهم بها ، واجه حُزنك كأنك تقف أمام مرآة ، عِش المشهد في ذاكرتك مرة أخرى حتى يلتئم جرحك ، ستظل تُجاهد ذاتك في تجنب تلك الليلة تحديداً ، لكن قلبك سيؤلمك من آن لأخر وكأنه يُريدك أن تتذكر ، ألا تنسى حتى لا تفقد قوتك ، غضبك الداخلي في ذات اليوم وعجزك الجسدي وفارق العُمر بينك وبين هؤلاء الأوغاد ، صنعوا منك ذلك الظل العاجز .. تذكر ما حدث جيداً .. تذكر .."
#بقلميفي الرُدهة ما بين شقة والدة العقرب وبين شقة أمل ، كانت تجلس على بطنها وهي تُحرك قدميها الصغيرتين بإستمتاع ، وخُصلات شعرها الطويلة الذهبية تتناثر حولها وكأنها الشمس تفرد خيوطها من المشرق على التائهون طوال الليل ، الذين إنتظروا على ضوء القمر ساعات شروقها وعطفها عليهم ببعض الدِفء في الليلة الباردة
إقترب منها عيسى وهو ينظُر لتلك الأوراق المُخبأة بين يديها وصوت قلم التلوين صنع أنشودة صباحية رائعة من أصابعها الرقيقة
تربع بجانبها وهو ينظُر للرسمة بين يديها ويقول : مين دول يا أمل ؟
كانت قد رسمت فتاة صغيرة يُمسك بيدها شاب طويل
أمل بطفولية : دا عيسى ودي أمل
نظر لها بطرف عينه وهو يقول بنبرة مُراهق : إنتِ عارفة رسمتينا سوا كام مرة لحد دلوقتي ؟
أزاحت أمل خُصلات شعرها جانباً وهي تقول : عشان أمل بتحب تكون مع عيسى
إبتسم وهو ينظُر لها وقال : وعيسى كمان بيحب يكون مع أمل .. أوي
إحتضنته وهي تقول : ماما بتقول مينفعش أحضنك عشان إنت ولد وأنا بنت ، بس أنا بحب أحضُنك !
ثُم نظرت إلى عينيه بمقلتيها ، اللذان يُشعان براءة وطفولة وحُب للحياة ، ولهُ
أنت تقرأ
▪︎ تنهيدة عشق ▪︎ ( مُكتملة )
Romance" عيسى المادة الخام للإختلال .. إسم قادر على أن يبُث الرُعب في جميع أوصالك ، أن يُحب عيسى يعني أن تحدث الفوضى .. أن يعشق العقرب عندئذ تعُم الحرائق ولا عزاء لقدسية العشق 🚫 "