الفصل السّابع.

65 24 25
                                    

     

الفصل السّابع؛ إستمتعوا ✨️
أستغفر الله العظيم من كُل ذنبٍ عظيم.

..

في الأيام القليلة التالية بدأ نانامي يشعر بشيء غريبٍ.

لاحَظ نانامي بأنهُ في العديد من الأحيانِ عندما يُنادي يوجي أو عندما يتحدث معهُ، الآخر يبدو غير مُستمع وأحيانًا يتجاهل ما يقولهُ، كما أن نانامي بدأ يَشكُ إن كان يوجي يسمعهُ حتى!

"يوجي!"

نطَق نانامي عندما دخل غرفة الفنون خاصتهُ عندما أبقى يوجي داخل الغرفة حتى ينهي عملهُ بسرعة، لكنهُ لم يتلقى إجابة من الأصغر كان يرسُم على بضعة أوراقٍ بيضاء ولم يلتفتْ حولهُ حتى

"يوجي؟!"

مرة آخرى، لم يستمع لهُ الأصغر بل بقي في مكانهِ كما لو أنهُ في عالمهِ الخاص، إقترب نانامي ببضع خطواتٍ حتى وقف تقريبًا بالقرب منهُ ليناديهِ مجددًا: "يوجي!"

لكنهُ تعجَب عندما لم يَرفع صاحب الإسم رأسهُ حتى، شعر نانامي ببعضِ القلق كونهُ حرفيًا بالقُربِ من الآخر ذلك يعني بأنهُ بإمكانهِ سماعهِ جيدًا، بالرغم من هذا، هو لم يلتفتْ نحوهُ، أنزل نانامي ذاتهُ إلى مستوى الأصغر حتى لاحظ أخيرًا أن الأصغر إلتفتَ نحوهُ

"أكنتَ تستَمعُ إلي حتى؟!" سألهُ نانامي لكنهُ لم يتلقى أيّةَ إجابة، في الواقع يوجي لم يحادثهُ قَط منذُ وصولهِ إلى هنا، في البداية كان نانامي يظنّ بأن الأصغر لم يتأقلم مع الوضع الجديد بأنهُ في منزلِ أحدٍ غريب، لكنهُ حتى هذه اللحظات ورغم أن يوجي يبدو عليهِ بأنهُ قد تأقلَم مع هذا لا يزال صامتًا معظم الوقت إن لم يكن كلهُ

..

"كما توقعتُ سيدي، إن أبنكَ لا يستطيع سماعكَ!" تحدثَ الطّبيب عندما إنتهى من فحصِ أذنيّ يوجي وتوجهَ بكلامهِ نحو نانامي ليكمل حديثهُ قائلاً:

"إن هناك ماءً عالقًا داخل أذنيهِ منذُ فترةٍ لذا الأمر شوّشَ على طبلة الأذن ومنع الأصوات من دخولها!"

"كيف يمكن حَلّ الأمرِ؟!" سألهُ نانامي في حيّرةٍ

"للأسف، في مِثل هذهِ الحالات قد يَضطَر إلى خَوضِ عملية لإزالة هذا، كونهُ أيضًا صغيرًا في العمر لذا من الأفضل أن يقوم بها قبل بلوغهُ لأنهُ سيؤثر عليهِ هذا الأمر لاحِقًا، كَما ترى إن كان إبنكَ لا يتحدث فهو بسبب هذا الأمر!"

"أريد الحصولَ على ملفهِ الطّبي!" ترددَ نانامي في بداية من طلبهِ لهذا الأمر، كونهُ ليس مسؤولاً عن يوجي وليس والدهُ حتى، لكنهِ بقاءهِ كهذا معهُ لن يفيدَ من جعل يوجي يتحسن في علامتهِ ولا في دراستهِ أبدًا، وهكذا يوجي لن يستفيد شيئًا من قدومهِ إلى منزل نانامي خلال العطلة!

"أليسَ معكَ؟!" تسائلَ الطّبيب كونهُ إفترض بأن نانامي والدهُ لذا من الطّبيعي أن يمتلك الأهل ملف إبنهم الطّبي

"كلا .. في الواقع، أنهُ إبن أخيّ أجل كان على إبنهِ أن يتقدم للعملية لكن لأن والدهُ مُسافر أخبرني أن أخذ الأمر بنفسي!"

نانامي يعلم بأنهُ فاشلٌ في الكذبِ بالرغم من ذلك أعطاهُ الطّبيب ورقة ليوقع عليها إن كان سيتحمل مسؤولية يوجي إن كان سيتقدم لهذهِ العملية مع ورقة فحصٍ تثبتْ بأن وضع يوجي يحتاجُ إلى عملية وطَبعَ ملفهُ أيضًا

في الأيام التالية واجَهَ نانامي فقط بعض المشاكل في كيف سوف يجد وقتًا لتلك العملية إن جميع الأوقات والأيام كانت محجوزة بالفعلِ حتى وجدَ في نهاية الأمرِ لكنهُ كان بعد شهرٍ تقريبًا!

..

خلال تلك الأيام، لم يحاول نانامي إخبار يوجي بأنهُ سيقومُ بعملية لسبَبينّ: الأول أنهُ لم يُرد أن يجعل الأصغر قلقًا بهذا الشأنِ كونها ستكونُ عمليةٌ بسيطةٌ، والثّاني بأن يوجي لا يسمعهُ حتى!

لقد مرّ تقريبًا نصف العطلة، كان نانامي يُحاول بجدٍ تَعليم يوجي حتى يَملئ 'نقاطهِ' كَما تريد تلك المدرسة حتى يستطيع إكمال التعلُم فيها..

في الحَقيقة، كان نانامي يتسائل كم سنة تعلّم يوجي في تلك المدرسة إن كان وضعهُ سيءٌ بهذا الشّكل؟!

بعد مرورِ تلك المُدة، كان موعد عملية يوجي قد أتتْ، لم يَعلم نانامي بماذا يخبر يوجي وهما يسيرا عبر ممَر أحد المَشفياتِ، في البداية كان قد دخَلا إلى مكتب السكرتيرة حتى تتأكد من جهازية العملية..

حالما أرادتْ أحدى المُمرضات أن تأخذ يوجي معها حتى يُبدل ملابسهِ لذلك الرداء الأخضر كونهُ سيدخل إلى العملية لكن الأصغر أخذَ يتَمسكُ بنانامي، كان رافضًا الذهاب

حتى أن الأكبر حاول شرح الأمر لهُ بأيّ طريقةٍ كونهُ يجب عليهِ الدخول لهناك ولن يكونَ مسموحًا لنانامي بدخول لتلك الغرفة حتى! في نهاية الأمرِ، تم أخذ يوجي على مضضٍ كونهُ لم يوجد حلٌ آخر بعد محاولاتٍ طويلة

مرّت عدة ساعاتٍ

إستيقَظ يوجي بعد مرورِ كُل ذلك الوقت، شعر بصريرٍ في أذنهُ كونهُ لم يشعر بحاسة السّمع منذُ وقتٍ ليس ببعيد، إستقبلَ وجههُ سقفًا أبيض بينما صوت أجهزة المستَشفى القريبة من سريرهِ، حاول التّعديل على مُستوى رؤيتهُ والسّطوعَ القويّ الّذي إخترقَ عينيهِ

"لقد إستيقظَ!! مرحبًا يوجي!" رفعَ صاحب الإسم رأسهُ عندما رأى تواجدَ ميغومي بالقرب من سريرهِ، هو ذات الطّفل الّذي إلتقى بهِ في ذلك المتحفِ عند ذهابِ نانامي إلى عملهِ

"يوجي، إستيقظتَ أخيرًا قلقتُ عليكَ!" هرعَ نانامي إليهِ محتضنًا إياهُ عندما علمَ بأنهُ قد إستيقظَ حتى شعر بشيءٍ ما يسحبهُ بعيدًا عنهُ كانت آيوري الّتي أردفتْ قائلة: "إنها مجرد عملية بسيطة نانامي!" جلستْ بجانب يوجي على السرير حتى رَفعت كيسًا كرتونيًا حتى تكمل حديثها للأصغر:

"أحضرتُ هديةً لكَ، متأكد بأنها سوف تعجبكَ!"

..

حَقِل هِندباء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن