ابراهيم توجه لمقابله مدير البنك .. طرق الباب واستأذن في الدخول
المدير: اتفضل
ابراهيم: صباح الخير يا فندم
المدير: صباح النور حمداً لله على السلامة يا ابراهيم .. ايه الاخبار والمدام عامله اييه دلوقت؟
ابراهيم: الحمد لله يافندم كويسه وبخير.
المدير: طيب الحمد لله ربنا يكمل شفاها على خير.
ابراهيم: يارب شكرا يا فندم لاهتمام حضرتك ... ابراهيم من داخله غريبه اييه الحنيه دي كلها معقوله ربنا هداه عليا مره واحده ربنا يستر!
المدير: بص يا ابراهيم انا بعتلك علشان في موظفة جديدة عندنا عاوزك تخلي بالك منها وتعرفها كل صغيره وكبيره فى الشغل وتعلمها كل حاجة لأنها خريجة جديدة ومن دلوقت هتبقى مسئولة منك.
ابراهيم: مين يا فندم ... حضرتك تقصد الآنسة مي
المدير: اه،! انت تعرفها؟
ابراهيم: اه قابلتها الصبح واتعرفت عليها
المدير: طيب تمام وعموماً ان بعتلها علشان تيجي.
واثناء الحديث طرقت مي الباب ودخلت
مي: نعم يافندم حضرتك بعتلي
المدير: اه اتفضلي استريحي
مريم: ميرسي يا أونكل
المدير: طبعاً انتي اتعرفتي على الاستاذ ابراهيم وهو هيكون مسئول عن تدريبك وهيعلمك كل حاجه في الشغل وهيكون معاكي لحد اما تفهمي كل المطلوب منك.
مي: شكرا يافندم وتتجه بنظرها ناحيه ابراهيم بابتسامة رضا
المدير: اتفضلوا مش هعطلكم عن الشغل وعلى فكره يا ابراهيم مي هتبقي معاك فى نفس المكتب علشان تتابع كل حاجه وتبقي قريبه منك لو احتاجت تراجع اي حاجه في اي وقت
ابراهيم: تمام يافندم وان شاء الله اكون أد المسئولية
المدير: إن شاء الله وانا بثق فيك وانتي كمان يا مي عايزك تتعلمي بسرعة
مي: ان شاء الله يا أونكل وهي فرحانة
ابراهيم: نظر لها باستغراب شديد واستأذن لكي يخرج لمتابعة عمله
خرجا سوياً وفى إحدى الطرقات المتجه من مكتب المدير لمكتب إبراهيم
مي: استاذ ابراهيم مالك شايفاك مستغرب... هو في حاجة؟
ابراهيم: لا ابداً بس اييه حكاية أونكل دي؟
مي: اااااه .. طيب مش كنت تقول كده .. شوف الاستاذ مدحت يبقي صاحب بابا وانا ابقي بنت محمد الشبراوي
ابراهيم بصدمة: محمد الشبراوي! اللى هو محمد الشبراوي؟
مي: باستغراب مش فاهمه حاجه ... اه محمد الشبراوي في إيه؟
ابراهيم: حضرتك تبقي بنت رجل الاعمال محمد الشبراوي صاحب اكبر شركات الاستيراد والتصدير؟
دا شريك بنسبه 40 % فى البنك.
مي: اه انا بنته فيها اييه يعني؟
ابراهيم: لا ابداً بس مستغرب بصراحه سايبه شركات باباكي وجايه تشتغلي هنا
مي: اممم انا عارفه انك هتقول كدا ... بس ممكن اعزم حضرتك على فنجان قهوه فى الكافيتريا وافهمك كل حاجه
ابراهيم : نعم؟
مي: أيه مالك انصدمت ليه كدا!
ابراهيم: لا متصدمتش ولا حاجه بس مينفعش ولو مصممه اعزمك انا لكن انتى تعزميني لأ مستحيل طبعاً.
مي: ايه دا مالك كبرت الموضوع كدا ليه؟
ابراهيم: لا والله مكبرتش حاجه وبعدين انا عندي شغل متأخر لو كدا خليها فى ساعة الغدا وانا اللي هعزمك
مي: ماشي ياسيدى اتفقنا.
ابراهيم: اتفقنا ويلا بقي علشان عندنا شغل كتير.
مي: يلا.
"فلاش باك " ....
مي دخلت على والدها محمد الشرقاوي مكتبه فرحانة ومبسوطة .. بابا انا نجحت واحتضنته
محمد: مبروك يا بنتي وطبعاً هتشتغلي معايا فى الشركة
مي: لا آسفه يا بابا انا مش عاوزه اشتغل فى شركات حضرتك علشان محدش يقول دي بنت المدير .. وكدا انا مش هتعلم حاجه واسمى موظفه وخلاص .. انا بحب أبني حياتي بنفسي زي ما أنت بنيت حياتك بنفسك
والدها: يا بنتي انا عايز أريحك .. انتي ليه عاوزه تتعبي نفسك .. ما تشتغلي معايا احسن
مي: انا مرتاحه كدا يا بابا وميت فل و14
والدها: هتفضلي كدا دماغك ناشفه واللي فى دماغك بتعمليه؟
مي: انا تربيتك يا محمد باشا وورثتك في كل حاجه .. مش انت علمتني إنى اعتمد على نفسي وأكون انسانة عصامية
والدها: ربنا يحفظك يا حبيبتي .. وتدمع عيناه ياريت والدتك كانت معانا دلوقتي علشان تفرح بيكي معايا
مي: وتكاد عينيها تزرف دموعها .. ربنا يرحمها يارب اكيد هي حاسه بفرحتي وفرحانة
والدها: اكيد يا حبيبتي.
مي: بابا انا هروح ازورها بكرا علشان افرحها واقولها انى نجحت واشاركها معايا فرحتي
والدها: ماشي ياحبيبتى وانا هروح معاكي إن شاء الله
مي: اوك .. واثناء تجاذبهم اطراف الحديث .. اذا بشخص يدخل عليهم
محمد: السلام عليكم
مي ووالدها: وعليكم السلام
(محمد ابن عم مي ... انسان مستهتر ... ولا يعرف عن الحياه سوي لهوها وليس علي عاتقه شئ ... يحب مي .. ويريد الزواج منها ولكنها ترفض ذلك شده وتعامله دائماً بجفاء ولكنه يستغل دائماً فرصة انها بنت عمه الوحيدة ويشغل تفكير والدها بكلامه انه بيحبها ويريدها للزواج ونظراً لأنها وحيده لم يمانع محمد الشبراوي من ان يزوج ابنته لأبن اخيه كي يحافظ عليها وعلي ممتلكاتها لكنه في نفس الوقت لا يريد ان يرغمها على شيء)
مي: طيب بعد اذنك يابا انا هطلع ارتاح
والدها: ماشي يا حبيبتي اتفضلي
محمد: ايه هو اذا حضرت الشياطين ولا ايه؟
مي: لا ابداً بس انا لسه راجعه من برا وعايزة اطلع ارتاح شويه وأغير هدومي
والدها: على فكره يا مي .. محمد .. هيتغدا معانا النهارده
مي: طيب ان شاء الله يا بابا بعد اذنكم انا ...
محمد بعد ان خرجت مي
ايه ياعمي مي مالها مش طيقاني ليه؟
عمه: ليه بتقول كدا يا محمد؟
محمد: هو حضرتك مش شايف اسلوبها معايا وهى دايماً بتصدني؟
عمه: لا متقولش كدا هي بس نتيجتها ظهرت ونجحت وكان نفسها مامتها تكون موجوده ويمكن مضايقه شويه بسبب الموضوع ده.
محمد: بجد .. طيب ألف مبروك عقبال متشوفها عروسة وتفرح بيها
عمه: يارب يا محمد ياااارب
في غرفة نوم حسام ومروه
حسام: انتي كنتي عاوزه تتكلمي معايا .. في حاجه؟
مروه: بصراحه اه .. هتعملوا اييه مع سماح بعد ما استأصلت الرحم .. هتبلغوها خبر ذي ده ازاي؟
حسام: إن شاء الله خير .. انا لسه متكلمتش معاها في أي حاجه لحد دلوقت ومش هينفع اتكلم معاها الفترة دي خالص خاصة اني عارف انها لسه تعبانه والحالة النفسية السيئة مش هتكون في مصلحتها دلوقت.
مروه: اه اكيد طبعاً .. انا حاسه بيها هي مش في حالتها الطبيعية كأنها حاسه اننا مخبيين عليها حاجه
حسام: هي سألتك على حاجة؟
مروه: لأ مسألتش بس طريقة كلامها بتقول أنها حاسه بحاجه.
حسام: اوعي يا مروة تحسسيها بحاجه على الاقل فى الوقت الحالي.
مروة: حاضر يا حسام متقلقش وإن شاء الله خير وأكيد انا وماما هنتعامل معاها طبيعي علشان متحسش ان في حاجه احنا مخبينها.
حسام: ماشي وانا هتكلم مع ماما وهفهما هي لازم تعمل اييه معاها بالضبط .
فى مكان آخر وبالتحديد فى كافيتريا البنك
ابراهيم: تشربي أيه يا آنسه مي؟
مي: امم برضوا مصمم انك انت اللى تعزمني؟
ابراهيم: اه طبعا ومش مستعد أغير رأيي
مي: خلاص ياسيدى طالما مصمم انا هشرب قهوه
ويطلب ابراهيم القهوة وبدأوا يتجاذبون أطراف الحديث.
مي: فجأه سكتت وشردت قليلاً ثم عادت من شرودها و قالت لإبراهيم كلمني عنك شويه .. ممكن نعتبر القعدة دي قعدة تعارف ولا عندك مانع، انا عاوزه اعرفك اكتر؟
ابراهيم: لا ابدا مفيش مانع ولا حاجه دا شئ يشرفني طبعا.
ومن هنا بدأ محور الحديث يتغير إلى تعارف وعرفها إبراهيم بنفسه وذكر لها اثناء الحديث أنه متزوج واعطي لها نبذه مختصره عن سماح توأم روحه وان الله قد أنعم عليهم بطفلين وهما جنة الله في ارضه بالنسبة لهم ومن حديثه عن زوجته تشوقت مي أن تتعرف علي تلك الزوجة التي يتحدث عنها زوجها بكل هذا الحب والاشتياق في غيابها وتمنت من الله أن ينعم عليها بزوج مثله واستمر الحديث بينهم طول الفترة المخصصة للغداء وبعد أن انتهوا توجهوا للمكتب لاستكمال ما تركوه من عمل...
من هنا بدأت حكاية مي وابراهيم وبدأت العلاقة بينهم تزداد و تنمو كل يوم عن الآخر .. تحولت تلك العلاقة في زمن قصير من مجرد زملاء يجمعهم مكان عمل واحد لعلاقه اخوه وصداقه طاهره لا يلوثها اى غرض او مصلحه
فكان ابراهيم لها مثابة الاخ التي حُرمت من تواجده معاها وكانت هي بمثابة الاخت التى حُرم منها كان لها السند والعون والامان فقد اقتربت منه لدرجه كبيره واصبحت تستشيره فى كل كبيرة وصغيرة فى حياتها وساعدها علي ذلك استمرارهم لأوقات طويله في العمل معاً واقترابهم من بعض أكثر و احتواءه لها ... وهذا ما سوف سنلاحظه فى المستقبل القريب .
ومرت الايام ولكن ليست بفتره طويله قرابة الشهر ونصف وها قد عادت سماح الى بيتها الصغير ومملكتها والى حضنها الدافئ الذي تشعر فيه بالأمان فهي فى مسكنها ملكة متوجه فوق العرش كما يقول لها دائما زوجه الحنون
" انتي لستي ملكه متوجه في منزلنا المتواضع ولكن انتي ملكه متوجه فوق عرش قلبي ايضاً "
عادت لحياتها التى كانت تعيشها بكل تفاصيلها إلي منزلها الدافئ بحب زوجها وقد دبت روحها السعادة والبهجة والطمأنينة تعود للبيت من الجديد ...
بدأت كعادتها تجهز الغداء وتنتظر شريك حياتها بل تنتظر ان تعود إليها روحها التى تغيب عنها عندما يبتعد عنها حبيبها ولا تسترد إليها الإ بعودة توأم روحها .
كانت الساعة قد قاربت الثالثة عصراً وبعد ان جهزت من الطعام كل ما لذ وطاب لتعوض حبيبها الوقت الذي غابت عنه فيه فهي تعلم جيداً انه لا يتذوق طعم الطعام الإ من يديها الناعمتين وهو يعلم انها تعمل دائماً علي توفير له كل وسائل الراحة و الجو الاسري المليء بالدفء والحنان لكي تحتويه وتخفف عنه عناء العمل .
جلست تنظر الى اطفالها وتتأمل ملاحمهم التى تري فيهم وجه زوجها وحبيبها وأباها وتوأم روحها .
ظلت هكذا حتى دقت الساعة الرابعة عصراً فهذا هو موعد قدومه فمنذ أن تزوجا لن يتأخر ثانيه عن موعده المحددة ... أما هي فمنذ خروجه تبدأ في انتظار عودته إليها سريعاً .. فهي تشعر وكأنها أمه وليست زوجته فقط فتتلهف عليه حتي يعود إليها ليستقر بداخل أحضانها الدافئة وينعم بالهدوء والسكينة والاستقرار وراحة القلب واثناء شرودها اذا بدقات قلبها تتزايد وتتسارع فهي تشعر به عند اقترابه منها واذا بها تنتفض متجهه إلى الباب فهما كالروح تبحث عن جسدها اقتربت من الباب لترى زوجها امامها فتستقبله بحضن دافئ يعبر عما بداخلها من اشتياق ..فقط احتضنته دون ان تتفوه بكلمه واحده فدائماً العناق بينهم ابلغ من الحوار
فبينهم لغة لا يفهما سوى العاشقين لغة خاصه بهم ونظرات تحكى قصه شوق ولهفه .. ضمة احتواء وحنين تعبر عما بداخلهما من حب وعشق لبعضهما البعض وكأن الغياب لم يكن بالساعات انما بالسنوات.
استقبلته وكانت كالبدر ليله تمامه .. تفوح منها رائحه عطرة تنعم بها روحه وها هو يغمض عينيه ويسرح معها في عالم مليء بالحب والاشتياق
ابراهيم: ياااااااااه .. اخيراً رجعتي لحضني تاني .. ولا البيت ولا الحياه كلها ليها طعم من غيرك .. الدنيا ضلمه بغيابك .. الحمد لله انك رجعتيلي بالسلامة .. وحشيني .. وحشتينااااااي اوووووي اوووووي .. وحشتي قلبي حتي اسمعي كده بيقول اييه .. وهمس لها هادئ
سماااح .. سماح .. سماح .. ثم نظر إلي عينيها وابتسم ووضع قبلة حانيه علي جبينها حملت معها كل كلمات الاشتياق
اما سماح فضلت ان لا تتفوه بأي كلمه .. اختارت النظر إلي عيناه فنظرتها إليه أبلغ دائماً من ألف كلمه حب وعشق تنطق بها .. اختارت ان تتلمس وجهه بنعومة يديها حتى تستقر دقات قلبه وقلبها من جديد
لنعلم ان الزوجة هي السكن .. هي حضن الامان والاستقرار وراحة القلب .. هي السند وقت الازمه .. هي الابتسامة الهادئة وقت الحزن .. هي لمسة الحنان وقت الألم
خُذيني معكِ يا سماح الروح حتي تنتهي الحدود
خُذيني وفكي عن يداي تلك القيود
خُذيني حيث ينتهي الزمان
ولا يجمعنا معا سوى المكان
#يتبع
#نوري