مرت الايام وعادت مي لعملها من جديد وانتهت الأجازة الصيفية وبدأ العام الدراسي الجديد بدخول رائد وأماني العام الختامي للمرحلة الثانوية
في مكتب محمد في الشركة والذي يتحدث للسكرتيرة: هاتيلي التقرير النهائي لكشوفات حساب بنك علشان اراجعه
- حاضر يا فندم، دقيقة واحدة وهيكون عند حضرتك
وبعد خمس دقائق محمد دخلت السكرتيرة وسلمت التقارير المرسلة من البنك وأثناء مراجعتها من قبل محمد لاحظ في نهاية الكشف إمضاء مي محمد الشناوي بجانب امضاء مدير البنك والختم الخاص به فأسرع ممسكا بالهاتف واتصل بالمدير:
- ألو، مساء الخير يا أونكل
- مساء الخير، ازيك يا محمد؟
- انا بخير الحمد لله، انا بس عاوز اسأل حضرتك على حاجه
- اتفضل، خير في حاجة حصلت؟
- هي مي رجعت الشغل في البنك تاني؟
- اه رجعت من كذا شهر
- طيب ليه حضرتك مبلغتنيش؟
- بناء على رغبتها
- طيب قالتلك ليه هي عاوزه تشتغل تاني؟
- بصراحه موضحتش هي بس قالت أن في مشاكل بينكم وهي محتاجه للشغل لحد أما المشاكل تنتهي
- تمام، مرتبها كام؟
- دقيقة واحدة هراجع الكمبيوتر، لحظات ثم عاد وأجابه ٥٠٠٠ جنية
- تمام حضرتك هنرفع مرتبها ل ٧٠٠٠ جنية ومن غير ما تقولها اني انا اللي عملت كده
- طيب يا ابني والدك ووالدها الله يرحمهم كانوا أعز اصدقائي وانا مش راضي على المشاكل اللي بينكم دي، ايه رأيك اتدخل أنا يمكن أقدر أحلها وهي ترجع ترتاح تاني وتفضل مع أولادها، أنت عارف أن ابراهيم أتوفى وهي علشان كده نزلت تاني الشغل، مهما كان المعاش مش هيكفي ابدا، وانتوا ولاد عم وملكوش غير بعض
- انا عارف يا عمي والله ومقدر كل كلمة حضرتك بتقولها بس مش هينفع حد يتدخل وإن شاء الله أنا املي في ربنا كبير أنها فترك وهتعدي ونرجع أحسن من الاول
- ماشي يا محمد، ربنا يصلح الاحوال
انهي محمد المكالمة وسأل نفسه: امتي هتحسي بيا وتحسي بحبي ليكي، وهتتأكدي امتى يا مي اني بحبك ومش عاوز غيرك من الدنيا
مرت الأيام واستلمت مي مرتبها وعادت تسأل المدير عن سبب الزيادة فأجابها: يا مي انتي تستحقي أكتر من كده ومتشغليش بالك كفاية انك موجوده بينا، اهم حاجة لازم تعرفي اني موجود وأي حاجة تحتاجيها بلغيني
- ميرسي يا أونكل ربنا ميحرمني من وجودك.
- الولاد أخبارهم أيه، عرفت أنهم في الثانوية السنة دي
- اه هما فعلا في الثانوية بس الحمد لله كل الامور تمام، دعواتك ليهم بالنجاح
- ربنا يوفقهم وبقولك تاني وبأكد اني معاكي اي وقت.
- تمام يا أونكل، انا مضطره استأذن من حضرتك دلوقت، لازم ارجع البيت علشان الاولاد راجعين بعد ساعتين من الدروس لازم اكون مجهزه كل حاجة علشان في درس تاني في البيت.
- اتفضلي وربنا معاكي ومعاهم.
مرت الايام ووفت مي كل طلبات رائد وأماني فيما يخص العام الدراسي، كانت لهم السند في ايام الدراسة وسوء الحالة النفسية وكانت الداعم الاول لهم إلى أن انتهت فترة الامتحانات وانتهت السنة الدراسية وحصل كل من رائد واماني على مجموع مرتفع يؤهلهم للالتحاق بكليات مناسبة
وبعد التقديم في التنسيق، التحق رائد بكليه الآداب قسم اللغة الإنجليزية أما أماني فالتحقت بنفس الكلية ولكنها فضلت قسم الآثار
استمرت مي في عملها، كانت لا تعلم أن محمد يتابع كل اخبارها
في مكتب الشركة محمد يجري مكالمة هاتفية مع مدير البنك
محمد: مساء الخير، ازيك حضرتك يا أونكل؟
- اهلا محمد، ازيك يا حبيبي، فينك من فترة طويلة مش ظاهر خالص
- كان عندي شغل برا مصر و لسه راجع من كام يوم
- حمدلله على سلامتك إن شاء الله تكون اتوفقت في السفر
- الحمد لله كل الامور تمام، كنت عاوز أسأل حضرتك، مي اخبارها ايه؟
- مي متفوقة في شغلها، انت عارف مش جديد عليها
- طيب تمام انا هطلب من حضرتك طلب ويا ريت تساعدني فيه
- اتفضل، أكيد لو في مقدرتي مش ممكن اتأخر عنك ابدا، انا سامعك
- انا شايف أن مي لازم ترتاح وكفاية عليها لحد كده شغل، وانا لو كلمتها مش هتقتنع وحتى لو حضرتك كلمتها مش هترضا برضو، مفيش حل قدامي حل غير أن حضرتك تقولها اننا استغنينا عن خدماتك ومش هينفع تكملي معانا لأن في ناس جديدة هتتعين، واصرف لها مكافأة كويسه وخلاص
- والله يا محمد انا مش عارف اقولك ايه بس ماشي، لولا اني مقتنع بكلامك مكنتش ساعدتك ابدا، مي غالية عليا وانا مش ممكن ازعلها بس مضطر اعمل كده، هيا فعلا لازم ترتاح
- ميرسي يا أونكل، أما تنفذ بلغني بعد اذنك
- حاضر يا محمد، إن شاء الله
__________
بعد مرور اسبوع كانت نهاية الشهر وجاءت اللحظة التي اختارها مدير البنك ليخبر مي أنه تم الاستغناء عنها
مي في مكتبها، صدح صوت الهاتف ليملئ أرجاء الغرفة وبعد أن استقبلت الاتصال أجابت: ألو، اتفضلي
السكرتيرة: استاذه مي، المدير طالب حضرتك حالاً في مكتبه
- حاضر
اغلقت مي الهاتف وتوجهت لمقابلة المدير وبعد أن طرقت الباب استأذنت في الدخول
ليصل لها صوت المدير من خلفه: تعالي اتفضلي يا مي، ارتاحي
جلست مي في المقعد المقابل للمكتب وبدأت بالسؤال: خير يا فندم حضرتك طلبتني؟
- انا مش عارف ابدأ الكلام منين بس انتي عارفه ان في ناس كتير بيتقدموا للوظائف اللي بنعلن عنها واحنا علينا مراقبة دورية طبعاً اننا لازم نعين كل فترة ناس جديدة، مش قادر اقولك اننا استغنينا عنك لأنك من اكفأ الموظفين الموجودين ولكني مضطر أقولك أن في ناس جديدة لازم تآخد فرصتها في الشغل
- تمام انا فهمت حضرتك وهما فعلا ليهم حق في الشغل، انا متشكره جدا ان حضرتك رضيت اني ارجع الشغل الفترة اللي فاتت وان شاء الله هسلم كل الملفات اللي عندي وانا برضو موجودة ولو حضرتك احتاجت أي حاجة في أي وقت هتلاقيني موجودة
- انتي فهمتيني غلط يا مي، احنا مش ممكن نستغنى عنك ابدا، كل المقصود من كلامي اننا في احتياج ليكي في وظيفة تانية غير اللي انتي فيها دلوقت
** فلاش باك **
مدير البنك اتصل هاتفياً بمحمد
- ألو، ازيك يا محمد
- بخير يا أونكل الحمد لله، عملت ايه في موضوع مي؟
- بصراحه مش هاين عليا اقولها اننا استغنينا عن خدماتك انما انا عندي فكرة تانية
- اتفضل هي ايه الفكرة دي؟
- احنا هنبلغها أن في ناس بتتقدم للوظيفة في البنك وان هما لازم ياخدوا فرصتهم وان هي هتسيب مكانها لوظيفة تانية وهتكون ثانوية.
- وايه هي الوظيفة الثانوية؟
- انها تدرب الناس الجداد اللي هيستلموا الوظيفة وده هيكون كل فترة وبمبلغ معين مش مرتب شهري ونعملها مرة أو مرتين وبعد كده نوقف وهيا ذكية والاكيد هتفهم من اللي عملناه إننا استغنينا عنها بس بشكل ميجرحهاش.
- خلاص تمام اللي حضرتك تشوفه أحسن اعمله، انا المهم عندي انها تقعد في البيت
نفس انها ترتاح وكفاية بهدلة لحد كده.
- أنا فاهم كلامك، عموما في اقرب فرصة هتكلم معاها وابلغك باللي تم في الموضوع
نرجع لأحداثنا
مي: تمام، ايه هي الوظيفة التانية دي؟
- انك تدربي الناس الجديدة اللي هتتعين في الوظيفة وده هيكون كل فترة، اقصد كل ما نعين حد جديد هنبعتلك وهبقا بمبلغ كبير هنتفق عليه مع بعض ومنها ترتاحي في البيت وفي نفس الوقت بتشتغلي بس كل فترة
- ماشي خلاص يا أونكل، انا موافقة وهسلم كل الاوراق والمستندات اللي عندي
توجهت إلى مكتبها وجمعت الأوراق في حيازتها وقامت بتسليمها للإدارة المختصة وعادت لبيتها لتواجه سؤال من رائد
- مالك يا ماما في حاجه مضيقاكي؟
- لا حبيبي مفيش بس تقدر تقول انهم استغنوا عني في الشغل بطريقة ظريفة
- وتفتكري اييه السبب؟
- مش عارفه، المدير قال أن في موظفين جداد لهم الحق في الوظيفة وطلب مني أدربهم علشان خبرتي ومتنساش أن والدك الله يرحمه هو اللي دربني وكان من أكفأ الموظفين في الوقت ده ووقتها أداني كل خبرته في الشغل اللي اكتسبها من سنين وطبعا بقيت زيه في الشغل بالظبط
- هو مش البنك ده جدو الله يرحمه كان له فيه أسهم
- اه بس طبعاً لما محمد أخد كل حاجه ف مبقاش لجدو حاجة، محمد هو اللي له كل حاجة
- تمام يبقا خالو محمد ورا الموضوع ده
- الله أعلم بقا مبقتش عارفه حاجة، عموما هما هيصرفولي مكافأة كويسه هنعيش منها لحد أما نشوف هنعمل ايه
- هنعمل اييه ف ايه يا ماما، انا من بكره هنزل ادور على شغل، بيتهيألي انا خلاص خلصت الثانوية وممكن اشتغل دلوقت عادي وانا في الجامعة
- طيب خلينا نأجل الكلام في الموضوع ده دلوقت، احنا عندنا اللي يكفينا
- ماشي يا ماما بس اعملي حسابك اني مش هنتظر كتير ومش هنتظر لحد أما اللي معانا يخلص وبعد كده ادور على شغل
- ماشي يا محمد، هنتكلم تاني بس مش دلوقت
مرت الايام وانتهت الأجازة واستقر رائد وأماني في الجامعة ومنذ أول يوم دق الحب باب قلبه ليسطر أول حروف من قصة حبه عندما اقتربت روان من مجموعة من الطلاب لتسألهم
- صباح الخير، أنا ممكن أسأل من فضلكم فين المدرج الخاص بسنة اولى؟
بادر رائد بالرد على سؤالها: كلنا سنة أولى، المدرج في الدور الاول بس لسه نص ساعة على بداية المحاضرة
روان : ميرسي بعد اذنك
( روان ابنة رجل الاعمال قدري المنياوي وله بعض الاعمال مع شركه محمد الشبراوي، فتاة تتميز ببشرتها السمراء، كحيلة العينين، ذات شعر أسود قصير )
- طيب ما تخليكي معانا وهنطلع مع بعض كلنا بعد ربع ساعة، اذا مكنش عندك مانع، انا رائد وحضرتك
- ماشي مفيش مشكلة انا روان اتشرفت بمعرفتك
ومن هنا انطلقت أول دقه من قلب رائد والذي شعر بنبضه غريبة لأول مرة يشعر بها
__________
مرت الايام واذا بهاتف مي يعلن عن اتصال، جحظت عيناها و لكنها أجابته
- ألو، ازيك يا محمد؟
بصوته الدافئ أجابها: وحشتيني يا مي، والله كلمة وحشتيني قليله اوي علي اللي حاسس بيه، انا مش كويس من غيرك، ممكن ترحميني بقاا وتخليني اشوفك، مش هآخد من وقتك إلا دقايق بسيطة
تنهدت مي ثم أجابته: ماشي يا محمد، هنتظرك في البيت في اي وقت، البيت بيتك
تهلل وجهه بالفرحة واردف: نص ساعة وهكون عندك
سريعاً انهي معها المكالمة وتوجه لشراء علبة من الشكولاتة الباهظة الثمن وزجاجة من العطر الذي تفضله مي لتكون أول هدية منه على سبيل الصلح المبدئي
دقت الخامسة عصراً وسمعت مي رنين الباب وتوجهت عشق لتفتح ثم قالت: ماما، خالو محمد
- ازيك يا عشقي عامله ايه، وحشتيني اوي
- اهلا بحضرتك اتفضل، انا كويسه
#يتبع
# نوري