انتهى العمل وعاد ابراهيم لبيته حيث الهدوء والراحة التي يجدها مع زوجته الحنونة
والتي تستقبله بحفاوة: حمدلله علي سلامتك يا حبيبي، وحشتني
احتضنها ابراهيم وقبلها قائلا: وانتي كمان وحشتيني يا حبيبتي، قوليلي حجزتي عند الدكتور
ولا لسه؟
- اه حجزت من بدري، الميعاد الساعة تسعه بالليل، تعالى نتغدى وارتاح شويه وبعدين نبقا ننزل نوصل الاولاد عند داده رقية ونروح بعدها للدكتور
- ماشي، بس اعملي حسابك اني مسافر الاسبوع اللي جاي علشان المؤتمر بتاع البنك اللي سافرنا فيه مع بعض السنة اللي فاتت، اكيد فكراه.
- اه طيب والمرة دي في الغردقة بردو؟
- لأ المرة دي مش في الغردقة، المرة دي. رد لأ في شرم الشيخ
- امممم، ومين مسافر معاك؟
- ااااه، انتي غيرانه ولا ايه؟
مزحت معه وضربته على كتفه قائله: لأ مش غيرانه، بس انا عاوزه اعرف مين اللي مسافر معاك، وبعدين انت رخم وانا مخصماك، هاه .. هاه
- طيب خلاص يا حبيبتي متزعليش، انا بهزر معاكي، مفيش حد مسافر معايا نهائي، انا هسافر لوحدي المره دي.
- طيب تمام، احسن بردو انك تسافر لوحدك بلاش ازعاج
- طيب انا هدخل انام ساعتين علشان ميعاد الدكتور
تركها وتوجه لغرفته لينال قسطاً من الراحة، اتصلت مي بالمربية قائله:
- ألو، داده رُقيه وحشتيني اووي يا داده
- بنتي حبيبتي، وحشتيني اوي يا مي، انا نفسي اشوفك مش هتيجي شويه؟
- ان شاء جيالك النهارده علشان اسيب الاولاد معاكي وهروح اكشف عند دكتور النساء وهرجع عليكي أبات معاكي انا وابراهيم والاولاد والصبح نرجع بيتنا
أجابتها بفرحة: بجد انتوا جايين النهارده، طيب هروح اعمل حاجه حلوه علشان السهره علي ما تيجوا
- اعمليلي كريم كراميل انا بحب أكله من ايدك
- بس كده .. حاضر، ان شاء هتيجي تلاقيه جاهز
سمعت مي صوت الاولاد يبكوا جوعاً فاستأذنت قائله:
- معلش يا داده مضطرة اقفل علشان الاولاد صحيوا وميعاد الاكل بتاعهم، وهشوفك بالليل ان شاء الله
- ماشي، روحي شوفيهم، وانا هستناكي بالليل، سلام دلوقت
أسرعت مي بخطواتها تطوي الأرض طيـًا حتى وصلت لغرفه الاولاد لتطمئن عليهم،
جهزت وجبة اللبن لإرضاعهم ثم جهزتهم وجهزت نفسها للمبيت مع المربية رقية.
دقت السابعة والنصف مساءًا لتتوجه مي لغرفتها توقظ إبراهيم
- اصحا يا حبيبي علشان نلحق ميعاد الدكتور
- حاضر علي طول هقوم ألبس
استفاق متثائب ليقول: اعملي قهوة بسرعة على ما اغسل وشي علشان افرق
- حاضر، أنا بجهزها على النار
تركها إبراهيم وتوجه ليبدل ملابسه، بعد لحظات قدمت له مي كوبا من القهوة الساخنة، تناولها ثم توجهوا معاً إلي ڨيلا محمد الشناوي
المربية رُقيه احتضنت مي قائله:
- اهلاً بنتي حبيبتي، وحشتني، ازيك يا استاذ ابراهيم
احتضنتها مي وقبلتها قائله: وانتي كمان يا داده وحشتيني اوي ..
ابراهيم: ازيك يا داده، ايه بقاا استاذ دي، انا ابراهيم وبس ولا انا مش زي مي
_ لأ طبعا زيها يا ابني، وغلاوتك من غلاوتها، ربنا يسعدكم ويكتب لكم الخير
مي: طيب احنا لازم نمشي حالاً، هنتأخر على ميعاد الدكتور، خلي رائد واماني معاكي وكل حاجتهم هتلاقيها في الشنطة دي لحد اما نرجع يا دادة
- حاضر، امشوا انتوا علشان متتأخروش ومتقلقيش عليهم
- ماشي ياله سلام
__________
وصلت مي بصحبة إبراهيم لعيادة طبيب النساء ليلقي إبراهيم التحية
- مساء الخير يا دكتور
الطبيب: مساء الخير، اتفضلوا، خير ان شاء الله
مي: بصراحه يا دكتور انا لسه متجوزه من فترة بسيطة ولسه محصلش حمل واحنا عاوزين نأخر الموضوع ده سنتين على الاقل لظروف معينة
- طيب يا بنتي ليه عاوزه تأجلي، انتي لسه محملتيش في ولا طفل، هاتي الطفل الاول وبعدين أجلي سنتين ده الصح، انما لسه ولا مره حمل وعاوزه تلعبي في الهرمونات! ده ممكن يسبب عواقب بعد كده احنا مش عارفينها
- معلش يا دكتور حتى لو في عواقب انا لازم اعمل كده، ظروفي تمنعني اني اجيب اطفال دلوقت
تدخل ابراهيم في الحديث ليقاطعها: مي انتي بتقولي ايه، انتي مش سامعه ده ممكن يأثر عليكي بعد كده وتبقا فرصة الحمل بالنسبة ليكي ضعيفة، فكري تاني
- لأ، انا فكرت وقررت خلاص، وانا واثقه في ربنا انه هيرزقني بعد كده ومش هيأذيني... وبعدين يا ابراهيم انا بعمل كده علشان اولادي
ثم توجهت للطبيب قائله: اتفضل يا دكتور
- تمام طالما رغبتك كده يبقى هنكتب على التحاليل اللي هتعمليها بعد إجراء الفحص ونشوف الدوا اللي هيناسك ان شاء الله، اتفضلي على سرير الكشف.
وتحدث بعد أن قام بفحصها وتأكد ان كل شيء على ما يرام
- الحمد لله كل شئ تمام، مطلوب تعملي التحاليل دي وهستناكي بعد اربع ايام علشان نبدأ العلاج
مي وابراهيم: ان شاء الله يا دكتور.
إبراهيم: نستأذن حضرتك
- اتفضلوا وفي انتظاركم بعد استلام التحاليل
توجه ابراهيم ومي مباشرة للمعمل لإجراء التحاليل المطلوبة ثم عادوا إلى الڨيلا لقضاء ليلتهم والمبيت مع المربية رُقيه التي استقبلتهم بالترحاب:
- حمدلله على سلامتكم، نورتوا بيتكم،
مي: الاولاد فين داده؟
- الاولاد أكلوا وغيروا وناموا، ياله انتوا كمان علشان تتعشوا، انا عملتلك الكريم كرامل اللي بتحبيه
- تسلم ايدك يا دادة، حاضر هنيجي على طول
وبعد تناولهم العشاء
ابراهيم: انا طالع فوق، خليكي براحتك مع داده انا عارف انها وحشتك وعندكم كلام كتير عاوزين تحكوه وحتى لو عاوزه تنامي جنبها النهارده خليكي براحتك
احتضنته مي وقبلته قائله: انا بحبك اوي
ليبادلها ابراهيم بكلماته الرقيقة: وانا كمان بحبك اوي، بس لو مسبتنيش اطلع حالاً هغير رأيي ومش هسيبك وانتي عارفه اللي هيحصل كويس
ضحكت مي بصوت مرتفع: لا، لا وعلي ايه الطيب احسن، تصبح على خير يا حب
ابراهيم بضمه حانيه: وانتي من اهل الخير
توجهت مي سريعاً نحو غرفة الاولاد واطمأنت عليهم ثم توجهت لتنام بين أحضان المربية رقية وهي تقول لها:
- حبيبتي وحشتيني اوي
جلست المربية بجوارها فوق الفراش واحتضنتها بحنان متسائلة: طمنيني الدكتور قالك ايه؟ في حاجه جايه في السكة؟
- لا لا، سكة ايه بس يا دادة، انا روحت علشان نأجل شويه الموضوع ده
- ايه تأجلوا! تأجلوا ليه؟
سردت لها مي عن اتفاقها مع ابراهيم بخصوص ذلك الموضوع وانها على اقتناع كامل بما سوف تفعله
- يا بنتي اللي بتعمليه ده جنان، انا موجوده معاكي ومش هسيبك، لما ربنا يرزقك بالطفل الاول بعدها أجلي براحتك علشان متأذيش نفسك يا مي، حتى الدكتور قال انه مش صح التأجيل
- انا خلاص اخذت القرار ومش ممكن هرجع فيه تاني ابداً، وحتى لو ربنا مرزقنيش بأطفال خالص كفاية عليا رائد واماني هما كل دنيتي
اضطرت المربية للسكوت حيث انها شعرت بالرضا والاقتناع الكامل من مي تجاه ذلك الموضوع وأي كلام منها سيقابل بالرفض، وما كان منها إلا ان دعت لها: ربنا يراضيكي فيهم زي ما بتضحي بسعادتك ان يكون ليكي ابن من صلبك علشان خاطر الايتام دول ان شاء الله هيكتبلك الخير
- ان شاء الله يا داده ..
نامت مي وقضت ليلتها بجوار مربيتها، والدتها التي لم تلدها
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع ليودعوا المربية على امل لقاء قريب يجمع بينهم، توجهوا إلى بيتهم ثم توجه ابراهيم لعمله
بعد ثلاثة أيام ظهرت نتيجة التحاليل، ابراهيم ومي في مقابلة مع الطبيب ليسأله إبراهيم والقلق يبدو على وجهه:
- خير يا دكتور؟
- والله التحاليل كويسه والامور كلها تمام بس الرأي الصحيح في الحالة دي ان التأجيل مش أكتر من سنة واحدة بس علشان منعرضش نفسنا لخطر ونرجع نندم على أي حاجة، ماشي يا مدام مي؟
زفرت مي تنهيدة يأس وأجابته: ماشي حاضر يا دكتور
- هنكتب العلاج ده هتمشي عليه ولو حسيتي في أي وقت بأي تعب من أي نوع ترجعيلي على طول.
- حاضر يا دكتور إن شاء الله.
استأذنوا للانصراف ومرت الايام وهاه قد اقترب موعد ميلاد التوأم رائد واماني
مي: ابراهيم حبيبي هو انا ممكن اطلب منك طلب واحد بس
ابراهيم: يااااااه ... طلب واحد بس انتي تطلبي الدنيا كلها وانا عليا التنفيذ
- عيد ميلاد الاولاد قرب، ايه رأيك نروح نعمله في الڤيلا والمكان هناك واسع، انا نفسي اعملهم عيد ميلاد كبير ونجيب بطوط وميكي علشان الولاد يلعبوا معاهم، علشان خاطري يا ميمو يا حياتي
فكر ابراهيم قليلاً ولكن بدى عليه الرفض
- طيب ماشي انا موافق يا قلب ميمو بس على شرط ..
- شرط! طيب انا موافقه على كل الشروط ..
لم يكن في مُخيلتها أنه سيطلب منها ان توقف العلاج لتنجب له طفلاً
- خلي بالك انتي موافقه على كل الشروط
- موافقة يا سيدي بس انت قول.
- امممم... لازم توقفي العلاج لحد كده، اقترب منها ليحتضنها واردف قائلا: انتي مش عاوزه مني بيبي ولا ايه، طيب لو انتي مش عاوزه انا عاوز يكون ليا طفل منك يا مي ويجمع كل الأسرة مع بعض.
ذابت تلك الزوجة عشقاً بين يديه، قبلته وضمته إليها بحنان قائله: انا كمان عاوزه طفل منك، انا موافقه، بعد عيد الميلاد نروح للدكتور ونشوف هنعمل ايه
همس لها: احبك انا
__________
ما ان انتهي الاسبوع وبدأ الاسبوع الجديد إلا وجهز ابراهيم نفسه لرحلة شرم الشيخ .. فطلبت مي ان تذهب إلى الڨيلا لكي تساعدها المربية في رعاية الأولاد إلى أن ينتهي المؤتمر ويعود من رحلته ليوافق ابراهيم على الفور لأنه بذلك سيكون مُطمئن اكثر
في صباح يوم سفر ابراهيم
مي: انا جهزت نفسي والاولاد والشنط
ابراهيم: وانا خلصت، هوصلكم واطلع على المطار من هناك.
- ان شاء الله حبيبي توصل بالسلامة، هستناك تطمني اول ما تنزل من الطيارة واما تخلص شغلك تبقا تكلمني
- حاضر، انتي بس خلي بالك من نفسك ومن الاولاد ولو في اي حاجه تخص الاولاد كلمي دكتور حسام الرقم معاكي
- متقلقش ان شاء الله هما كويسين ويومين ويعدوا وانت هترجعلنا بالسلامة
- ان شاء الله
توجهوا جميعهم ليستقلوا السيارة في طريقهم للڨيلا وبعد وصولهم سلم عليهم إبراهيم وبعدما اطمئن على سلامتهم غادر في طريقه للمطار.
#يتبع
#نوري