الفصل 19

68 3 0
                                    


‏مرت الايام وأوشكت امتحانات العام الدراسي على الانتهاء
محمد اتصل هاتفياً ب مي يستأذن في زياتها في المنزل
- البيت بيتك تشرف في أي وقت
- نص ساعه وهكون عندك
- ماشي يا محمد في انتظارك

انهت الاتصال وابلغت أولادها بأن محمد على وصول للبيت لزيارتهم

مر الوقت سريعاً وإذا برنين الباب يسمعه رائد فيتوجه ليفتح ليجد محمد يطلب الاذن بالدخول فسمح له رائد، دخل وجلس لدقائق ثم اقتربت مي لترحب به وهي في كامل تألقها كعادتها .. وحين مدت يدها لتسلم عليه فإذا محمد يباغتها وانحني ليقبل يده،  توردت وجنتيها خجلا وتلعثمت من شدة خجلها، وقف رائد يتابع الموقف من بعيد لتسرع مي في الابتعاد عنه مراعاة لشعوره وتحدثت بصوت هادئ
- اتفضل اقعد
- ميرسي يا قلبي، انا مش هعطلكم كتير، دقايق وهمشي على طول، انا عازمكم على رحلة لمدة اسبوعين في شرم الشيخ بعد الامتحانات علشان نغير جو كلنا مع بعض ونتعرف على بعض اكتر، هاه يا رائد ايه رأيك؟
- والله الرأي الأول والأخير لماما، اللي هي هتوافق عليه أنا كمان والبنات هنوافق عليه واللي هترفضه كلنا هنرفضه

محمد نظر لمي واشار لها أن توافق حتى يتحين الفرصة ويتعرف الاولاد اكتر عليه، ف وافقت دون تردد

مرت الايام وانتهت الامتحانات
تجهزت أسرة مي  للرحلة، ارسل لهم محمد سيارة خاصة مع السائق لتصحبهم إلى المطار لتقلهم الطائرة شرم الشيخ حيث الطبيعة الخلابة والجو الهادئ والمياه الصافية

نزل رائد مع اماني وعشق يستمتعوا بالسباحة وكانت قد استندت مي الي مقعدها تتابعهم من بعيد، اقترب منها محمد وجلس بجوارها متسائلا:
- هاه يا قلبي مبسوطة؟
مي بابتسامة ناعمة: الحمد لله مبسوطة، تعرف يا محمد انا مبسوطة من حاجه تانية، تعرف هي ايه؟
- عارف طبعاً
نظرت له مي بتعجب ثم تساءلت: عارف!
- اه، عارف انتي مبسوطة علشان الاولاد مبسوطين وفرحانين ومتقلقيش انا هخليهم يرجعوا من هنا وهما موافقين على جوازنا
ضحكت مي قائله: امممم طيب أما نشوف
- هتشربي عصير ولا اجيبلك آيس كريم ولا شكولاتة، ولا اجيب كل ده، انتي بس شاوري وانا عليا التنفيذ ..
- أ .. أ ..
قاطعها محمد متحدثاً، انا هريحك متطلبيش انتي حاجه انا هتصرف، وامسك هاتفه متصلاً بالكافيتريا
وطلب  أربعة آيس كريم كبير فراولة وشكولاتة وفانيليا بالمكسرات واتنين عصير مانجو واربعه شكولاتة بالمكسرات بسرعة من فضلك على البحر الترابيزة رقم ...
وانهي المكالمة وأغلق الهاتف

نظرت مي له بتعجب ثم تساءلت: ايه كل ده يا محمد، لمين كل ده؟
- لحبيبه قلبي ميووووش اللي غلبتني وعلشان الاولاد هيطلعوا من البحر دلوقت وهيحتاجوا حاجات مسكره ولا انتي مش واخده بالك انهم من بدري بيلعبوا
وبعدين انا عاملهم مفاجأة بالليل إن شاء الله تعجبهم
- مفاجأة ايه بقا؟
- طيب ودي تبقا مفاجأة ازي بقا لما اقولك عليها، خليها بالليل وهتعرفي كل حاجه

بعد دقائق اقترب منهم النادل وقد احضر الطلبات ووضعها فوق الطاولة واستأذن في الانصراف ليرتفع صوت محمد مناديا الاولاد حتى يتناولوا معه العصير والايس كريم
- ياله خلصوا بسرعه واطلعوا على الاوضه وجهزوا نفسكم علشان هنخرج بالليل مع بعض
- هنروح فين؟
- هنتفسح ايه رأيكم، في مفاجأة حلوه علشانكم، ايه رأي بنوتاتي الحلوين؟
- ماشي بس انا جعانه اوي
- وانا كمان جعانه بس ممكن ننتظر اما نآكل مع بعض
محمد: لا مفيش حاجه اسمها ننتظر تعالوا معايا بسرعة يالا، تعالى معايا يا رائد
- لا انا هنتظر هنا مع ماما علشان متقعدش لوحدها، انا مش جعان
- طيب تمام هنرجع على طول، ياله يا عشقي نمشي

واصطحبهم محمد لمطعم الشاطئ ليطلبوا ما يشتهوه، قائلا:
- ياله يا قمرات اختاروا اللي عاوزين تآكلوه

نظرت عشق لأماني نظرة تساؤل هل نطلب أم لا، فأومأت برأسها نعم
فطلبت عشق البرجر وشاورما الدجاج وكررت أماني نفس الطلب وزاد عليهم محمد يطلب لمي ورائد
انتظروا قليلاً إلى أن استلموا الطلبات ثم عادوا لمي ورائد ليقدم محمد لرائد الطعام قائلا:

اتفضل علشان تآكل انت من بدري في البحر اكيد جعان
نظر رائد لمي التي اومأت برأسها كي تأخذ منه فأستجاب لها
تناولوا الاولاد طعامهم ثم صعدوا لغرفهم لتبديل ملابسهم وعادوا من جديد لمقابلة محمد ومي في باحة الانتظار
- ودلوقت بقا حان موعد المفاجأة
انتبه الجميع لكلام محمد الذي استمر في الكلام
ياله بينا، تعرف يا رائد تسوق البيتش باجي؟
- اه اعرف
- طيب انت هتآخد مي وتمشي بيها وانا هآخد أماني وعشق ونمشي جنب بعض ماشي، خلي بالك من مي اوعي توقعها
- تمام اتفقنا

اصطحبهم محمد في رحلة سفاري واستمتعوا جميعهم
وامضوا وقتهم في المرح واللهو وقضاء سهرة ممتعة حول النار وحفل الشواء وتناولوا العشاء ثم قاموا للرقص على أنغام الموسيقى البدوية وعادوا في فجر اليوم

وفي الصباح تقابل الجميع مع محمد وسألهم
- مين هييجي معايا الچيم
رائد بابتسامة: انا هآجي معاك، البنات ملهومش في الرياضة
مي: طيب متتأخروش علشان نفطر مع بعض
محمد: واحنا نقدر نتأخر على القمرات دول برضو، نص ساعة وهنرجع على طول

توجه محمد مع رائد للچيم، أما أماني وعشق فذهبوا معا للبحر ليستنشقوا نسيم الصباح العليل
مر من الزمن ساعة ومي بصحبة الفتيات في انتظار محمد ورائد لتتحدث عشق:
- يا ماما انا زهقت بقا، هما مش هيرجعوا بقا ولا ايه؟
- هتصل بيهم أشوف اتأخر ليه
وامسكت بهاتفها لتتصل بمحمد
- انتوا فين يا محمد كل ده البنات زهقوا؟
- حالا يا قلبي راجعين، معلش الوقت اخدنا

وبعد دقائق عادوا ثم توجهوا جميعهم ليتناولوا طعام الافطار
مضى الوقت سريعاً وانتهت الرحلة ما بين البحر ورحلات السفاري وممارسة الرياضة وحضور الحفلات المسائية والتقاط الصور التذكارية

عادت مي مع اسرتها وعاد محمد لعمله من جديد
رائد في غرفته يتصل هاتفيا بروان
- رورو يا قلبي، وحشتيني
- لا انا زعلانة منك، كل ده ومتصلتش بيا
- انا آسف يا حبيبتي والله غصب عني، الوقت كان بيعدي وكنت بنام قتيل من التعب وبعدين انا مش كنت بتصل عليكي كل يوم الصبح مفيش غير امبارح بس علشان السفر، وحياتي متزعليش، خلاص بقا
- ماشي  خلاص مش زعلانه علشان خاطرك

مرت الأيام واتصل محمد برائد هاتفياً يطلب منه الاذن بزيارتهم في المنزل، فوافق رائد ..
وصل محمد في كامل هيئته يحمل بين يديه باقة من زهور الياسمين التي تعشقها مي وعند دخولها الغرفة لترحب به قدمها لها، ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة، وهنا بدأ محمد بالكلام ..
رائد أنا جاي النهارده اطلب منك ايد مي وأنا مش هسيبكم تعيشوا هنا لوحدكم ولا هكون سبب في أن العيلة تتفرق انا بحب مي وحبيتكم لحبها فيكم واتعلقت بيكم ومعنديش استعداد اكمل باقي عمري من غيركم، هاه رأيك ايه؟

** فلاش باك **
اثناء رحله شرم الشيخ التي اصطحب فيها محمد مي واسرتها، وبالتحديد عندما توجه محمد ورائد لممارسة التمرينات الرياضية
طلب محمد من رائد أن يتحدث إليه بخصوص موضوع زواجه من مي
فوافق رائد، حينها اباح محمد له عن حبه الشديد لمي منذ أن كان صبياً وزاد حبه لها وتعلقه بها عندما اصبح شاباً وأكد له أنه طوال حياته الماضية لم يحب سواها رغم كثرة صداقاته ومعارفه ولكنها مجرد صداقات انما مي هي من تسكن قلبه، هي من عشقها ووعد بأنه سيبذل قصارى جهده ليعوضها ما فعله فيها وأنه لن يسامح نفسه لتسببه في سقوط دمعة من عينيها ولكنه الحب الذي لا يستطيع ان يوقفه، وذلك هو الشيطان الذي كان دائما يوسوس له أن يفعل ذلك كوسيلة من وسائل الضغط عليها حتى اذا شعرت باليأس لجأت له وكان هو سندها ولكن اخطأ في حساباته واعترف لها بحبه وأنه من فعل كل ذلك ولكن فقط حباً فيها وليس طمعاً في ما تملكه

نرجع لأحداثنا

رائد ابتسم ونظر لمي فوجد السعادة وقد بدت على وجهها من جديد، تلك السعادة والفرحة التي غابت عنها منذ زمن طويل، هاه هي قد ارتسمت من جديد بسبب محمد وحبه واحتواءه للأسرة
فرفع رائد صوته مناديا، اماني ... عشقي .. تعالوا
وحين اقتربوا الفتيات وجهه لهم سؤاله
خالو محمد عاوز يتجوز ماما وعاوزنا نعيش كلنا معاها ومعاه، ايه رأيكم؟
اماني: لو ماما موافقه انا كمان موافقه ولو مش عاوزه يبقا خلاص الرأي الاول والاخير ليها
عشق: انا كمان موافقه لو ماما موافقه، المهم اننا هنعيش مع بعض
رائد: خلاص يبقا كلنا موافقين اذا ماما موافقة.
توجه رائد بالسؤال لمي: هاه يا ماما ايه رأيك في طلب خالو محمد؟
احمر وجه مي خجلا ونظرت للأرض وآثرت الصمت
فاردف رائد: بيقولوا السكوت علامة الرضا يبقى مبروك يا خالو العروسة وافقت

محمد: اللهم لك الحمد والشكر يارب، اخيراً هتعيشي معايا، عاوزه الفرح امتى
ضحك ثم اردف انا عاوزه دلوقت
رائد: يوم الخميس اللي جاي بإذن الله كويس
ضحك محمد قائلا: تحت امرك يا عمي، عموماً من دلوقت لحد الخميس هنجهز اي حاجه انتوا محتاجينها في الڨيلا، من بكره الصبح هبعت السواق بالعربية يوصلكم تتفرجوا عليها وتشوفوا اللي عاوزين تجددوه وتبلغوني وانا ان شاء الله قبل الخميس كل حاجه هتكون جاهزة
#يتبع
#نوري


العشق خلق لكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن