وداعـًا لعامٍ مضى ومرحبـًا بكل ما هو آت . . .
ها قـد انتهى هذا العـام وذهب حاملًا معه كـلَ حزنٍ وكـل مُـرٍ تجرعناه، ذهب حاملًا معه كـلَ ضحكةٍ ضحكناها كانت من القلـب أو حتى مجاملةً.
لا أنكر أنـهُ كان عامً ثقيـلًا، خسـرنا فيه الكثير، وتحملنا الكثير أيـضًا، فقدنا فيه أُنـاس كانوا يعنوا لـنا الكثير، منهم من غادرنـا بمحض إرادته ومنهم مـن غادرنـاه نحن حفاظًا علـى قلوبنا وحفاظًا علـى ما تبقى مِن أنفسنا.
لـقد كـان عـامـًا مليئًا بلطف الله وستـره . . .
في هذا العـام كثيـرًا منـا استسلم لليأس رغمًا عنه، أخفى أو حاول اخفاء أحزانه خلف ستار التفاؤل الذي نلجـأ إليه جميـعًا في أوقات ضعفنا وعند مقابلة الآخرين، لنريهم أننا في أوج قوتنا وتوهجنا، لكن هذا التفاؤل المؤقت لم يجدي نفعًا ونعـود مجددًا للارتماء في دوامة اليأس والتململ.
كـان عـامـًا خضـنا فيه الكثير مِن التجارب، وتعـرفنا على قلة قليلة مِن النـاس، منهم مَن بقي بوفائه وإخلاصـه والبعض الآخر كُشف وجهه عند أول مـوقفٍ جَـاد.
وبِـرغم كـل ما عِشـناه وشهِـدناه هـذا العـام، إلا أنَّـنا قـد تعلمنا الكثير من الدروس في كـل موقفٍ عشناه، ومِن هذه الدروس التي أغلـبنا قد تعلمها هـذا العـام،
تـعلمنا ألّا نُعطي الآخرين أكبر من حجمهم، وأن نـكون أكـثر تَحفظًا مـع كل مـن نتـعرف عليه، حتى ولو مضى على معرفته الكثير مِن الوقت، فصدقني سيأتي اليوم الذي يخذلك فيه.
تـعلمنا أنهُ ومهمـا كـان مـا سَتُقدِّمه للغـير مِن لُطفٍ ومحبةٍ بنيـةٍ طيبة، لـن يقدّره كائنًا مَن كان، لكن الله كان يرد لنا كل معروف وكل لطفٍ قدمناه للآخرين في مواقف نحن نجهلها، لذلك ومهما كنت في أمس حاجتك للمواساة وتتمنى طبطبة أو كلمة لطيفة مِن أحد من كنت معهم في أشد مواقفهم صعوبة وتخليت عن راحتك وسكينتك لتقف معهم وتساندهم، هل تعتقد أنهم سيردوا جميلك وسيُقدِّروا أنك كنت منهك من الداخل، ولكنك تظاهرت بالقوة والإيجابية لتساندهم وتجعلهم يتخطوا ما يمروا به؟!
بالطـبع لا، صدقني لن تجد أحدًا يُقدر تضحياتك وما كنت تمر به.
دعونا لا نُعمم الجميع، فالبعض مِن مَن عرفناهم لازالوا كما عهدناهم، معنا في أصعب الأوقات، ودائمًا سنظل نشكر الله عليهم مهما مرت الأعوام.تـعلمنا أن الـرضا هو الحـل لجميع ما كُنا نمر به من حزنٍ وألم، أدركنا مؤخرًا أن الله أمدنا بنعمٍ كثيرة لا بُد لنا أن نستحضرها في أحلك الأوقات وعند انهيارنا بسبب شخصٍ فشلنا في الاحتفاظ به أو وظيفةٍ فشلنا في أدائها على أكمل وجه. عرفنا أن الله معنا دائمًا، مهما اقترفت من ذنوب وكنت مقصرًا بحق الله، فستجده دائمًا معك.
ارضى بِحياتك واقبلها بكل ما فيها، وحذراي من الالتفات لحياة غيرك ونعمه، فلو كنت تعرف ما خُفي وراء هذه النعمة، لشكرت الله على ما لديك ورضيت بما قسمه لك.وأهم ما تعلمه أغلبنا هذا العام أنه كل ما كان مبتسمًا راضيًا مُسَلِمًا بما كتبه الله له، سينعم بروح متفائلة واثقة بأن القادم وما دام بتيسير الله وحكمته سيكون محملًا بنعمٍ كثيرة وعوضٍ من الله، وستجد نفسك مستقبلًا تُفاجئ بعوضٍ جبار وسعادة بتحقيق أمنيات متأجلة تدمع لها عيناك من الفرحة.
كن واثقًا أنه سيأتي اليوم الذي تلمس قلبك بكل طمأنينة وتلتفت إلى السماء لتشكر الله فرحًا بما منحك الله إياه من تحقيقٍ لأُمنيات وسعادةٍ يملؤها الرضا..
وفي الأخير أتمنى لكم يا رفاق عامـًا جديدًا مليئًا بالحب والقوة والإيجابية، وأتمنى لقلوبكم راحة من الله وسعادة دائمة...
• تذكر لست وحدك من عانى ومَن سَيُعاني، لست وحدك مَن يكافح ليصل مركزًا أو حلمًا طال انتظاره، لذلك لا تيأس وأجعل التفاؤل هدفك الذي ستبدأ به هذا العـام.
• نفسك ثم نفسك ثم نفسك، كُن لطيفًا مع الجميع لكن إياك أن تعطيهم فوق طاقتك، تعلم أن تقول لا في الوقت المناسب واعطِ نفسك الأولوية.
أنت تقرأ
كلمات عابرة
Short Storyأريد لحظة انطفاء كاملة، لا يشوبها شيء، عدا التداعي المستمر إلى حين الاختفاء كليًا، أن أشعر بجسدي وحده يتقلص، وأن أنشغل بهذا طوال الوقت . . .