ظل مراقباً طوال الأسبوعِ الماضي.........
انسحب بكل هدوءٍ من المقهى صباح اليومِ حين دخلوا للبحثِ عنهُ, و في المساء وصل إلى مخبأهِ القديمِ في تلك الحارة التي ارتمت منازلها بكل تكاسلٍ على أطراف المدينة المنفى حيث يلتهم العراءُ أحداق الأفق الأزرق .
دخن سيجارته الأخيرة بنهمٍ و تلذذ و غط في نومٍ عميق....
استيقظ بعد منتصف الليل مذعوراً على أصواتٍ شيطانيةٍ خارج المنزل القديم.
وجوهٌ عابسةٌ و مسدساتٌ لامعة تدافعت إلى الداخل لتملأ المكان إرهاباً و ذعراً.
احتضن قصائده و أوراقه البيضاء و حاول الفرار,أزيز الطلقات النارية كان يشعلُ في ذاكرتهِ صوراً لأيامٍ مشرقةٍ من الماضي البعيد.
الطلقة الأولى....أصابت ذراعه اليمنى لترسم فوقها وشماً غجرياً من الدماء المنتفضة, ولتسقِط من يدهِ آخر الأوراقِ التي كتبها.
الطلقة الثانية...استقرت في ذراعه لتجبره على الجثو فوق الأرض بكل كبرياء.
الطلقة الثالثة...اخترقت رأسه المليء بالقصائدِ و الحروفِ المضيئة...مات و ظل مبتسماً.
أنت تقرأ
كلمات عابرة
Historia Cortaأريد لحظة انطفاء كاملة، لا يشوبها شيء، عدا التداعي المستمر إلى حين الاختفاء كليًا، أن أشعر بجسدي وحده يتقلص، وأن أنشغل بهذا طوال الوقت . . .