وها نحن في الشهر الأول مِن بداية سنة جديدة . . .
أيامها الأولى رتيبة كالعادة، لا جديد يُذكر . .
تحاول أن تصبح أفضل، تحاول ربما أن تتغير، تستبدل شيء ما يضايقك، تتحرر مِن مخاوفك التي تغتالك طيلة الوقت، مخاوفك التي جزأتك وحولتك إلى ما أنت عليه اليوم، "كائن اللاشيء".تحاول أن تتعرف على نفسك مع بداية ليلة رأس السنة، وتبدأ تساؤلاتك عديمة الجدوى.
لماذا أبدو تعيسًا هكذا؟ لماذا يتملكني الخوف دائمًا؟ ولماذا لا أصبح كالبقية؟ لما أنغمس في عمق هذه الكآبة؟ لماذا أنا وحيد دائمًا؟ ولماذا؟ ولماذا؟...بعد كل هذه التساؤلات المريبة.. فكرت أو بالمعنى الأصح "حاولت أن أتخذ القرار" في حذف كل الاشياء التي ترهقني، الاشياء التي لطالما حلمت أن تصبح جزء لا يتجزأ مني، الاشياء التي أعطيتها الكثير من الصبر، وبالمقابل قذفت بي إلى مجرى السيل، بينما كنت استمر بالتشبث بأي خيط مهترئ ليعيدني إليها.
كنت دائمًا راكدة تمامًا، أحاول الإصلاح، اتمسك بأشياء احببتها، أتحمل كل الكدمات التي لن يتحملها أحد البتة..كنت فقط استمر في جعلهم لا يحزنون، لا يُجرحون، بينما أنا هالكة مِن جروحي الغائرة لكني لا أبالي..
أخذت وقتًا طويلًا لأستعيد تركيزي، على النقطة الأهم وهي، ما يجب عليّ أن أقرره مع بداية هذه السنة..
فجأة لمحت نورًا يدعوني بأن الامل، حتى وإن كان خافتًا لا بُد أن أسارع باللحاق به قبل أن يختفي وليس الفرار منه، والمُضي في اتباع دوامتي المتهالكة
° قررت أن أُصبح المحور، بعدما كُنت العدم.
° اتخذت قراري بالتخلي المفرط عن كل الاشياء التي امتصت راحتي، وحولتني إلى أشلاء لا تُشفى.
° أدركت مؤخرًا أن الحياة لن تنتظرني، ما دُمت أستمر بالتأجيل وإصلاح الأمور التالفة.
° علمتُ أن التفائل الساذج بأن الأمور ستصبح أفضل، مادمت اتحمل وأرضى بما أنا عليه، ما هو إلا خزعبلات زائفة للبؤس الساكن أضلعي.
° أيقنت أن لا أحد سيبقى معك، لا أحد يعلم كم جاهدت لتصل إلى هنا اليوم، لا أحد يعلم كم عانيت جهدك طوال السنوات الفائتة، لا أحد يعلم كم ليلة باتت وسادتك مُغرقة بالدموع، لا أحد يعلم كم مرة ناجيت ربك أن تكون عدمًا، أن تكون هذه ليلتك الأخيرة في هذه الحياة، لا أحد يعلم ولن يعلم أحد إطلاقًا صراعاتك الداخلية وما تخفيه لتبدو بنظرهم أقوى.
ستصبح أقوى فقط عندما تبدأ باتخاذ القرار الذي سيغير مجرى حياتك الآن وليس بعد حين، لا تنتظر ليلة أخرى تتجرع فيها أحزانك وبؤسك الناتج عند تردداتك الماضية......
ابدأ الآن لتصبح ما تريد أنت أن تكون . . .
أنت تقرأ
كلمات عابرة
Short Storyأريد لحظة انطفاء كاملة، لا يشوبها شيء، عدا التداعي المستمر إلى حين الاختفاء كليًا، أن أشعر بجسدي وحده يتقلص، وأن أنشغل بهذا طوال الوقت . . .