عاهة - 1

12.3K 354 206
                                    

__________


أستمعُ لِصوت أنفَاسي الصاخب ، يرتجفُ قلبي بوهَن ضعيف ، أشعر بأني أتهاوى لِسماع تلكَ الكلمات ، وأغرقت عيناي بدموعها المقززة وأردتُ التوقفَ لأني بمكان عام ، وبالتأكيد لن أود أن يراني أحد أبكي ، فهذا مُخجل لِرجل في العِشرينات !

أنظرُ بين الحِشود ، خائفاً أن يلحظ أحد دِموعي ، أسرعُ رافعاً كفّي لأُزِيلها بِخشونة وأدعو الربَ أن أستطيعَ السيطرة عليها ولا أنهارُ بالبكاءِ ، أمسحُها سِراً

وصرختُ بِقهر تَملكني غيرُ قادرِ على التماسكِ وأيقافَ هذه اللعنة ، لأقع على الأرضِ منهاراً ، لوحدي فقد تأخر كريس على عكس اليوم دائماً ما يأتي مبكراً ، أخرجتُ هاتفي بدموعي ولازلتُ جالساً على الأرضِ بِتبعثر ، ليسقط الهاتف من بين أناملي لِشدة توتري وأرتِجاف يداي ، وأقسُم بالربِ بأني أوشَكتُ على الأنهيار

أسرعتُ أقوم بِتتبع الهاتف بين أقدامِ المُشاة أحاول أمساكه ، لأقوم بألتقاطهِ جيداً وأحكم عليه ، وكل ما يشغلني هو جون وجون وجون ، وأنا أعلمُ بأني أصبحُ أكثر شَخص عاجز عندما أبكي وقد أفعلْ أشياء أندمُ عليها لاحقاً ! وأعتقدُ بأني سَأفعلُها

وبِرجفة يداي ، لا أستطيع النقرَ جيداً على الهاتفِ ولا أملكُ التحكمَ بأناملي ، وكنتُ على وشَك أن أقوم بالأتصال به وأتوسل له بأن يتوقف ، ولم أهتمَ لِكبريائي لأن شرفي أهمُ بِكثير من تلكَ التُرهاتِ ، ولكني توقفتُ للحظة ، عندما تذَكرت بأنه يفعل كل ذلكَ لكي يَجعلني أتوسلهُ الرحَمة

هو تجاوزَ الحد بأفعالهِ الشنيعة ، ولا أمتلكُ القوة لِتحمل المزيد ، بدأ الأمر يُصبح أكثر أيلاماً صَدقوني ، وضحكتُ بِجنون على حالي ولاتزالُ عيناي مبللةٌ بالقليلِ مِن الدموع ، وحالي مثيراً للشَفقة للغاية ، لكن لا أرى أحدُ يشفق علي أبداً

كم مُضحك بأن البعض يكرهونَ الشَفقة تِجاههم ويعتقدون بأنها تؤذي كرامَتهم ، ولكني أتوقُ لأن يشفقَ عليَّ شخصُ ما ويقومُ بِمواساتي ، وأن كان كذباً ، أريد الشعور بأني موجود على هذا الكون بِحق الرب كل ما أطلبه هو أن أعيشَ ما تبقى من حياتي بِسلام

وبينما كنتُ مشغولاً بتفكيري المُرهق لي والذي سيتكرر مراراً ، أقوم بمسح دموعي ، وأعد نفسي بأني سأتوقف عن البكاء فهي عادةٌ سخيفة ، ولم يَحدث شيء ! أجل كل شيء على ما يرام ، ولكني سأخلفُ وعدي مرة أخرى كما سابِقتها

ولم أنتبه لكريس الذي ركض سريعاً فور رؤيتي لِيقوم بحملي وأجلاسي فوق الكرسي ، ولم أنظر له بل أشعر بالخجل لِحالي المثيرُ للشفقة والقرف ، أنحنى بلطفهِ ممسكاً بيداي جالساً أمامي القُرفصاء ، وأشعر بغضبهِ الشديد ، وهو يغلي مجهزاً كلماتهِ اللاعنة والساخطة ، التي تحتوي حقد الكون أجمع

عاهة v.kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن