شَفَقة ! - 18

3.1K 191 64
                                    

_________________________________

" سافل ! "
نطق مهسهساً كلمتهِ تلك أمام وجهي بكل حقد ونظرات قاسية ، أرتجفتُ خوفاً من الغضب الذي يملأ مقلتيهِ وخفتُ منه ، عندما أكمل قائلاً ومتوعداً لي بعقاب
" ستعود للمنزل عاجلاً أم أجلاً وعندها سنتحاسب ! "

وأنقبض قلبي رعباً مما يخطط له ، ومن ماذا يفكر به ، وهل وهو غاضب مني لتلك الدرجة حقاً وهل سيقوم بضربي أم أهانتي بالكلمات ، أنا خائف وفي عقلي تتراكم الأفكار وعندها قام زيكي بالرد بينما لايزال يمسك بكوب قهوتهِ وكانهُ لم يسمع نبرة الحقد في حديث جون
" تعلم أني أمتلك سرير كبير يكفي لشخصين ! أعني منزلاً يكفي لي وله أن كنت بهذه الحدة هو لن يعود "

وأكاد أرى قرنين سوداويين يخرجان من رأس جون وبعيناه تسود غضباً ، هو أبتعد عني ثم تحدث بتهديد ساخر لزيكي قائلاً
" لا يزال وجهك لم يُشفى من الكدمات أتريد أن أصنع لك المزيد ؟ "

زيكي ضحك فقط ! هو قهقه بعدم أكتراث من كلمات جون ، وأنا أكاد أتبول خوفاً منه ، هو يرعبني ويخيفني عندما يغضب مني ، أخشى أن أتحدث بشيء ما ويغضب أكثر ، فيكفيني ما توعد به لي وأني لا أقوى على أحتمال المزيد

هو بعدها تحرك من المكان وتركنا ، وأنا بالكاد أستطعتُ أخذ أنفاسي بعد أن ذهب لأهدأ ، لا أصدق بأنه ذهب هكذا وبدون أي صراخ أخر ، أعجز عن فهم لما لم يكمل غضبه ؟

غبي تاي غبي هو في الشركة بالتأكيد لن يقوم بأفساد سمعتهِ بالصراخ على مشرد مثلي ، ثم أنه كاتباً مشهوراً ويهتمُ بسمعتهِ وحديث الأخرين عنه

وها هو زيكي أكمل الحديث بأشياء عدة ، وكأن جون لم يكن هنا ولم يقم بالصراخ ورمي كوب القهوة أيضاً ، وها هو يستمر بالحديث معي لوقت أطول ، حتى أنتهى موعد العمل كما أتضح وكما قال لي ، ثم أخبرني بأنه يحتاج للذهاب لمكان ما ، وأني سأذهب بسيارة الشركة

وها أنا أجلس في السيارة أنتظر أن أصل للعمارة جون ، ولازلتُ خائف كل كلمة نطقها جون لاتزال تتكرر بعقلي تؤلمني وترعبني بذات الوقت ، أخافه كالطفل الصغير ، أنظر من زجاج نافذة السيارة للأضواء التي تضيء الشارع المُظلم بعد أن حل المساء

وكان الطريق قصيراً للغاية فقط لأني أردت أن يطول قليلاً ، أعترف بذلك بكل صدق أنا لا أريد أن أذهب لشقتي التي وبالتأكيد الأن قد أصبحت حطاماً ، وقفتُ أمام البناية لبرهة وقررت بأن أذهب لمنزل كريس ، أجل سأذهب له ، عندها سيحميني من جون

وها أن أذهب لمنزل كريس في نهاية الشارع ، وتقدمتُ لأقوم بطرق الباب مرتين متتاليتين ، وها هي المرة الثانية ليخرج صوت من خلف الباب لأحدى الفتيات قائلة
" من ؟ "

عاهة v.kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن