07 • تنمر

3.1K 298 64
                                    

-
















" مخنث "

" فالتَمُت "

قضم شفتيه بقوة لسماع زملائه يُلقون عليه كلماتهم القاسية ، ذو الرابعة عشر عاش عامان شديدا الصعوبة مع بلوغه و آلامه ، لولا أن في إحدى المرات أتاه الحيض في المدرسة دون أن يعلم ، لم يُدرك سوى و ثيابه متسخة و ظاهره للجميع .

كُشف أمره و جنسه الثنائي ، بات عُرضةً للتنمر و الألفاظ القاسية أو محاولات التحرش و التعدي ، إستمر في التغاضي بصمت كأنه لا يشعر بشيء .

لكنه ينهار ، هو من الداخل ينهار ، يحترق ، يتدمر ، كل جُزيء فيه يتبعثر داخله ألماً .

لم يسمح لدموعه بالظهور أمامهم و تابع طريقه بصمت إلى صفه و الجلوس رغم همساتهم حوله و بعضها شتماً فيه .

إتسعت عيونه ما إن وُضِعت يد فوق صدره لتلمسه بطريقة قذرة فدفعها بقوة عنه و نظر لصاحبها بهدوء يعكس سخطه الصامت و إشمئزازه مما يجري .

" إلتزم حدك معي "

" إذًا إرتدي شيئاً يسترك جيدًا كالنساء ، مخنث "

قبض يده بقوة و قد فاق كتمانه قدرته على التحمل ليدخل في شجار قوي .

شجار إنتهى بيده مُلتويه لأنه ليس ذلك الشخص العنيف ، لقد خسره بجدارة لإندفاعه غاضباً .

حتى حين تم إستدعاء والديه لرؤية حاله المُثيرة لشفقة المُدير هو بقي صامتاً .

" جونغ كوك لماذا تشاجرت من الأساس ؟ "

" هل أصمت حين ينعتونني بالمخنث ؟ لأجل شيء ليس بِيدي ! "

إرتفع صوته بقهر و قد سئم الكتمان أكثر ، إمتلأت عيونه بدموعه ليفرك عينه بيده السليمة .

" لا أحد يفهم ، لا أحد يفهمني ، أريد جيمين "

بكى بصمت كل ألمه ، مضى شهر على سفر جيمين لإضطراره مع عمله و لم يَعُد بعد ، الوحدة المُميته كانت شريك جونغ كوك طوال هذا الشهر دون جيمين ، الشخص الوحيد حوله .

هو لم يعرف أنه عائد اليوم و حضر مباشرةً لإستقباله من المدرسة ، لم يعلم أحد بالأصح ، ما إن وصل هاتف صديقه و إكتشف أنهم في المدرسة و جونغ كوك منهار في الداخل لذا دخل رغماً عن الحارس .

لإستقبال الصبي الصغير المُنكمش فوق الكرسي يبكي وحيدًا .

" جونغ كوك ! "

رفع رأسه لسماعه صوتاً دافئاً إحتاجه الآن أكثر من الأوقات الماضية ، إحتاج صاحبه .

رؤيته قادم إليه جعل دموعه تزداد ليخفي عيونه بيده مُجهشاً بالبكاء في مكانه حتى بعد جلوس جيمين على ركبته أمامه و ضمه إلى صدره ليخفيه عن عيون الجميع كي يبكي كما يشاء .

نحيبه العالي إزداد مُتشبثاً بقميص جيمين الذي يتفقد إصاباته من الشجار ليشد عليه أكثر .

" ما الذي حدث له ؟ "

" خلال هذا الشهر تم إكتشاف أنه ثنائي الجنس و بات يتعرض للكثير من التنمر- "

" و لماذا لم تنقلاه ؟ أ تنتظران أن تنهار نفسيته و يتدهور حاله حتى يكتئب و يُقدم على الإنتحار كبقية المراهقين المُعرضين للإهمال ؟ أ هكذا تعتنيان بإبنكما الوحيد ؟ "

إنفعل عليهما و لم يترك جونغ كوك المتمسك به ، علاقة الأبوان تتدهور ، هو يعلم أن الصغير يتعرض للإهمال بشدة في علاقتهم التي تزداد إنطفاءً .

" لا بأس صغيري ، سَأُعيدك للبيت- "

" إفحصني ، لست بخير ، لست بخير جيمين ، يؤلم "

" سأفعل "

بادله الهمس بلطف و وقف يحمله بين يديه لِيُغادر به خارج المدرسة إلى سيارته مع والداه لإيصالهم معه .

" كل شيء على ما يرام جونغ كوك ، لا تبكي أنا معك "















-

مساء الخير ☕☁

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

مُبهم ∆ KOOMI +18 ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن