الفصل الخامس

267 8 1
                                    

الفصل الخامس
هل تصدق ما شاهدته وسمعته قبل قليل... لكن ها هو دليل ضربها محفور برأسه!! لقد توهمت انه شخص آخر .. هل فقدانه ذاكرته جعله هكذا!! كانت تجلس وحيدة بالغرفة تكاد تفقد عقلها لقد تركها وطلب ان تنتظر!! ..اعصابها على اشدها لا تعرف كيف تفكر أو تتصرف لتسمع صوت سيارة من الخارج !!
نهضت بقلق من مقعدها ليطل من الباب
" سنرى من على صواب...هنالك وميض وصور بعقلي لاحقتني خلال السنوات ..حان الوقت لارتاح هذا ليس معناه أنني صدقت ما قلته!!فلتستمعي لما سيقولونه الآن "
تركها لتقف قرب الباب الشبه مغلق ونظرت للوافدين أنهما
" المحامي والزوجة" كلهم جناة ويمثلون البراءة على الناس.. اذاً هي ايضاً ستعرف لماذا كذبوا عليه!!
" لما استدعينا هنا بالمزرعة؟"
رعشة انتابتها وهي تسمع صوت زهير كما سمعته بالمحكمة من سنوات وهو يتهمها انها عشيقة غضنفر ويثبت عهرها ...صرت على اسنانها وأنبت نفسها
" كفى جبناً لقد اختبأت سنوات عليك التغير ومواجهة الماضي "
لتسمع صوت غضنفر وقد بات حاداً
"اذاً انا تعرضت لحادث سيارة ووقعت بالنهر وفقدت ذاكرتي !! "
عندما لم يفهما مغزى جملته صرخ
" نمارق برهان ..هي من تسبب بالحادث!! ضربتني على رأسي ...هذا الجرح هو مسمار وليس زجاج سيارتي!! "
جلست رفل بصعوبة بينما ذُهل زهير
"نمارق من ضربك!! كلا لقد تعرضت لحادث تحطم سيارتك بسبب ادمانك الكحول ...وجدّك تكتم على الموضوع منعاً للفضائح وقتها ..اما المدعوة نمارق اختفت بعد المحاكمة ...اذا هي المجرمة كنت دوما أسال نفسي لما ذهبت وقتها لبلدة بعيدة عن العاصمة واحتسيت الكحول !!اعادت ذاكرتك حسناً كنا نتوقع ذلك بيوم من الأيام !! "
زم غضنفر فمه ....يا للغباء لقد فضح نمارق ليغير الموضوع
"ليس هذا المهم ماذا فعلت لتكذبوا هكذا وتكتموا الماضي ولما لم اسمع بها يوما!!"
ليجيب زهير بتوتر
"لمصلحتك لم نكن نريد أن تتذكر جرمك بحق المراهقة وتدمير حياتها "
خطف نظرة لمكان وقوفها غير مصدق التأكيد من زهير.... أي وحش هو ليفعل فعلته بدم بارد... لكن صمتهما يؤكد الامر الفظيع أهتز جسده وهالة الثقة التي كانت تبدو عليه انتهت تحشرج صوته
"كذب انا لا يمكن أن أفعل بفتاة شيئا مما تقولون "
نظر اليهم تعابيرهم تميته ...اتضح أنه أقذر من أي مجرم صادفه هتف باستياء
" الى أي مدى وصل انحطاطنا اذاً لأغتصب وتتسترون علي!!"
شخر زهير وهو يقترب منه
"انحطاطنا يا غضنفر !!كنت كبركان لا ينطفئ تفعل ما يحلو لك
اصبحت وحشاً مفترساً... هل نسيت ما فعلت لنا جميعا!! ليس فقط نمارق بل جدك ورفل التي تحملت ضربك وإساءتك واختك المسكينة تغريد يومان فقط اريتها العذاب ...توقف لا تنبش الماضي ...أنت ولدت من جديد وقد نسينا جميعاً الأمر "
ضحك بحزن لم يفهموه
"اذا نسيتم .....والضحية هل نسيت!!"
هز زهير رأسه بعدم مبالاة
"اخر مرة شاهدناها كانت بخير ..ماذا تريد اكثر قمنا بترقيعها وعادت بكراً لتتمكن من الزواج والان بعد أن اتضح أنها من ضربك لقد نجت من السجن بأعجوبة انها ماكرة جداً "
اغمضت نمارق عينيها ماذا تتوقع من محامي مثله لتسمع صوت لكمة قوية فتحت عينيها لتجد زهير طُرح ارضاً...ضرب غضنفر الحائط خلفه ومنع نفسه من ضربه مرة أخرى هو لم يعتد على العنف خلال تلك السنوات لكنه غير نادم ليهدر بغضب
"تر...ترقيع....ماذا قلت!! كيف نطقتها بوضاعة هكذا...ماذا لو كانت أختك او أبنتك يا للهول هل انت أنسان!!"
كانت نمارق تضغط على مقبض الباب شاهدت شحوب وجهه كان يضغط على رأسه بقوة يبدو انهم صدموه أكثر منها....
لينهض زهير غاضباً بينما رفل فضلت الصمت أضاف بحزن
"ولما فعلت ذلك هل كنت سيئاً لتلك الدرجة ابحث عن الفتيات الصغيرات واغتصبهن!!"
نهضت رفل تتحدث بقلة صبر لتمسك بذراعه
"ارجوك لا تعود ذلك الغضنفر القاسي فلتبقى كما أنت ....الحقيرة هي سبب نكبتنا وقلبت حياتنا رأسا على عقب فأزحها من عقلك كما حدث تلك السنوات"
ردد باستفهام "نمارق ماذا فعلت!! "
ضحكت رفل بحزن
"قصدتُ..........نبراس"
قطبت نمارق جبينها ليهتف غضنفر بذهول
"من هي نبراس ؟"
تحاول وراء الباب تذكر هذا الاسم لقد سمعته من قبل يا الهي!!.... لتعاودها الذكرى يوم اغتصبها لقد همس باسم نبراس بأذنها كان يناديها بوجع هي لم تتنبه بسبب مصيبتها.... لكن من هي لينتقم لأجلها؟ انها لا تعرف احد بهذا الاسم لا من مدرسة ولا جيران ولما حملت ذنبها؟ لتنظر تجاههم عل المحامي الدنيء يعرف..........هزت رفل رأسها بامتعاض تنظر لزهير
"سنوات ارتحنا من سيرتها والأن تسال!!لا أفهمك هل تجد صعوبة بربط الماضي.. انها حبيبة عمرك وروحك حبك الاول هي من أنتشلك من ماضيك المفزع وجعلتك تنسى احقادك وخوفك واتفقتما على الزواج رغم اعتراض جدي ورفضتني لأجلها.... لكنها ماتت الا تتذكر ألم تقل انك استعدت ذاكرتك!!"
شهقت وهي ترى ملامح وجهه
" لم تفعل !! عرفت من لكمتك الفاشلة انك ما زلت غضنفر الرجل المسالم....لكن كيف عرفت من اخبرك بالماضي؟ "
نظر اليها كانت قبل قليل تريد قتله بكلامها ...زوجته رفل تحولت فجاءة لحاقدة عليه لتعود ملامحها للهدوء رفع يده يشير لرأسه
" تذكرين أن الطبيب أخبرني أن هنالك ذكريات ممكن تطفو فجاءة بعقلي واليوم مرت ذكرى نمارق وصدمت....اكملي لما غضبت أن كانت نبراس ماتت أنه قدرها "
نظر زهير لرفل بتوتر والتي سحبته بقوة معها ليمسك غضنفر بكمه
"توقف زهير أخبرني "
"لا ......اعتقدت بأنك تذكرت كل شيء لذا تحضرت لمواجهتك مواجهة غضنفر القديم لكن ما دمت لم تعد لا داعي.... جدك منعنا من الافصاح بشيء انه سيؤذيك فقط ...يجب ان لا تنضغط فالعمل يحتاجك"
نظر اليهم بسخط
"كل ما يهم جدي هو تكبير الثروة اليس كافياً هذا عليه... علي معرفة ماضيي وما فعلت وما ارتكبته من أفعال وكم ضحية راحت بسببي اخبروني ارجوكم "
لكنهم تركوه رغم توسلاته كان منظره بائس بشكل لا يصدقه عقل افترش الارض وكأن قدمه لم تعد تتحمل وزنه ... لم يكن يكذب اذ أنه شخص مُليت عليه ذكرياته ليعود زهير يتلفت للخلف وكأنه هارب من شيء
" سأفعل شيء على غير عادتي لكن لا يهم أنا ايضاً اريدك أن تكتشف ما يخبئه عنك جدك.... هذا عنوان بيتها لكن احذر يا غضنفر فما ستعرفه سيحطمك أكثر انه خيارك "
بعد مدة يجلس امام الباب صامت يقلب بالورقة ينظر للعنوان ظهرت نمارق حاسمة أمرها اليوم كان ليس ما أرادته لكن فضولها اقوى من فضوله هي نسيت حتى أن تخبره سبب مجيئها لقد توقعت كل شيء الا أن ينحرف المسار .... شعر بخطواتها المترددة لينهض وشبح ابتسامة بانت على محياه التقت عيناهما
"هذا اذاً سبب ارتعاشك ونظراتك وكأنك مساقة للذبح... ها هي عيونك تخبرني أنني معذبها... قولي انه كذب ما تقولون... أرجوك لا تؤلمي قلبي"
رغم المرارة والتوسل لكنها حقيقته.. امسكت بقلبها تضرب عليه بقوة ونبرة حادة مليئة بالحقد بانت لقد مس شيء عميق عندما قال لها انه متألم
"الالم هنا وليس عندك "
بكت وهي تتكلم قهراً اخرسه وزاده كرباً
"انت مستجد على عالم الألم, ماذا... اؤلمك يا غضنفر عز الدين !!هل تعلم معنى الكلمة اصلاً"
احنى رأسه وكأنه يريد الهرب مما سيسمعه لتضيف من بين أسنانها
"حتى لو أخبرتك الان لن تشعر... مجرد كلمة جعلتك محطم اذاً ماذا عني اغتصبتني فجعلوني عاهرتك فقاتلتك وبعدها نفيت كحيوان شريد...ما رأيك من عليه ان يريح من!!"
صرخت صرخة مدوية نهاية حديثها ليحل بعدها صمت غريب لتعي على انفعالها ...لأول مرة بحياتها تجرأت وتكلمت دون خوف كانت ستسهب وتبوح بمكنونات صدرها وفجاءة تطلعت للرجل امامها... أنه مهزوز يده ترتجف عيناه بهما فضول ونكران... رجل تجزم أنه حتى لا يعرف ما يحصل معه ....صمتت ما الفائدة وهو لا يذكر فعلته!! الرجل الجديد لا يشعر بوجعها ولو كان القديم كان سيؤذيها وايضا لم يكن ليشعر بوجعها....... لم تكن هذه هي الخطة كانت عبارة عن تهديد وابتزاز ومساعدتها رغماً عنه...احنت ظهرها واستسلمت ستترك المكان ...اوقفها يطوي الورقة ووضعها بجيب سترته وهو يرتديها
"لنذهب لبيت نبراس لنعرف اكثر عنها "
ارتعبت تستدير رافضة "لن اتي معك أنا كنت جئت..."
شهقت وهو يمسك ذراعها
"أنتِ من جئت ورميت القنبلة بوجهي ساعديني اما بإيقافها او اكملي وفجريها بالجميع"
ابعدت نفسها مشوشة لما يتكلم مجازياً!! وبلهجة خافتة يائسة اخبرته عله يتركها
" اعرف شيئا بسيطاً لقد كنت تناديها ...."
هز رأسه مستفسرا لتكمل بتردد واضح لقد قالت الكلمة من قبل لكن لا تعرف لم تعد تريد أن تعيدها
"وانت تغ....تغتصبني همست أسمها بأذني كثيراً انتقمت مني لأجلها هذا ما استطعت ربطه ...لكني متأكدة اني لا أعرفها"
زم شفتيه يحاول السيطرة على ما يقول
" ماذا قلتِ؟ همست !! كيف اغتصبتك وهمست باسم حبيبتي لا أفهم "
نظرت للجهة الاخر تعض على شفتيها لما تجعل نفسها تعاني مرة اخرى أنه فعلاً يحاول تعذبيها بدأت بقضم أظافرها
"اعتقد الأن ....انك ربما تخيلتني نبراس "
شعرت بخفقان بقلبها وكأن صاعقة ضربت دماغها بعد جملتها أنها تحلل وتحاول أيجاد قصص وراء اعتدائه المتوحش ...عادت خطوة للخلف وصرخت وقد بات جسدها كله بصدمة
"تباً ما الذي فعلته لتجعلني أقول هذا الشيء !!ابتعد عني ولا تتكلم أكثر جعلتني أبرر أجرامك "
ينظر اليها وليس بحال أفضل منها للحظات هي نسيت فعلاً واسهبت بتحليل جريمته ليضيف بيأس
"لا أعرف ما اقوله صدقيني ولا أعرف لما لا تحملين شيئا الان وتقتليني بعد أن صح كلامك... لكن تخيلي ان يأتي شخص في يوم يخبرك أنك مجرد مغتصبة وحقيرة ومجرمة كيف ستتقبلين الخبر..."
زفر نفسا يائساً
"اريد سؤالك كيف تتحملين النظر بوجه مغتصبك الآن!!"
التفتت توقفه بإشارة من يدها
"لو لم يكن هنالك شيء اعتى وأنكى من رؤيتك لما ظهرت بحياتك حسناً لنعرف ما صلتي بنبراس علي افهم وأستريح".
.........................
يجلسان بالسيارة من فترة لم يتحرك زهير من امام المزرعة هتفت رفل بغضب
"لم لا ننطلق ما بك فجاءة أم انك تفكر ان الماضي سيعود "
شخر هو تمنى في يوم أن يعود غضنفر القديم لكن للأسف لم يحصل واليوم هنالك بارقة أمل لذلك ساعده وعندما يبدأ الطوفان لن يعرفوا من السبب به .... لم يلتفت اليها فأمر آخر كان يزعجه ضغط بكلتا يديه على مقود السيارة
"كنتِ خائبة الظن هناك...رايتك كيف أجفلت عندما اعتقد تيه عاد والان ارتحت أن زوجك المحترم مازال هو نفسه ...كم تغيرتِ يا رفل ام لأنني طوال تلك السنوات بعيد بسبب سفراتي فمستغرب أمرك!! "
تطلعت اليه بدهشة
"الى ماذا تهدف أخبرني هيا لا تلف وتدور"
"منذ زواجك تركتني فقط لأنك وجدت فارس أحلامك حتى لو كان معاق وذكرياته كلها كذب ونحن من كونها .... لكن معقول ما فعلته اليوم احسست بحزنكِ الواضح!! هل احببته بهذا السنوات ولا تريدين خسارته اتذكر من عشرة سنوات يوم فاق بالمشفى لا يعرف اسمه حتى واخبرته أنك الصديقة والخطيبة المحبة يومها أخذك بأحضانه يبتسم كطفل بريء ومن يومها رميتي انتقامكِ كالغبية ورميتني معه "
ضحكت بهستيريا جعلته يغتاظ اكثر
"هذا على أساس أنك عاشق مجروح.... انا وجدت ما اردته أربعة سنوات خطوبة رائعة وستة سنوات حتى الآن زواج سعيد صحيح هو لا يعشقني لكنه يحاول اسعادي بشتى الطرق.. اما أنت فمستفيد مثلي نقود عز الدين أولاً وثانياً تسليتك تغريد وحبكما المستحيل... آه صحيح سمعت انها وجدت تسلية جديدة من شهور وانت لم ترها منذ تركتك لهذا قررت فجاءة أن تفتح حكايات قديمة مثيرة للشفقة ....حسنا انا لا أريد لغضنفر ان يتذكر أريده هذا زوجي المحب المرح والهادئ والذي يسعى أن يجعل كل من حوله مرتاحين وسعداء افهمت لننطلق ولا تمثل هذا الدور فليس لائقاً عليك"
باستسلام وحقد دفين بنبرته
"اعتقدت انه فعلاً بعد سنوات سنحقق ..."
"اذا انسى انا وأنت من البداية لم نكن مناسبان لبعض ثم أنك ضعيف وانا أضعف منك لنستطيع اسقاط امبراطورية عز فلتصمت من الأن وتترك كل شيء... هيا لدي يوم واحد لتحضير حقيبتي ...جدي اخبرني ان أتبعه للبلدة غداً لنتحضر لحفلة بعد غد ونسعد الملكة المتغطرسة تغريد "
"ماذا ستقولين لزوجك ثم الا تشعرين بريبة لما لم يُدعى غضنفر للحفلة ها!! لما هذا التكتم اجزم أنه سيسلمها كل ممتلكاته "
ضحكت "غضنفر يعرف انني ذاهبة لمراعاة جدي ولن يعترض أما عز الدين اصبح خرف بهذه السنوات فليفعل ما يريد بثروته فما سيحصل ....سيحصل قريباً رغم أنفه هيا"
انطلق وهو يكز على أسنانه يهمس لنفسه
" انتِ وتغريد كلتاكما أستغلني وقت بؤسكما وعندما وجدتم آخرين يملئون الفراغ رميتموني كقمامة لكن تغريد أن حصلت على كل شيء لن أتركها وسترين ".
......................
وصلا المنطقة المذكورة بالعنوان ووقفا أمام بيت قديم ويبدو مهجوراً كانت نمارق تجلس بالمقعد الخلفي لقد اصرت على ذلك وصمتت منذ خروجهم من المزرعة فهي للآن جسدها لا يطاوعها لتقترب
هو ايضا كان بعالم آخر شارد الذهن نزل من السيارة وتبعته بهدوء بعد عدة رنات للجرس ظهرت عجوز على عكاز
"من هنالك اخبرني فنظري ضعيف لأميزك"
جلى حنجرته ودهشته كانت واضحة لم يتذكر شيئاً .. اعتقد بمجيئه ستراوده صور مثل كل مرة يذهب بها لمكان قديم لكن هنا لاشي !
"السلام عليكم اليس هذا بيت نبراس رحمها الله"
وضعت العجوز يدها على قلبها وهي تتقدم بخطوات ثقيلة وقفت خلف الباب الخارجي تنظر اليه تحاول فتح عينيها كأنها تريد التأكد
"أنت..... غضنفر!! "
اشرقت أساريره انها تعرفه ... استدار لنمارق يشير لها أن تقترب
لكنها كانت متوجسة شعور غريب يراودها لتفتح العجوز الباب من خلفه هتفت نمارق
"انتبه!! "
حاولت ابعاده بسرعه لتهوى صخرة على ظهرها!! صرخت من الألم وتعثرت ليلتقفها غضنفر وتستقر بأحضانه.....
كانت العجوز تصرخ وانحنت مرة أخرى لتلتقط من الاحجار المتكدسة داخل منزلها ليقوم غضنفر هذه المرة بالالتفات ومحاولة حماية نمارق لتمسك بيدها امرأة تخطف الحجر الكبير وتسحبها للداخل بالقوة.... نهض مصدوماً ساحبا نمارق المتوجعة معه حاول أن يشاهد مكان جرحها لتجفل مبتعدة عنه ..احس بجسدها ينتفض ليس السبب الجرح بل منه!! لقد نسي شعورها صوبه لأن عقله مازال ينكر أمر اعتدائه عليها ...اشار بأصبعه السبابة نحوها وهتف بحدة
"هل انت مجنونة كيف قفزتي لتأخذي الضربة بدل عني!!.... الان عرفت لما أنتِ بهذه الحالة المزرية"
كان تمسك بظهرها غمغمت بغضب
"انا ايضاً مغتاظة من نفسي كيف حميتك وأنا مناي موتك!! لكن عذري أنه رد فعل لا إرادي ...هنالك بشر لديهم ما يسمى بالإنسانية حتى مع اعدائهم وأنا نادمة الان"
اغمض عينيه بقوة كان بيت نبراس من سيريح عقله لكن بعد هذا المشهد العاصف يبدو أن لا مجال لكشف الحقائق عليه ملاقاة جده ولو أنه سيكون صعباً فعز الدين لن يبوح بتلك السهولة هو يعرفه جيدا هو بالكاد يتحدث معه كل فترة واخرى استدار للسيارة
"لنذهب للمشفى لابد أنك تتألمين "
لتناديهم المرأة نفسها التي خرجت منذ قليل قدرت نمارق انها بمطلع الثلاثينات يا ترى هل هي قريبة نبراس !!
"تفضلوا لقد نامت الخالة ارجوكم سامحوها "
رفضت نمارق واستدارت ليلحقها غضنفر نادت المرأة
"على الاقل لأعالج جرحكِ "
هزت نمارق رأسها مبتسمة
"لا لا تهتمي شكراً "
نظرت المرأة لغضنفر وبنبرة عتب
"عجيب أمرك بعد سنوات طويلة ومؤلمة من موت نبراس وتريد أن تستقبلك والدتها وكأن شيء لم يكن!!"
تسمر بمكانه لينظر اليها
"هل تعرفينني!! "
لم تفهم ليستاء من هذه النظرة ......مرة أخرى اليوم هنالك من صُدم به بشكل غير معقول وباتت هذه الجملة مؤلمة ليقولها لتهتف نمارق من بعيد
"أنه فاقد لذاكرته "
..........................
ظهرت نمارق والمرأة الاخرى ويبدو انها عالجت ظهرها ...احضرت لهم الشاي وجلست لتلوح ابتسامة حزينة على وجهها وهي ترتشف من كوبها... الفضول كان يتآكل غضنفر ويبدو ان كل شيء سينكشف نظرت تجاهه
" حسنا بما أنك لا تذكرني انا كنت موجودة ساعة انهيارك وموتك البطيء"
نظر بتعجب صوبها اومأت براسها
" لنعد للبداية أنا جيرانهم وكنت صديقة مقربة لنبراس هي لم يكن لديها سيرة غيرك كانت تعشقك انت أول حب بحياتها وكنت الاخير ايضاً... أيامها معك كانت الأسعد كانت متوهجة متفائلة تخبرني عن مخططاتكما واحلامكما ... كانت تقول أنك شاب لاتشبه أبناء جيلك طيب القلب ونبيل ومحترم لم تطلب منك شيء الا وحققته لها....المعاناة التي عاشتها والعوز أنت انتشلتها منها.. كنت اناديها "بسندريلا" وكل صديقاتها حسدنها بسببك وكرهنها كان الجميع يقولون انك كثير عليها وفعلاً لم تهنأ بك ولا بحبك "
احتضنت عدة صورة جلبتها معها ورفعت أحداها وارتها لغضنفر علّه يذكرها
"اخر صورة لها اخذتها بمنزلنا وكانت بأقصى مراحل سعادتها.. في هذا اليوم أنت عرضت عليها الزواج فقد قمت بعمل حفلة مفاجئة لها بجامعتها ونويت ان تأتي لخطبتها قريباً"
اخذ الصورة الفوتوغرافية يحدق بالفتاة لكن لا شيء ولا حتى وميض معقول فترة سعيدة بحياته لا شيء ليذكره!!حاول عصر مخه لكن لا أعاد الصورة ليتكرر السؤال الملح لما غضب لموتها!! لتضيف وتحولت نبرة صوتها لوجع
"في يوم سمعنا دقات قوية على بابنا الخارجي كانت الخالة أم نبراس تقف تضرب وجهها تصرخ
" أين زوجك سيذبحون أبنتي "
أبي كان شرطي المنطقة... للأسف لم يكن موجود ولم تكن هنالك تكنولوجيا سريعة مثل الآن لنعرف أين هو وبأي دورية ...لنركض نحن النساء وصلنا لبيتهم كانت نبراس هنالك أرضاً وجهها يغطيه الدم والدها يضربها بحذائه ويقف واصف شقيقها قرب المطبخ وعلامات الشرر تتطاير من عينيه ....دخلنا حاولنا سحبها من بين يده... ضربوا والدتي وخالتي وشدوا شعري وحبسونا بإحدى الغرف.... كانت نبراس تنظر الينا تستنجد المساعدة ... كنا نضرب زجاج نافذة الغرفة علنا نكسره دون فائدة ليقوم واصف بسحبها من شعرها ويخرج بها الى الحديقة الخلفية حيث بالوعة صرف المياه ليمددها هنالك ووالدها لم يتوقف عن رفسها بقوة ليخرج سكينه ويسلمها لابنه
"اغسل عارنا يا أبن ابيك وأرفع رأسي بين الناس"
كتّفها والدها ليسهل نحرها على شقيقها لم تطيل الالم فأخرجت روحها سريعاً لبارئها ....المجرمان عيّنا نفسيهما قاضيان ونفذا الحكم الظالم دون شفقة أو رحمة ليُكشف بعد ذلك ان نبراس مازالت بتول فاعتبروهما قاتلان وليس كما قالا أنها جريمة شرف واعدما بعدها "
انهارت الصديقة أمامهما تبكي ذكرياتها الموجعة كانت نمارق تبكي معها تحس بألم يشق صدرها اما غضنفر الذي كان ينظر للصورة كان متأثر بشكل غريب لتضيف المرأة
"الناس من يومها وهم يبصقون على منزل الخالة يسبون زوجها وأبنها حتى بعد موتهم ....لم يعد احد يسأل عنها انهم يكرهونها لأنها تذكرهم بالجناة المعدومين الضمير فنبراس كانت مثال للفتاة الشريفة جريمتها فقط انها أحبت..... لقد بقيت معها من يومها مسكينة اصبحت شبه مجنونة تضرب رأسها تارة تبكي تكلم نفسها بالشوارع تارة أخرى "
شهقت بنشيج عالي
" ذبحها شقيقها بسهولة !!أول مرة أرى مثل هذا الشيء ما هذه الوحشية يدعون الشرف والدين والإسلام برئ من أفعالهم هذه... أردت ان أخبره يا واصف انها أختك الصغيرة... أختك التي تعشقك كانت ترتب ثيابك وتغسلها تقدم لك طعامك.. تدلك ظهرك عندما تكون متعب تسهر على راحتك ....كيف طاوعك قلبك ولماذا ماذا فعلت لتستحق أن تنحر كالحيوان!! "
احس غضنفر بجسده يهتز من هول ما يسمعه جاء صوته خافتاً
"الم تقولي اني كنت سأتزوجها اذا لماذا ؟نحن حسب قولك لم نفعل شيء خاطئ!! "
زفرت نفساً مؤلماً لتضيف
" كان عليك ان تعرف أنك من عائلة تختلف عن عائلتها... ان في عرفهم لو أحبت أبنتهم معناها فرطت بكل شيء له لذا كان من الافضل أن تبحث عن فتاة تشبه عاداتكم وتقاليدكم فعشائر المدينة تختلف عن عشائر الريف!!"
لم يتقبل الأمر وهذه الاتهام المبطن وقف مستاء بشدة
" أي تقاليد وعادات تتكلمين عنها كنت سأتزوجها بالحلال صح!!"
نهضت الفتاة لتجلب صور أخرى لكن غضب كان يعتليها هذه المرة لترمي الصور على الطاولة
"هذا ما جعل نبراس تُقتل ....صوركم بالحفلة وركوعك لتتقدم لها مع باقة الزهور!! ...حبها لك كلفها حياتها اذاً الحب الذي حُسدت عليه لم يكن سوى لعنة ......من صوركم كان متأكد ان نبراس من عائلة لا تغفر لبناتها مثل هذه الفعل ويقتلوهن دون أن يسمحوا لهن بشرح أو توضيح أو حتى تصحيح خطاءهم أن وجد"
ليسمعوا همساً مريراً من بعيد
"اخبرني انها غلطتي ....أخبرني زوجي يومها وهو يضربني يا ليتك يا أم واصف لم تلديها يا ليتني وأدتها يوم ولدت... هذا ما جنيناه من العيش بالمدينة والتعليم ..النساء مكانهن المطابخ وخلقن للإنجاب فقط...الآن ماذا لدي ابنة عاهرة نكست رأسي "
نظروا للمرأة العجوز لتواصل كلامها
"نصف ساعة فقط من ضربه لي ولومه وحتى فارقت ابنتي الحياة نصف ساعة غيرت عمري بأكمله "
وكأنها سمعت شيئا خلفها
"انت جائعة حسناً انا آتية فقط أودع ضيوفنا ....آسفة منكم يجب ان أطعم صغيرتي نبراس هي جائعة الأن فلم تأكل يومها شيئاً اخذوها من على طاولة طعامها "
اختفت العجوز لتقترب صديقة نبراس من غضنفر ونظرات شفقة رمتها هذه المرة بوجهه ليشعر بالريبة
"اتعلم انك أكثرهم من جعلنا نبكي ونتألم ....يوم جئت هنا غير مصدق ان حبيبتك ذُبحت... كنت تبكي أمام بيتها وتناديها لقد ابكيت كل من كان موجود وقتها عليك ...لم نرى رجلاً يحب امرأة هكذا فغيرك كان سينسى ويعيش حياته... هنالك فئة من الرجال بعد أسبوع من وفاة زوجاتهم يذهبون ليخطبوا ويسعدوا بحياتهم لكنك انهرت بشكل بائس على مجرد حبيبة!!.... يومها اخذتك للطب العدلي حيث كانوا ما زلوا يجرون التحقيقات لتكتمل معاناتك حيث قمت بخطف جثتها من الثلاجة واقفلت الباب عليك داخل المشرحة وبما أنك معروف للجميع "مصارع البلد المشهور" اتصل الضابط بجدك ومحاميك اللذين طلبوا من ادارة المشفى تركك لقد كنت تحتضن جثتها الليل بطوله!! تبكي وتصرخ وتتكلم بأمور لم يفهمها أحد وعندما اقتحموا عليك الغرفة وسحبوها من بين ذراعيك ...."
جلست ودموعها مازالت تذرفها وسط تمزق قلوب غضنفر ونمارق من المأساة
"عرفت يومها أنك مت.... لقد مت هنالك بالمشرحة مع حبيبتك لهذا كانت نبراس تقول انك مختلف لأنك ببساطة عاطفي جداً تتبع قلبك بسهولة .... تركوك وقد اصبحت لا تردد سوى جملة .. نبراس سامحيني.... سامحيني لأني تأخرت...اتساءل لو لم تسلم الصور لوالد نبراس لكنت ممكن خطبتها وممكن وافقوا عليك من يدري"
نهضت نمارق بقوة احست بدمها جف بعروقها
"هل لديك صورة لوالد نبراس؟"
قطبت الفتاة جبينها لتلتفت للمنضدة تشير لصورة تتبعتها عيون نمارق لتركض نحوها ملهوفة "هذا هو متأكدة!! "
نظرت لغضنفر واحست بالتحطم
" لنرحل أرجوك "
لم يستطع احد بعد كشف اسوأ حقيقة بالاستمرار بالحديث.....خرجا من المنزل و قبل أن يستقلان السيارة ضرب غضنفر اطارها بقوة
"يا ألهي اتمنى لو لم يعدموهم بسرعة بل كانوا عذبوهم هل يوجد بشر هكذا !!لما لم يقتلوني اذاً معها لم تحملت الذنب وحدها!! "
كان يتألم لينظر لها "تستغربين تصرفاتي لأني لا اذكر الأمر "
همست بوجع
"بل أحسدك الان لأنك فاقد للذاكرة ...ماذا فعلت يا ربي"
انتبه لوضعها انه اسوأ من وضع الفتاة والأم بالداخل انها شاحبة ويبدو عليها المرض
"ما بكِ اخبريني!! "
نظرت اليه نظرات معذبة وغريب انها لم تجفل عندما دنا منها
" أنا من سلم المغلف "
.........................
"توقف ...هذا هو المكان"
نظر للعمارة القديمة ليحس غضنفر بالاشمئزاز ليس فقط من المكان بل الجو الخانق المحيط ..انه مكان لتجميع النفايات!! كيف تعيش هنا !!ليشعر أنها مازالت مفصولة عن العالم منذ اخبرته أنها من سلم الصور لقد تحولت من مجرد خائفة مشوشة لشبح امرأة ميتة..... انه متألم مما عرفه عن نبراس لكن ليس مثلها ... هنالك اسئلة تدور برأسه جده فقط من سيجيب عليها... نظر اليها بالمقعد الخلفي تنظر لراحة يدها بحزن لكن ....لما هذه الفتاة سلمت المغلف هو فقط لا يعرف كيف يجعلها تتحدث... نظر للصورة التي أعطته اياها صديقتها منظره السعيد وهو راكع يقدم الورد لحبيبته ...يا ليته يشعر بألم فقدان حبيبة عمره أم افضل انه نسي!! مشكلته وكأنه يسمع عن شخص آخر يتمنى الآن ان يتذكر كيف كان حاله بعد فقدان نبراس لتتوضح صورة واحدة امامه حاله كان لا يعقل!! ...هل غضبه عندما علم من فضحت حبيبته جعله يؤذيها هكذا.... هل فعلاً سدت الابواب بوجهه ليغتصب ويحاول قتل نمارق!! التفت يتطلع لحالها كانت تمسك بخصلات شعرها بقوة بكت تتمتم دون وعي
"يا ليتي مت ولم أعرف"
آهات اطلقتها جعلته يشعر بمدى تعاستها
" آه سآخذ ذنبك معي للنهاية يا نبراس.... هذا اذاً ما كنت تعنيه "قاتلة" كيف لم انتبه !!كيف!! "
انها تعذب نفسها حاول ان يكون اكثر هدوء منها
"توقفي ما الفائدة من البكاء ؟ هل ستعود الفتاة مرة أخرى!! "
نظرت اليه بعدم تصديق
" تسببت بمقتل فتاة بريئة واعدام شقيقها ووالدها والأم اصبحت شبه مجنونة ولا أحد يقترب منها ومن بيتها وتخبرني ان أتوقف!! انا أشعر بأن الدنيا انهارت علي ... انا أنهيت عائلة بأكملها!! قتلتهم وعشت حياتي يا الهي انا أسوء من ذاتك القديمة بمئات المرات"
احنى رأسه وسمح لها بالبكاء علها تخفف شعور الذنب المفروض انه طرف بالقضية ...لم يستطع اخبارها بأنها لاقت جزائها فالكلمة صعبة لينطقها... صعب أن يقر بأنه ارتكب مثل هذا الإثم لكن لا يعرف لما نطقها اخيراً
"انت دفعت الثمن غاليا يا نمارق ...من عليه الشعور بالذنب هو أنا من نجوت من العقاب يبدو انني أحببت من ليس من حقي حبها أنا من جنى عليها"
نظرت بتعجب اليه لقد قالها اخيراً رغم انه لا يذكر ذنبه مع ذلك اعترف.... لكن هذا لا يخفف خطيئتها تنهدت بتحسر
"الآن عرفت لم انقلبت حياتي رأسا على عقب.. استحق ما حصل لي "
ضربت رأسها براحة يديها ذات أثر السكين نظر للأمام لم يعد يتحمل منظرها وبلهجة حازمة
"لما سلمتيه؟ "
مسحت دموعها عليه أن يعرف هي لن تنكر جرمها...سردت له عن عائلتها وحبها لمازن والذهاب لمكتبه كل يوم بعد انتهاء المدرسة وهنا بدأت القصة غصة مؤذية تخللت صوتها وهي تحكي ماضيها
"ظمياء زوجة ابن خالتي مازن كانت تعمل عنده مساعدة يومها لتوفير مصاريف الجامعة ...اخبرتني أنني لو اردت دخول كلية القانون وأتي للعمل عندهم أن تجربني أولا وعينتني بمكتبهم متدربة لإيصال المغلفات والاوراق وبعد ان أتخرج من الثانوية والتحق بالجامعة سيتغير عملي ويتطور ...في ذلك اليوم كانت ظمياء على غير عادتها يعتليها الغضب...اعطتني مغلف يحوي صور انا لم أراها أو لم يهمني الامر اصلاً واخبرتني أن أوصله لعميل واعطتني عنوان عمله اذكر جملتها "يجب أن تسلميه للرجل اياك والعودة دون اتمام المهمة "وفعلاً سلمت المغلف بالبداية رفض الرجل وأعتقد اني امزح لكني أصريت ودسسته بيده ... تركته وانا سعيدة لإنجاز عملي ..كنت ركبت سيارة الاجرة ادندن بمرح فاختطفت نظرة اليه كان حاله مخيف وهو ينظر لما بداخل المغلف... لم أبالي كل همي انني نفذت امراً لمازن وسيفخر بي لم اعتقد أنني جلبت الموت للعائلة"
صمت مطبق حل عليهم هتفت من بين شهقاتها
"كان عليك قتلي بالمزرعة عندما علمت بأمري"
هدر غضنفر بسخط
"توقفي حالا ولا تهذي لنفكر جيداً بدل هذه التراجيديا ...السؤال من اخبرني بأمرك؟ المفروض انك سلمت المغلف ورحلت والاشخاص الذين يعرفون بالأمر مازن وظمياء!! ولماذا زوجة مازن انتقمت من نبراس وما علاقتها بها"
نظرت اليه بإحباط "هذا المفروض ظمياء تجيبه لكن... "
"لكن ماذا"
"ظمياء تعرضت لحادث .... احترق منزلها منذ شهور فقدت فيه ابنتها الوحيدة وهي حالياً بالمشفى هاربة...حالها مؤلم وهي من ارسلت أبن عمها ليقتفي اثري ويعيدني للبلد... لكن لم تخبرني عن نبراس"
"اذاً ماذا اخبرتك ولما جئت اليّ لما لا تقولين كل ما بجعبتك لقد تعبت فعلاً"
زمت شفتيها بقوة
"تعبت بسبب يوم واحد!! انا من سنوات أعيش بهذه الدوامة التي لا تنتهي والآن يدي الملطخة بالدم ماذا سأفعل "
"اسف... اسف أرجوك لا تنفعلي ولا تبكي أنت لست مذنبة أنت كنت أداة لشخص حقود ولئيم عرف بغبائك وحبك المستقتل لمازن فعرف كيف يستغلك وأيضا المسكينة نبراس كان لديها أب وأخ ليسوا من صنف البشر ...وهكذا أجتمع قساة القلوب مرة واحدة عليها فكانت هذه النتيجة"
هزت رأسها بأسف "اذاً اليس من المفروض ان اعاقب لغبائي!! لما أنا فوق التراب ونبراس تحته!!"
لم يجد ما يقول الموقف صعب حتى عليه هو من فاقد لذكرياته ...حاول تغير السؤال
"اذاً ماذا حدث لتأتي الي!! "
"اخبرتني ظمياء أن مازن هو من حرق مكتبه بالماضي ووقتها اتهمكم عمي بالفعلة ...الخطة هي لفك الوديعة لأنني كنت ساذجة واشعر بالذنب لديونهم المتراكمة سلمتهم كل ارث والدتي صحيح لم يكن كثروتكم لكنه جعله يبني شركته الصغيرة وتركت بدونه معدمة.. اليوم شركته تلك صارت عملاقة وتحت أسم أجنبي ...وقت ضربتك بالمسمار تعمد أن يرميني خارج البلاد ورموك بالنهر رغم علمهم انك مازالت تتنفس حتى اظل هاربة وخائفة وبعد مدة من نفي أرسل مسلح لقتلي وكنت محظوظة للهرب لأحدى القرى ....ومن شهور عدة ظمياء كانت تبحث مع أبن عمها وكم محقق ليجدوني لم يكن صعب فالدولة صغيرة وانا ذات الملامح والبشرة الغريبة بينهم"
تصاعد غضبه من المدعوة ظمياء
"جعلتك تسلمين المغلف وساعدت بأذيتك لما اعادتك الم تخافي منها؟ يبدو لي أنها تدبر لشيء خطير"
نظرت لخارج نافذتها
"لم أخف لأنها اخبرتهم اني مت هنالك بأفريقيا لكي أعيش حياتي ...يبدو بالنهاية كان لديها بقايا ضمير "
سأل وقد تحول الموضوع الان ليس لمجرد اغتصابه لها بسبب نبراس هنالك شيء جلل
"هل مازن هذا مصاب بمرض أم أنه مجرد مهووس بالقتل"
دموع صامتة نزلت واسم من كان حبيبها يذكر كمجرم الآن
"لم اعرف لما يريد موتي لم تخبرني رفضت بشدة ....هو من احرقها لأنها اصيبت بالغيرة وجعلت أيامه صعبة فمنذ شهور أصبح على علاقة بواحدة اخرى فكان دور ظمياء أنتهى بالنسبة اليه"
هتف غير مصدق" يا للسخرية لو لا علاقة مازن الجديدة لكنت مازلت منفية ...اكملي لأرى نهاية هذا الفيلم الهندي المزعج"
تجهمت ملامحها ليعتدل بجلسته يتأسف ويشير على فمه بانه سيغلقه
"زلة لسان سامحيني فلقد كان يوماً غريب جدا عليّ"
" ما جئت لأجله انه يخطط للاستحواذ على مصانع جدك لقد اشترى عن طريق تلك الشركة أسهم منكم بالفعل ويبدو أنه قريبا جداً سيعلن ويفاجئكم "
كان مصدوم بشدة معقول ما كان يحدث دون علمهم!! ويعتبرون انفسهم رجال أعمال !! التفت اليها
"لماذا أو السؤال الاهم لما تفضحينه وتساعدينني وجدي!!"
نظرت بإحباط لم يكن هذا هو ما أرادته
"اساعدكم !! انا لم افكر بإيقاف مازن من أخذ اموال جدك ولا يهمني افلاسكم وهو قد حصل انها مجرد مسألة وقت لكن الفتاة التي يستهدفها يبدو أنها ستلاقي نفس مصيري المؤلم وقريب جداً"
........................
انتهى الفصل

الى مغتصبى بعد التحية الجزء الثانى من سلسلة بتائل مدنسة لكاتبة مروة العزاوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن