الفصل الاول
"قبل عشرة سنوات"
"هيا تقدمي يا نمارق القاضي ينادي عليكِ "
انتبهت نمارق للصوت لقد غفلت مرة اخرى عما يجري حولها.. منذ الحادث كانت تتقوقع داخل عقلها تحاول بجهدها نكران الأمر, تتمنى لو أنه كان كابوساً ستستيقظ منه قريباً.. صوت ملح ينادي مرة أخرى استدارت لجانبها لمصدره أنها "ظمياء" كانت تمسك بيدها تمسد عليها برقة .. أسابيع مضت تعيشها خائفة وحزينة ومحبطة ولكنها مجبورة لتنفيذ الأوامر تذهب حيث يريدون أنها الضحية وعليها أن تدلي بشهادتها وتتواجد بمراكز الشرطة والمشفى والآن المحكمة, لابد ان ينتهي كابوسها المؤلم ...اخبروها أن اليوم هو اليوم المنشود انه يوم أثبات التقارير وشهادة الشهود الاخيرة....
نظرت لمازن يقف بعيداً يدافع عنها يريد ان تأخذ حقها من المجرم هو من يجعلها تواجه هذه الحياة البائسة وتتحمل الألم ليس لأنه محاميها بل هو أبن خالتها واقرب شخص لقلبها.. لولا وجوده معها ومؤازرته لانتهت حياتها...ابتسم لها يحثها للوقوف وظمياء تبث فيها الأمل إنها ليست مجرد مساعدة لمازن بل الأخت التي لم تنجبها امها... انهما من يمدانها بالقوة والأصرار لتحقيق العدالة وارجاع حقها المسلوب ..... وقفت بتردد...ي الجهة الأخرى وأمامه جيش من المحامين كانوا يقنعون القاضي انها حبيبته وكل ما يقوله المحامي مازن عن اغتصابها محض أفتراء..... سمعت صوت القاضي الوقور يتوجه لها بلهجة محببة طمأنتها وسط الجو المخيف داخل القاعة سألها عن بياناتها جميعها وبعد تذبذب نطقت بهمس خافت
"أسمي نمارق برهان.... انا بأخر سنة بالثانوية "
فجاءة الاصوات علت من هنا وهنالك لتسمع تمتمة أحدهم
"يا الهي حفيد الملياردير عز الدين أعتدى على قاصر!! "
ليضيف آخر "لقد لطخ شرف عائلته بوضاعة يبدو ان أمبراطورية عز الدين لن يعود لها وجود بعد الآن"
اسكتهم القاضي ليعم الهدوء مرة أخرى والكل ينظرون اليه بفضول ينتظرون أخر ما سيقوله وينهي القضية إلا شخص واحد هي موقنة أنه موجه بنظراته الحاقدة عليها في هذه اللحظة ...هو غاضب لأنها مازالت على قيد الحياة كان يريدها ميتة!! مازال صدى صوته برأسها يؤرق ليلها ...امسكت بعنقها كرد فعل للذكرى الأليمة لتهطل دموع لم تستطع السيطرة عليها وهي تسترجع الوجع ككل يوم منذ تلك الليلة ليلة استولى بها غضنفر ليس على جسدها فقط أنما روحها ايضاً....لم تعد أيامها سوى بكاء وعويل ووجع يتغلغل ذاتها يمزقها ولاتعرف سبيل للخلاص .ما يحدث الان من مرافعات كانت من مازن أو محاميو المجرم فنمارق كانت بعيدة عنهم جداً....اغمضت عينيها وغادرت حاضرها تسد أذنها و تحمي نفسها من الأقاويل لا تريد العودة للواقع الكريب حتى سمعت صوته عندما وجه القاضي له سؤال... انتفضت وبدت أعصابها مشحونة احتضنتها ظمياء لكن لا فائدة هذا الصوت سيظل ينخر فؤادها ويقتلها ببطء جسدها لا يطاوعها بهذه اللحظة وكأنه يعلن ثورته على مغتصبه لتسمع كلمته حيث لم يجب على القاضي بل وجه كلمته لها
"حقيرة "
تلاقت عيناها بعينيه فالنار مازالت تستعر فيها ولم تنطفئ أقسمت انها ليست عين بشري انها أكيد عين الشيطان.. كانت تختض وتتعرق وضعت يديها على وجهها وشهقت ببكاء عالي بدت وكأنها ستموت
"عمي فاضل لنخرجها قليلاً أرجوك "
توجهت ظمياء بالكلام لوالد مازن الذي أشار لأبنه ليحصلوا على استراحة وفعلا أخذ بيدها فهو عملياً ربها منذ أن ماتت والدتها وهي تنجبها ووالدها قضى طوال حياته بالسجن بسبب ديونه المتراكمة من القمار فبرهان لم يهمه بالحياة سوى حياته الماجنة فأنتهى نهاية مخزية وهكذا اصبح زوج خالتها وأبنه مازن عائلتها التي احتضنتها
"خذي يا بنتي وجهك شاحب"
اعطاها عمها ماء ارتشفت كشخص آلي تفعل فقط ما تؤمر لم يعد عقلها يفكر أو يحلل ما يحدث لقد استسلمت وسلمت أمرها للجميع استقر تنفسها وعاد بعض من اللون لوجهها الشاحب ..شعرت بنظرات الناس المتواجدين بالاستراحة صوبها وسمعت تمتماتهم عنها الكل يحكم عليها فالناس تعودت أن تدين بسهولة.. لن يبالوا بعد ساعات ولن يتذكروها حتى فهي ليست تابعة لهم ولم تدنسهم فما المانع من ايذائها بكلامهم وتصنيفهم واستحقارهم لها .. عبء أخر يثقل كاهلها تتمنى الاختفاء من على وجه الكرة الارضية ..تتوق للأنعزال وأن لا يراها مخلوق تشعر بانها قذرة بكل ما للكلمة من معنى حتى انها فكرت بحرق نفسها عسى ولعل أن تشعر بالراحة الابدية.
............................
أنت تقرأ
الى مغتصبى بعد التحية الجزء الثانى من سلسلة بتائل مدنسة لكاتبة مروة العزاوى
Romanceأيمكن أن يطعني القريب فيصدها عني الغريب! أيمكن لعدوي أن يصبح منقذي وصديقي هو المبيد! أسالك يا ذابحي أن تجيب سؤالي واضح سؤالي بسيط! هائمة على وجهي اسأل نفسي كيف أنقلب الحال كيف أنقلب النصيب! سنون مضت ...أفر من ماضِ كريب! ليسقط القناع ويكشف الخداع ويب...