الفصل السادس
ترجلت من السيارة لا تريد كلاماً اكثر قلبها يتمزق على نبراس....لتشاهد صاحبة العمارة غاضبة كعادتها تجري نحوها
"أين كنتِ أتصلوا من احدى المشافي يقولون ان الفتاة التي تزورينها بحال سيء "
شهقت "ظمياء ما بها!! "
ليهتف غضنفر من داخل السيارة "أصعدي لنذهب اليها "
نظرت صاحبة العمارة بإعجاب للسيارة السوداء الفاخرة احنت رأسها لتشاهد صاحب الصوت الجهوري ضحكت وغيرت نبرة صوتها
"أوه عزيزتي نمارق لما لم تقولي أن معك ضيف مهم!!"
لتضيف وهي تقترب منها هذه المرة
"أيتها الماكرة كيف اوقعت رجلاً مثله بحبالكِ انت مجرد خادمة ...عجباً واشترى لك ملابس وحذاء احسنتِ يا فتاة ما فائدة الشرف وانتِ فقيرة"
صعقت نمارق وبان ذهولها أبهذه السرعة تحولت من شريفة تكد وتعمل لعاهرة !!ليكز غضنفر على أسنانه نزل من السيارة وضرب بابه بقوة اجفلت العجوز ..... اقترب منها لترتعد أوصالها وهي ترى طوله وهيئته لو أنه لم ينزل لكان افضل اختبأت خلف نمارق وتلعثمت وهي تسألها
"ما....ما به لمَ غضب ارجوك هدئيه!!"
حدق غضنفر بوجهها مستاء اليوم الجميع يظهرون به جانب لم يعرفه من قبل
"أ أي فتاة تنزل من سيارة رجل معناه أنها عاهرة بنظرك ام لأنك خبيرة بهذه الامور!! "
نظر لنمارق المكسورة أمامه ... ها هو يشوه سمعتها مرة أخرى وبمكان عملها ومسكنها......مسح مؤخرة رأسه ليبتلع غضبه هنالك بشر لا يمكن اصلاحهم واصلاح عقلياتهم والكلام معهم كالكلام مع الجماد ليتمتم
"لنذهب لظمياء ونراها "
احنت نمارق رأسها وهو ما جعله يستشيط غضباً وكأنها تؤكد لمن يسيئون الظن بها أنهم على صواب!! انها خانعة بشكل مثير للحنق فتحت باب السيارة الخلفي ليسحبها اليه بقوة ويغلقه... مد يده يفتح الباب الأمامي ويجبرها على الصعود... ابتسمت صاحبة العمارة بخبث وهي ترى ما يفعله اذ أنهم أكدوا ما قالته لتنطق بكلمات مسمومة
"اذاً فلتخبريه أن يشتري لك هاتفاً محمولاً بدل أن تزعجيني بمكالماتك ام أنك لم تصلي لهذا المستوى بعد!!"
كور يده بقبضة واغمض عينيه يسيطر على ما يشعر به الآن ليعي أن نمارق لن تتحمل أي موقف عدائي وبدل ذلك استرخى ورفع حاجبه وتعمد أن يتكلم بهدوء
"نعتذر لإزعاجك سيدتي سأشتري لها طبعاً أغلى الانواع اما المستوى الذي تقولينه لم أفهمه فنمارق سيظل مستواها عندي بالقمة "
كتفت العجوز يديها وحدقت باحتقار لنمارق التي أصبح وجهها محتقناً تجلس بمقعدها تستمع لهم دون ردود فعل ليضيف غضنفر بلهجة تحدي اخرست العجوز عما كانت تحاول قوله
"اوه آسف لم اعرفك بنفسي أنا غضنفر عز الدين خطيب نمارق"
انطلق بالسيارة مسرعاً تاركاً المرأة مصدومة والحسد يأكلها من خادمتها.
.............................
وصلا مشفى صغير بأطراف العاصمة كانت تسبقه بالمشي بعدة خطوات لا تريد النظر بوجهه تبعها وهو يعرف ما كانت تشعر به طوال الطريق تماشى مع خطواتها يعتذر
"كانت ستقول عنك أمور سيئة لو لم أضع حدا لها....هي محظوظة لأنها امرأة لكنت أدبتها على قذفك بشرفك هكذا"
وقفت فجاءة ليتجنب الاصطدام بها وأرتد للخلف استدارت ليبين له وجهها ما تحمله من هموم لا يستطيع اعتى الرجال أن يحملوها... هنا عرف أن هذه التي اقتحمت مكتبه صباحاً اقوى منه بضعفها وأصبر منه ببلاها وأرحم منه بقلبها حتى مع من يؤذيها
"حقا لما تفعل ذلك بي!!....عندما قررت المجي اليك اعتقدت أن نهاية اللقاء ستكون مختلفة.. لم يكن هنالك شيء بتخيلي ان نكون معا طوال النهار وكأننا فعلاً اصدقاء!! انه شيء مثير للاشمئزاز... عقلي وجسدي في حالة غضب لا يمكنني السيطرة عليهما... أرجوك عد لشتمي ونعتي بالقاتلة كما فعلت بالماضي فهو الصحيح عد لكرهي وتمنى موتي لكن توقف عن ما تفعل لا تحاول تغير رأي بك فلن ينفع "
زفر شهيقا قوياً
"اكنت تريدين أن اغفل عن اتهامها الباطل !! بالمناسبة حتى لو كنتِ امرأة أخرى لدافعت بنفس الطريقة.. الم تسمعي عني من الناس كيف أتعامل مع من يظلم النساء الضعيفات قربي !!"
هي تعرف جيدا هذا لكن وضعها يختلف... فأم مينا وغيرها من النساء سيكن ممتنات وسيعتبرنه فارس ونبيل أما هي لو امتنت له فيومها ستتمنى أن يلفها القبر.... ارتجفت نبرة صوتها
"هلا توقفت عن قولك بأنك حامي للنساء... انت بالماضي لم تكن تضرب أو تؤذي الا النساء وعرفت حقيقتك الأن فتوقف عن مرؤتك هذا ولا تتدخل بحياتي ...ثم ماذا ان رأتني صاحبة العمارة كعاهرة انه شيء طبيعي لمن مثلي انا كنت عاهرة وانا بالثامنة عشر بفضلك وفضل جدك "
نظرت لخاتمه الذهبي ببنصر يده اليسرى
"على الاقل أحترم زوجتك!!"
رفعه حاجبه بذهول ليبتسم
"الانني متزوج غضبت!! اذاً لوكنت أعزب كان سيكون الأمر مقبول "
شهقت من الصدمة ورفعت كلتا يديها باستسلام
"أنت لحد اللحظة لا تراني ضحيتك اليس كذلك!! وجودي هنا معك يؤلمني وكل ثانية تمضي وأنا برفقتك تجعلني أموت قهراً ..اجل انت تراني مجرد دخيلة تريد المساعدة منك لذلك تتقمص دور الشهم معي لأعجب بك والا لأخذت مشاعري بعين الجد ولم تكن لتمزح هكذا وتدوس على ما بقي لي من كياني "
نظر للجهة الأخرى يزم شفتيه يمنع نفسه من الاسهاب اكثر انه لا يزيد سوى جزعها من الدنيا... هي محقة هو بالنسبة لها لم يتغير... هي فقط اليه تعتبر غريبة شاهدها اليوم وقلبت عالمه بكوارث لم تكن تخطر بباله لكنه فعلاً يريد التخفيف عنها هذه طبيعته ... يتمنى ان لا يحزن أحد قربه او يظلم أو يستاء ....لكن كيف يفهمها كيف يمحي ما فعل كيف يكفر عن جريمته فلحد اللحظة لم يفعل سوى ارهابها واغضابها وجعلها تبكي لذلك فضل الصمت ودخلا المشفى.
...........................
وصلا للغرفة المعنية تكلمت نمارق مع الممرضة المتواجدة بالداخل
"ماذا حصل!! "
" لا أعرف بين ليلة وضحاها ساءت حالها!!"
وصلت نمارق قرب سرير ظمياء هي اعتقدت ان مازن وجدها !! لابد أنها تعاني لذلك انتكست هكذا.....تحركت ظمياء قليلاً كان غضنفر يحدق بصدمة اليها....انها مشوهة بالكامل يا ألهي كيف لشخص أن يحرق زوجته وطفلته الوحيدة من أي طينة هذا الرجل... ليتذكر كلام نمارق و زهير عن ماضيه الأسود لذا هو ومازن متشابهان بالأجرام ..
ركعت نمارق قرب صديقتها القديمة مهما فعلت فحالها الأن يجعل فؤادها يتمزق عليها..... لتفتح ظمياء عين واحدة هي السليمة من كل وجهها وبدأت الكلام بصعوبة
" اخيراً التقينا بعد سنوات .. لقد ايقنت نمارق أن لا حل أمامها سواك انا من أعطاها عنوان الشركة ... عرفتُ انكَ ستأتيني لتعرف حقيقتك المخزية ..عشرة سنوات وانت تعيش كالرجل المثالي تمنيت أن أكون معكما اليوم لأرى وجهيكما المصدوم احدكما بالأخر"
همست نمارق بأسف " انت تقصدت اخفاء أمور عمدا لماذا!!.... انتِ كذبتي بكل شيء اليس كذلك !!"
كانت تضحك بصعوبة لكلام نمارق لتنظر لغضنفر
" نظرتك مختلفة جداً انها نظرة بريئة تجعلني أشفق عليك ولما سيفعله مازن بك قريباً ....استطاع أن يدخل بينكم بسهولة اخبرني يومها انك اصبحت أنسان اكثر منه لذا سهل عليه خداعكم... نظرتك هذه تشبه ايامك القديمة ...تشبه عندما كنت فتى أحلامنا انا وصديقاتي لكن فقط واحدة من فازت بك وقهرتنا جميعاً"
ليتكلم غضنفر بغضب "نبراس اليس كذلك!! ألهذا انتقمت منها "
شعروا بجسدها يهتز ادارت وجهها بصعوبة لنمارق ...الاخيرة لم تتحدث ليباشر هو الكلام
" أجل عرفنا سرك المقيت ولم لم تخبري نمارق بما حدث!! انت بوضع سيء كان عليك التكفير عن ذنبك وليس فعل العكس "
حاولت الضحك بسخرية لكن صدرها آلمها
"أهذا غضنفر من يعظني يا ويلي ...أجل لقد افسدت كل شيء لكنني كنت سأخبركم عنها عاجلا أو آجلاً هل تلعنوني الأن بسركم "
همست نمارق "كلا ..فلولاك لمت بأفريقيا لقد انقذتني ...لكن لما فعلتي بي ذلك جعلتني مجرمة لقد ساهمنا بذبح روح بريئة كل همها كان الزواج بحبيبها وتعيش مثل باقي قريناتها... أنت قاسية جداً أقتلتها فقط لأنك احببت غضنفر !!"
هزت رأسها نفيا ونبرة ازدراء بانت بصوتها
"أعجبني أبن الاكابر لكن ليس لدرجة ان أؤذيها ولم اتوقع موتها صدقوني انا أيضا تفاجأت من قسوة أهلها!! أردت ايذائها قليلاً فمن انتقمت منها لأجله.... لأنني عشقته وكان يعشقها ويحبها حد الوجع لقد انهار عندما ارتبطت بغضنفر.....انا انتقمت لأجل مازن منها "
اقترب غضنفر اكثر لسريرها وانتفضت نمارق من مكانها تطلعت ظمياء بوجهيهما المصدوم لتتمتم
"حبه السري هذا أنا فقط من يعرفه ....هذه النبراس لم تعطيه أي فرصة بحجة انها ليست من الفتيات اللواتي يلعبن أرادت من يحبها ان يتزوجها مباشرة وترفع رأسها أمام الجميع ومازن لم يكن يستطيع ذلك وقتها"
كانت نمارق مستغربة فلم تلاحظ وجع مازن ابداً ليسأل غضنفر
"لماذا لم يتقدم لها!!"
رفضت الحديث عن السبب لتغيره وهي تسعل
"المهم ....لقد انتقم من كلاكما واراد أن تموتا....انتِ لأنك سلمت المغلف وغضنفر لأنها احبته بدل من مازن "
كان غضنفر يتحرك دون وعي مشدود الاعصاب من نهاية الغرفة لبدايتها يفرك رأسه بقوة اما نمارق على حالها لم تتحدث ليقف وهو يحاول تحليل الأمر
"اذاً انت انتقمت لمازن عن طريق فضح نبراس لأن بسببها هو لم يحبك فوجودها معناه أن مازن سيظل يهيم بها "
ارادت التبرير
"لم اقصد...."
اخرسها بإشارة من يده ليكمل
"بعدها علم مازن بموتها وطبعاً لم يعلم انك السبب اخبرته أنها نمارق !! فجن جنونه وجمعني معها بالمزرعة لكن خطته فشلت ...فلا نمارق ماتت ولا انا أعدمت اليس كذلك"
اومأت ليحتد صوته جاعلاً نمارق تجفل فحالياً هو يشبه المحققين بالتلفاز لكنه يحقق بصدق مع ظمياء وهو شيء لم تستطع فعله لتسمعه يستفسر
"لما لم يسأل نمارق وقتها عن سبب تسليمها الملف ها"
شخرت ظمياء من بين وجعها
"كان مازن ذلك الوقت متطرف بمشاعره لم يكن يفكر بعقله وطبعا كنت احدثه من موقعي أخبرته ...."
ظلت نمارق تنظر اليها بحزن تتمنى أنها تكذب
"اخبرته أن نمارق تحبه لذلك ازاحت نبراس من الطريق للأبد يومها بدأ يكرهها بشدة.... أرادك ان تؤذيها بطريقة فظيعة أنا وقتها تركتها بالمزرعة لأني لم احتمل الامر... هو اختطفك من الحانة التي كنت فيها وانتظر لقائكما وهنالك كان يضحك بالظلام كالمجنون..... لكن بعدها وصل جدك وحراسكم صدفة لتتغير مجرى الاحداث ففشلت الخطة بأكملها"
اتكأت نمارق على الحائط تلتقط انفاسها بصعوبة نظر غضنفر بمقت لظمياء لكن ما بيده حيلة انها بوضع لا يتمناه للأعداء تحشرج صوته
" لا يوجد وصف لما فعلتيه هل تعتقدين ان اعترافك الأن بذنبك سيمحي ما حدث...."
هز رأسه لا يستوعب فعلها لينتبه لشيء بالموضوع
"ما الذي جعل مازن يتأكد انني سأقتلها او اعتدي عليها انا لم اكن مجرماً بطبعي والشخص لا يتحول لقاتل ومغتصب فجاءة بسبب الكحول!!"
اغمضت عينها " صحيح لذلك أنت لم تكن مخموراً فقط بل كنت تعاطيت حبوباً افقدتك عقلك ....هو يعرف ذلك فكم من مجرم صادفناه بقضايانا كان يهلوسون وعندما يفوقون لا يتذكرون انهم قتلوا ابائهم او أمهاتهم وزوجاتهم وحتى اطفالهم عقلك الباطن هو من يعمل وقت الهلوسة...... لكن هو لم يردك ان تقتلها فقط ارادها أن تعاني بشدة قبل الموت... لذلك اتفق مع حارس مزرعتك الذي كان عميل عندنا اخبره أن يضع لك الحبوب خلسة أما اغتصابك لها تستطيع القول أنه كان اشتهاء لحبيبة لم تنلها بحياتك ف....."
حثها بعصبية أن تنطق
"مازن يعرف ما كانت تضعه نبراس من عطر ...جعلني اشتريته تلك الليلة ورشت منه على عنق نمارق حزنت عليها بوقتها هي كانت سعيدة بفستانها وزينتها لفارس احلامها وبالواقع كان هو الشيطان بعينيه..... أحد عملائنا كان صيدلاني مجرم واخبرنا أن العقل لوغاب فالحواس الأخرى ستتذكر وغريزتها ستطغى "
ركضت نمارق خارجة من الغرفة تضع يدها على فمها يجب أن تتقيأ الان وبسرعة كان ينظر ويستمع وكأنه بغابة وحوش هو من ضمنهم ونمارق الأرنب الصغير الذي وقع تحت رحمتهم فافترسوه تكلم بشرود وضياع
"محامي أخر يثبت دناءة هذا العمل .....لقد جنيتم عليها اكانت الوديعة تستحق أو حبها لمازن يستأهل ظلمها وعقابها بتلك الطريقة المشينة!! لما اشعر ان هنالك شيء كبير لم تقوليه لحد الان!!"
هزت رأسها رافضة "هنالك أمور من الافضل أن نتركها مدفونة ولنقل أن نمارق سيئة الحظ ومن حولها اشرار لا يرحمون ...انا استحق ما حصل معي لكن اوقفوه ......اوقفوا مازن فخطته للانتقام منك لم تهدأ صدقني انت عدوه الأول والأخير فهو يشعر بالنقص قربك وأقسم يوماً قرب قبر نبراس انه سيدفنك بيده لكن بعد أن يجعلك تعاني الامرين"
جاءتهم شهقاتها المريرة تحاول اسناد نفسها على الباب لتسقط ارضاً
"كله كان تمثيل خوفهم علي وبكائهم وقلقهم وأنا صدقت ....مازن الذي اعتبرته فارسي ومنقذي كان أول من دس الخنجر بظهري..... الكل ممثل بارع وأنا الغبية الوحيدة"
شاهدها غضنفر وقلبه يعتصره لوجعها من بين كل شهقاتها اليوم هذه كانت الاكثر ايلاماً وضعت يديها تحيط رأسها بقوة وكأنها لا تريد رؤية ولا سماع شيء ....الواقع هي عاشته لكن يبدو انها لم تتصور حجم البشاعة من ورائه ركع قربها دون أن يلمسها ...ينظر اتجاهها في لحظة تمنى لو يأخذ قليلاً من ما تشعر به.... ماذا يفعل الآن كيف يتصرف وهو اصلاً مسير بالكلام لأول مرة يختنق من حياته... تجرأ ومد ذراعيه نحوها هي لن تقبل أن يساعدها لكنه لا يستطيع تركها على الأرض هكذا كان أنينها يبكي الحجر ....وميض تخلل عقله جعله يعيد يده صورة طفل يرتجف يصرخ ويبكي تداخلت الذكرى مع وضع نمارق أمامه أحس بانقباض... من هذا الصغير المسكين !!رفعت راسها نظرت ببهوت نحوه يبدو أنها سيغمى عليها مرة أخرى ليحملها من الأرض وقد غابت عن الوعي ....كانت خفيفة كريشة حدق برأسها المستند على كتفه مستسلمة بشكل مؤلم يبدو انها اغلقت على نفسها وعقلها هي لا تريد تصديق الامر ... وضعها على الكنبة صرخ ينادي الممرضة ليسمع ظمياء تنظر اليهما شخرت وبنبرة تشفي لم تخفيها
"الشيء الوحيد الذي يفرحني أن مازن سينصب نفسه سيداً عليكم يا آل عزالدين لكن ايضاً انا لا أريد الموت دون اخذ ثأري منه.... اوقف زواجه والا قتلها هي الأخرى"
كان يحاول فهم ما تقصده وهي تتحدث لتتمتم
"شقيقتك الصغرى بطريقها لملاقاة حتفها"
............................
عاد غضنفر للمنزل مجهد بعد يوم أحس انه سيدوم للأبد انها كارثة... ظمياء تلك بكلماتها وعدم ندمها مازال تصرفها يثير غضبه... حقدها لقد فاق المعقول ومازن المعتوه الذي كما قالت زوجته كيف يعلمني بمكانها واخلى لي الطريق كل مرة!! وعمها ساعد جدي ليتستروا علي بعد اغتصابها وأنجو من العقاب .... ما هذه العائلة البائسة وبالأخر نفوها لبلد أخر عاشت بالفقر المدقع والعوز فتباً لي ولهم على ما اقترفنا بحقها... كيف سأرفع رأسي بين الناس!! أم مينا وخالتي مكية وموظفينا وكل من يعتقد اني الشريف البطل ...أبو مينا أصبح قربي ملاك هز رأسه
"هنالك شيء أهم من النحيب ...حان وقت وضع الامور في نصابها"
فتح هاتفه واتصل بمساعده "أبو نور" هو لا يأتمن أحد غيره
"اريد ان تستعلم عن مستثمر اسمه مازن فاضل أجلب أي معلومات عنه واريدك أن تسبقني لعند جدي لكن لا تخبره بمجيئي غداً"
زفر نفسا مستاءً لقد استيقظ اليوم صباحاً واعتقد انه سينتهي ككل أيامه فما حصل معه اليوم اختصار لإعصار ... صعد السلالم ليجد زهير متجهم الملامح ...قطب جبينه ليهتف من فوق
"غضنفر لم اتوقع أن تعود اعتقدت انك ستبقى بالمزرعة هل ذهبت للعنوان!! "
اكيد لن يخبر أحد بشيء فمن حوله كشفت أقنعتهم وبات خائفاً على نمارق منهم
"لا لا أريد النبش بالماضي ... اعتقد أن فقداني لذاكرتي كان جيداً وقررت انني سأعيش مثلكم "
ارتبك زهير وهو يرى تطلع غضنفر للطابق العلوي وله.. هو فعلا لم يفعل شيئاً مع رفل لقد طردته البائسة شر طرده ليبرر بتوتر
"كنت ابحث فوق عن أوراق طلبها السيد عز لأرسلها له بالبلدة و.. و لم أجدها "
"لم اسالك لما توضح لي الامور وكأنك مذنب !!"
ابتسم زهير بريبة ليرحل مسرعاً ...تطلع غضنفر لحركته هذه حتى خرج!! غريب امره هو لم يصعد للطابق العلوي.... ابعد التساؤلات ليدخل لغرفته كانت رفل تغط بنوم عميق يريد أن يجلس قليلاً ليرتاح لكن الكلمة صعب أن يشعر بها بعد اليوم ..اما جده لا يفهم لما لا يرد!! ها هي المكالمة الثلاثون ويرفضها حسناً غدا سيسافر ويفهم.... قبض على الهاتف يتطلع لصور شقيقته لو فعل مازن شيئا لها ستكون نهايته ....اغمض عينيه لتأتي صورتها تبكي من اليوم يبدو انها لن تبارح مخيلته بعذابها وبؤسها "نمارق برهان" ماذا أفعل لترتاحي!! تنهد بقلة حيلة
" لاستحم علّي أهجع قليلاً"
تتبعته عيون رفل حتى غاب بالحمام وضعت يدها على قلبها المرتعب
تحمد الله انه لم يشاهدها وزهير ... هي فعلا لم يعد لها علاقة به ولا تريده ...لتعبس وتتنهد بتحسر فهنالك من تهواه بصدق لكنه لا يشعر بها....أنها تفعل المستحيل من أجله لكنه بعالم أخر تتساءل دوماً ما الذي ينقصها لتجعله ملك لها والان تزوج وأصبح لغيرها .....لما حياتها هكذا و ما يؤذيها انها أرادت الانجاب من غضنفر لتستولي على كل شيء لكن الظروف تصدمها فتكون عاقر اخبرته أنه هو السبب وصدق ولم ينبش وراها الرجل الذي أصبح عليه غضنفر مثير للشفقة ويصدق ويثق بها...حتى أنها في بعض الاحيان تنسى حقدها عليهم وتميل لشخصيته الحنونة والعطوفة ..رن هاتفها ابتسمت فها هو من تهواه يتصل كعادته ليلاً
"اسمعي يا رفل يبدو ان ظمياء الخائنة قررت فضحنا عليك التواجد بالحفلة قبل تغريد ...خطتي للدخول لعائلة عز الدين الأن وقتها المناسب وبات القضاء على زوجك وجده محتوم "
"مازن .....انت تخيفيني لما تفضحنا هي مشتركة بالأمر وستستفيد اذاً علينا ان نتخلص منها نهائياً "
" لقد اختفت!! أنا الآن مع تغريد لنلتقي غداً بشقتي "
استشاطت غضبا أبهذه الساعة هما معاً لتتمتم بقهر
"حاضر لنلتقي قبل سفري غداً بشقتك ونتفاهم بما سنفعله "
.............................
وصل مازن للشقة تنتظره رفل من مدة لتهتف بتذمر
" اعتقدت أنني سأنتظر للأبد اذاً هل حظيتم بليلة حمراء!!"
اغلق الباب ولم يعرها اهتماماً وبلهجة احتقار صرخت
" كنت معك لسنوات نخطط وندبر وفجاءة تكبر الصغيرة فتسارع للزواج منها بينما كنت مجرد عشيقة أخرى تضاف للقائمة "
تغيرت ملامحه ليقاطعها بلهجة حازمة
"لنناقش أمر الحفلة فتوقفي الآن"
" حققت المطلوب وتغريد أصبحت طية سهلة بيدك ان أمرتها ان تغرق نفسها ستنفذ .....لكن السؤال لما أخترت الزواج بها !!انت استطعت اخذ كل شيء دون ارتباط!! "
ابتسامة ساحرة وجهها نحوها وهو يجلس أذابت قلبها
"عندما اخبرتني عن تعلقها بزهير شعرت بالفضول ....فذلك الشخص لم تحبه امرأة بزماننا وفعلاً اكتشفت نقطة ضعفها هي تدعي قوة وصلابة لا تملكها تريد أن تجذب الانظار لها خصوص من الرجال الأكبر من جيلها وعندما تعطيها قليل من الحب ستبيع العالم بأكمله وترضخ ..."
نظرت اليه بحنق
"ليس هذا سبب زواجك المستميت ...هذه المتكبرة جعلت مازن فاضل يركع ....لا تقل أنك لن تعاقبها"
اسند رأسه على كرسيه وبدى مرتاح وفخوراً لأول مرة
"هي الوحيدة ممن ارتبطت بها التي لم تسلم نفسها لي بالحرام وحتى مع زواجنا السري رفضت ....تريد ارتداء فستان أبيض لتكون ملكي وانا لا مانع لدي لقد جعلت هذه الاشهر القليلة وردية وسط السواد الذي ملأ حياتي"
كانت تنبت أظافرها بيدها
"اه طبعاً صغيرة العمر وجميلة ومثقفة من سيرفض تغريد... وحبها لزهير قبلك اليس لديك مانع!!"
هز رأسه ولوى شفتيه
"لو كان لديها ماضي معه لكذبت لأني عندما سألتها عنه اجابت بصراحة عن أعجابها بالرجل الذي حملها وهي صغيرة للمشفى ولم يتطور الاعجاب لشيء مخجل وأنا اصدقها فتصرفاتها بينت لي أنها شريفة"
لأول مرة تمنت رفل لو أنها مثل تغريد ومازن يتكلم عنها بهذا الشكل لكنها لن تمدحها ابداً
"الشريفة لا تتزوج دون علم جدها وأخيها كان الاجدر بها أن تتحداهم وترفع رأسها وتضع يدها بيدك أمام الجميع"
"ان تحدتهم كانت حرمت من امتيازاتها هي فعلاً بالبداية أرادت أن تهرب معي ونتزوج تاركة كل شيء ورائها كانت تعرف أن عز سيرفضني لأنني عامل...فهي لم ترد سوى ان تعيش معي بسعادة وسلام حتى لو كان بكوخ صغير ....انا من اقنعها بطاعة جدها لتسيطر وتقصي أخاها وبعدها نعلن مفاجئتنا "
تعرف رفل أنه لا فائدة لقد هزمتها تغريد لكنها تشعر بالمرارة
" احذر زهير بعد أن يعرف بأنك اخذت محبوبته وثروته سينتقم ماذا لو أخذها منك!!"
ضحك باستهزاء
"كيف سيأخذها وهي زوجتي شرعاً وقانونا أما انتقامه فهو أسخف شيء سمعته فأيامه معنا معدودة فهو سيزول مع أسياده ...مستندات اجرامه بيدي لا تبالي به أنه ليس بخطر ...الخطر هو غضنفر حتى لو كان فاقد للذاكرة لابد ان أرى رد فعله عندما يعلم هذا ما يخيفني!!"
عضت شفتيها هل تخبره أنه تذكر نمارق لتعود وتبعد الفكرة فغضنفر نفسه ترك الموضوع رفعت رأسها
" اذاً لنتكلم عن الخطة "
وهكذا مرت الساعات وتم التخطيط وبدأ العد التنازلي لأسقاط صرح عز الدين ووجوده ...مازن يمسك الزناد بهذه اللحظات وباقي ضغطة خفيفة ويتم المحتوم
"حسنا انتهى كل شيء يا رفل القاك هناك بالحفلة"
خرجا من الشقة لتحتضنه من الخلف استهجن مازن تصرفاتها المثيرة للقرف وأبعدها بقوة نظرت بعيون دامعه اليه
"اعرف ...لا تتكلم أنت لا تحبني ولا حتى زواجك بتغريد فيه حب... حتى ظمياء زوجتك تشبه حالنا استغرب كيف أنجبتما تلك الطفلة المسكينة كلنا ضحاياك يا مازن .....تذكر فضحاياك كثروا هذه الأيام ويبدو أن هنالك من سيلحق طفلتك قريباً"
هرولت من أمامه بسرعة لينزل السلالم يتنفس بقهر أحس بفؤاده يعتصره بقوة ...لقد ذكرته عمدا بطفلته الوحيدة هي ضحية لأبوين حقيرين لقد ارتاحت من الدنيا قبل أن تعرف معناها ....جلس بسيارته يبكي وينظر لصورتها مبتسمة ببراءة.. يتذكر صوتها عندما تناديه "بابا" صوتها البريء ألن يسمعه من جديد!! يريد أن يأخذها بأحضانه يريد ان يقوم بهدهدتها حتى تنام كالملائكة كل ليلة.... صرخ بقوة
"ركز على حقدك وثأرك وستنساها"
فجاءة ملامح نمارق تمر فوق الصورة كيف لتلك الصغيرة أن تكون على قيد الحياة كيف !! ومن عشقها نبراس تدخل الذكرى يشعر أن كل ما يحزنه بحياته بدأ بالتجمع الأن فتلك الأخيرة هي من جعلته يفهم ان البشر لا ينفع معهم الطيبة بل عليه ان يدوسهم قبل أن يدوسوه ابعد ذكرياته المريرة واكمل طريقه الذي صمم على الوصول لنهايته.
..........................
انهى غضنفر كل عمل له بالعاصمة هو مستعجل للقاء جده ليرن هاتفه تساءل بحيرة اليس هذا رقم المشفى!! اجل لقد سجله البارحة واخبرهم أن حدث شيء للمريضتين هنا ان يتصلوا به.... شعر بقلق رد ليأتيه صوتها المعذب
"لقد ماتت ....ظمياء ماتت ولا أحد لديها غيري أنا أشعر بالضياع"
رمى حقيبة سفره وهرول للسيارة .... طبعاً سيكون معها طبعاً لن يتركها هو ليس سعيد بموت المدعوة ظمياء لكن شيء أراحه انها طلبته ليساعدها رغم كرهها له.
وصل المشفى يخطو بسرعة يبحث بين الوجوه حتى لمحها من بعيد ...كان يحيط بها عدد من الاطباء والممرضات يبدو انهم يتكلمون معها وهي مشوشة.... شق طريقه بين جمع من الناس يقفون أيضاً لتسلم موتاهم ليقف أمامها شعر وكأنها عادت للحياة حيث انفرجت أساريرها دون وعي منها وتعدلت بوقفتها نظر للمتواجدين
"أي شيء يخص الراحلة ظمياء فأطلبوه مني .... أنا ولي أمرها "
استدار لنمارق يتحدث بقلق
" لا تخافي انا هنا وسأكمل جميع الاجراءات, وجهك شاحب خذي ...أذهبي وارتاحي"
نظرت بذهول للنقود أولا وللمفتاح ثانياً تحشرج الكلام بفمها
"ما ....ما هذا هل تتصدق علي الان!!والمفتاح أهو لأحدى شققك!!"
فتح عينيه بقوة وهو ينظر لفعلته الغبية أكان يعتقد أنها احدى موظفاته لقد ضرب وتر حساس كيف سيفهمها تكلم يبرر
"النقود لسيارة الأجرة فانا اريدك ان تذهبي للمزرعة عند الخالة مكّية انا لم اقصد ان أتصدق عليك ولم يخطر ببالي ان أخذك لإحدى شققي!! لكنني اقسم الان أنني اكبر أبله بالعالم فلحد اللحظة لا أستطيع معاملتك معاملة فريدة عن موظفاتي"
ابتسامة حزينة رسمت على وجهها وهي تنظر للبعيد
" الان أحسد موظفاتك فأنا لم اشعر أني كنت موظفة من قبل... بل دائما كنت جارية وأخرهم صاحبة العمارة ..."
تنهدت محبطة على من تكذب بكبريائها الزائف لكن احساسه بالخوف والرهبة والذنب أمامها بكل مرة يتطلع بوجهها يشعرها بانها انسانة مثلهم ومن حقها فعل ما يفعلون ....هو يعطيها ثقة من جديد بنفسها لتواجه كل ظالميها وأولهم هو تكلمت بجفاف
"أعد نقودك ومفتاحك لجيبك سأبقى معك هنا لأدفن ظمياء وبعدها سأعود لمسكني ومن ثم يا غضنفر عز الدين اتمنى أن لا تتقاطع سبلنا مستقبلاً مفهوم"
فهم الأمر جيداً هو من اليوم سيواجه مازن هي فعلت ما عليها وأكثر الآن عليه أن يبقيها بأمان بعيد عنهم.
.........................
كانت الحفلة صاخبة بقصر عز الدين ......المدعوين لديهم فضول هل فعلاً تغريد ستصبح المالكة وما سيكون رأي الحفيد الاكبر الذي تم اقصاه مع أنه عمل وكدّ طوال تلك السنوات!! أطل الجد وهو يستند على ذراع حفيدته التي أبهرت الجميع فور دخولها كانت ترتدي فستان كريمي طويل صمم من أجلها ولم تبخل على نفسها بوضع الماس ليراه مدعويها...لقد بدت كأميرات الحكايات ابتسمت بتكلف وهي تمر من قربهم لكن عيناها تبحث عن من تزينت لأجله...اطلت بعدهم رفل وزهير حالهم دوما كتابعين منكسين رؤوسهم ينتظرون أي صدفة تجعلهم شامتين....همسات من هنا وهمهمات هنالك ليوجه عز الدين حديثه لرفل
"جيد انكم استطعتم فعل كل شيء دون علم غضنفر "
اومأت رفل بينما زهير رد بجفاء
"على فكرة هو مفقود من البارحة يعني حتى لو تسللنا لم يكن ليعرف شيئاً يبدو ان لديه قضية أهم منا"
تمنى زهير بقلبه لو ينبش غضنفر الماضي ويقلب حياتهم رأس على عقب ... شاهد تغريد بعد مدة تقف قرب البوابة قلقة انها اليوم بأجمل حالاتها ونهاية اليوم ستكون سيدة القرار بالعائلة كانت تبعث برسالة من هاتفها ليقترب بهدوء
"اذاً يا أميرتي شغلك المصنع ومن يومها لم تتصلي بي"
التفتت تغريد بحدة اليه لم تتوقع أن يكلمها بعد صدها له كل هذه الشهور
"رجاءً زهير انسى الامر كنت غبية عندما فكرتُ بك ...حان الوقت لننضج علاقتنا لم تكن لتنجح فأنت مجرد طفيلي هنا"
غضب من ردها لابد أنه النذل الذي تحبه لكن هيهات سيلين قلبها هو يعرف نقطه ضعفها انها تريد من يدللها كثيراً
"أوه يا طفلتي تشعرين بالوحدة والوجع هل ما زال كابوس الحديقة يراودك!!"
نظرت بذهول بالبداية لتضحك عالياً مما جعله ممتعض من تصرفاتها أين هي الفتاة التي كانت تتصل به وتتمنى رؤيته!!....وبعد ان أخذت مكاناً بالشركة اعتقد أنه سيستغلها لغبائها لكن اتضح أنه هو الأحمق الوحيد بهذه العائلة ...اه وطبعاً غضنفر احمقهم جميعاً... اقترب منها يحاول التربيت على رأسها ضربت كفه ونظرت بقرف اليه
" هل أنا كلبتك !! لا تلمس شعري ....هذا ما جعلني أنفر منك اساليبك بالضحك علي لم تعد تجدي من يبحث فقط عن تلك الأمور المشينة من النساء ليس برجل... اتريد ان تعرف من هو الرجل الحقيقي أنه من زوجته تخبره ان لا يقترب منها فيسعد وينفذ الأمر"
لم يفهم ثرثرتها ليتمتم باحتقار
"لما الغضب!! منذ سنوات كنت تحبينني الم تقولي لرفل انني أشبه والدك!!"
صرت على اسنانها وتأففت
"انت لاتشبه أبي ولا واحد من حولي يشبهه أنه عملة نادرة رحل وتركتني للأسف.....لعلمك أنا لم احبك بل كان مجرد اعجاب وأنتهى فعندما تكون بعلاقة مع زوجة أخي فانت اخس البشر "
شاهدت ذهوله لتضيف بمرح
"اه رفل منذ شهور أخبرتني بالموضوع وطلبت ان أنتبه منك.. اما خيانتكما لغضنفر فيستحق هذا وأكثر لقد افرحتني وجعلتني اشمت به"
ابتعد للوراء خطوة اذا رفل وراء ركنه هكذا الغبية الم تخف أن تغريد ستفضحها أم أن هنالك امر لا يعرف به!!...دماؤه فارت بعروقه احس أنه انخدع من خبيثتين اتحدتا عليه
"سأخبر من تواعدين عنا وسنرى أن كان سيرضى بك!! "
اقتربت منه رافعة رأسها بشموخ
"ليس هنالك شيء لتخبره فأنا بحياتي لم أفعل ما يجلب العار لي ويخزيني "
دفعته بكتفها تاركة اياه يرتجف غضباً وحقداً
"تغريد عز الدين لن اسمح لك بأخذ الامبراطورية والزواج بأخر انا لم أمسح القذارة ورائكم لتنتهي الثروة بيد غريب!!... سنرى ايتها المسكينة لم تفعلي شيء مخز لكن اليوم سنفتح رسائلك القديمة ولنرى كيف ستبررين كلامك ".
.............................
وصل غضنفر لقصر جده اضواء التزيين تنيره والموسيقى عالية اهي حفلة لم يعلموه بها دخل وكان مساعده "ابو نور" موجود ليتكلم بأسف
" تعرف السيد عز الدين عندما يأمرنا بشي علينا الطاعة "
اوقفه غضنفر عن الكلام هو يعلم أن جده سيسلم كل شيء لتغريد وهو موافق وسعيد لها فلا املاك ولا ثروة تهم همه سلامتها ليضيف مساعده
"الرجل الذي اخبرتني عنه تأكدت لاشي مما قلت لا شركة استثمار ولا أسهم يا سيدي "
نظر غضنفر باستغراب لمساعده ليكمل الأخير
"مازن أخر معلومة عنه بالعاصمة كان نزيه.. وترك المحاماة بدون فضيحة وانتقل مع أبيه وزوجته لمحافظة اخرى حتى حادث موت ابنته أنهار واختفى أما زوجته مفقودة لقد هربت من المشفى الذي اودعها به زوجها وهذا الكلام من شهور عدة هذا كل ما استطعت التوصل اليه "
اومأ أبو نور وتركه ليقف غضنفر بمكانه طبعاً يعلم أن ظمياء الان قد اختفت للابد أجل دفنها البارحة والحمقاء التي ظلت طوال الليل تبكي عليها كان أصعب شيء يراه بحياته ...المصيبة يتمنى ان يجده ليخبره عن زوجته التي قتلها يتمنى حبسه لكن حتى تقارير المشفى اثبتت أنها نوبة قلبية لما يعتقد انها قُتلت على يد خبير!! مازن سيفرح بموتها كيف يجعله يعاقب على افعاله لكنه توقف يفكر.... اليس عقاب مازن معناه عقابه هو فالإثم واحد هل هو مستعد لفضح نفسه ايضاً!!دخل الحديقة الكبرى وضحك المنافقين جميعا انهم فعلاً يعيشون غير مبالين بأمرها ....كيف عاشوا جميعاً على انقاض نمارق كيف كانوا سعداء وهي تموت هنالك.... دمرناها جميعا ومازلنا نحتفل نظر لابتسامة جده ورفل وزهير....ليعود صوت بكاؤها صداه يخترق عقله لقد بكت على من اذتها يا ألهي ممن صنع قلب تلك المرأة والاخيرة التي ماتت دون عائلة هو فقط أبن عم سافل اغلق بوجههم الهاتف
"سيدي"
انتبه لمساعده وهو يلهث بصعوبة لقد عذبه المسكين أنه رجل بنهاية الأربعينات وهو حمله أكثر من طاقته ليذهب ويجيء حسب الطلب لكنه الوحيد من الجميع حوله الذي يثق به ربت غضنفر على كتفه
" لقد فهمت تقريرك جيداً انت لا تعلم اين مازن هذا أرتاح الأن "
هز "أبو نور" راسه بقلق وهو يشير بأصبعه ناحية وقوف تغريد
"مازن هذا نفسه من ..."
نظر غضنفر معه بفضول لتصعد تغريد المنصة ويصعد جدها يضحك
"الحفلة هذه يا أعزاءي لأعرفكم بمن سيخلفني بإدارة الامبراطورية"
امسك بيد حفيدته المبتسمة ليظهر رجل واثق وأنيق من خلفها لم يتعرف عليه غضنفر لكن المساعد كان يؤشر عليه بسبابته...اخذ الميكروفون من الجد وسط اندهاش الجميع
"انا مازن فاضل... صاحب أكبر عدد من الاسهم بإمبراطورية عز الدين وسعيد لأكون خلفا لك سيدي"
ضحك مازن بانتصار وهنأ نفسه ...نظر للجميع وهو يتوعدهم
ها قدحان وقت الحصاد.
..........................انتهى الفصل
أنت تقرأ
الى مغتصبى بعد التحية الجزء الثانى من سلسلة بتائل مدنسة لكاتبة مروة العزاوى
Romanceأيمكن أن يطعني القريب فيصدها عني الغريب! أيمكن لعدوي أن يصبح منقذي وصديقي هو المبيد! أسالك يا ذابحي أن تجيب سؤالي واضح سؤالي بسيط! هائمة على وجهي اسأل نفسي كيف أنقلب الحال كيف أنقلب النصيب! سنون مضت ...أفر من ماضِ كريب! ليسقط القناع ويكشف الخداع ويب...