6 مكعب الروبيك المجنون

17 10 0
                                    

~°مكعب الروبيك المجنون°~

ما أغرب تلك الفتاة! عادة لا أهتم بشيء يحدث خارج دائرتي الشخصية، لكن هي كسرت ذلك، فتاة مريبة تعطيني إصبع شوكولا! انزعجت من ذلك و هذا غريب عادة لا أهتم.. ليست أول مرة التقي بها و السبب الذي جعلني أعود اغرب.

تصرفاتها المريبة جذبتني، أنا الذي لا يهتم حتى لو حدث قتال أسلحة أمامي.

لكن اليوم الذي قبضت عليها و هي تتعدى على إحدى موظفات التوصيل غضبت، ليس لأنها مخطئة بل لو جاء شخص و أساء الفهم، لو كانت شخصا آخر لن أهتم طبعا، وبختها و فور إمساكي ليدها، شحب وجهها و بدأت ترتجف بقوة.

حاولت الإعتذار عن تصرفي الوقح معها، لكنها تجاهلتني عدة مرات يبدو أنها غاضبة مني، حزنت لذلك و هذا كان تصرف غريب مني، لما أحزن من شيء بسيط مثل هذا؟!

و في النهاية أدركت أنني كنت أحاول جذب إنتباهها إليّ بطرق ملتوية.. في الأيام الأخيرة هذه أنا متعب جدا، و اشعر بالمرض، لهذه أتصرف بعشوائية.

إتبعتها مرة عندما خرجت من المحل، كنت فضوليا لمعرفة أين ستذهب، و ذهبت إلى الميناء المهجور، مكان مريب مثلها، شردت هي في تفاصيل الطبيعة أما أنا شردت في ملامحها التي لا تظهر عادة إلا قليلا تحت قلنسوتها، لكن بفضل الغراب الذي اصطدم بها بانت ملامحها الفريدة، شفتاها التي ازرورقت بفضل برودة الجو، الجروح التي تزين بشرتها، فجأة بدأت بالبكاء، هذا آلمني كثيرا، إقتربت منها و لاحظت أنها تصلح هاتفها، الذي بدا أنه تعطل جراء سقوطها، كانت تفكه و تتطالعه ببراعة، اذهلني ذلك، و تحمست للتكلم عن الأمر، سلمتها منديلا فاستغربت من ذلك، لكنها أخذته في النهاية.

تكلمنا معا و في الأخير دعوتها للمجيء إلى منزلي، من الرائع الحديث معا عن قطع غيار الهاتف و غيرها، و فعلا حظينا بمناقشة لطيفة، إستدعتني أمي و يبدو أنها تعترض عنها و عن زيارتها المنزل، من السهل أن يساء فهمها، إبتداءا من ملامحها إلى ملابسها المريبة التي هي عبارة عن بنطال قصير يبدو أصغر من حجمها مع جوارب طويلة سوداء، قميص صيفي ضيق مع سترة قلنسوة خفيفة في هذا البرد.

بعد فترة زارنا كل من صوفي و رولي، لما و في هذه اللحظة قررا قطع لحظاتي الجميلة معها، شحب وجه الضيفة عندما رأتهما و قررت الذهاب بعد فترة تاركة هاتفها خلفها، توترت من تصرفها لذا لحقتها و غضبت عندما رأيت شخصا يمسكها بقوة و على ما يبدو هي تكره التلامس لذا هرعت لها، إتضح أنه إبن عمها، إبن الآلفا، أتذكر أنني رأيته مرة عندما كان لا يزال صغيرا.

و المفاجئ معرفة أنها سليلة الآلفا! إعترضت على تصرفي و أخبرتني أن أعود، نبرتها و ملامحها كانت غريبة، تحثني بصمت أن لا أتورط، و بينما أنا عائد لحقتني و أخبرتني أن أحذر من صوفي، كان الأمر غريبا.. ضحكت، رائع! هناك من يشاركني في كره هذا الثنائي المنافق.

إنه مكعب الروبيكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن