1- لست اتخيل ⁦ ♡

457 94 35
                                    

يقف العالم خلف سياج محتوم ، مجرد عليه باللون الاحمر "ممنوع تجاوزه " وماخلفه مجرد خرافة
لكنه حقيقي ...

مر شهر على انتقالنا هنا ، لا أستطيع نسيان الامر لازلت اسمعه ، ذلك الصوت الصادر من المنزل الذي اخبرني الجميع أنه مهجور قرابة العشر سنوات ... لايصدقون !
نظرات غريبة يزعمون اني جننت بسببه ! لكنني لست كذلك او بالاحرى على ما أظن ، لم يبقى الكثير لأشك في نفسي ايضا ...

" خمس دقائق في يدك سولو ، ان لم تستيقظي ساخبر الجميع بايداعك لمستشفى المجانين " صرخت وهي تضحك
"يااا لاتدعيني افقد اعصابي منذ الصباح ، اخبرتك انني .. "

" انك لاتتمكنين من النوم بسبب ذلك الصوت ، لازلتي تسمعينه ! " نضرت باستهزاء لصديقتها التي قفزت من السرير فجأة

" تيريزا الامر ليس بمزحة ، انظري جيدا لوجهي أيبدو مثل وجه فتاة تنام جيدا ؟ تعلمين ان لاشيء يوقفني عن النوم لكنه غير طبيعي ذلك الصوت اللعين لايتوقف ، ان لم ترغبي في التصديق ... " اخرجت نفسا عميقا يفرغ كل ذلك التوتر الذي يبدو انه يتغذى من رأسها ثم نطقت مرة أخرى

" لم يعد هذا مهما تحركي الان " كانت تتحدث بجدية تامة حتى أنها لا تتحدث بهذه الجدية مطلقا حتى في اهم لحظات حياتها ، مما دفع صديقتها بان تتأكد ان هذا الامر ليس حتما بمزحة

" حسنا حسنا ، قد يكون مسكونا بالاشباح وربما ذلك الصوت صادر منها تعلمين أنه مهجور اليس كذلك ! "

ردت بابتسامة غريبة " هه شبح يعزف البيانو بمهارة أنه حتما شيء لا أريد تفويته "

" سولو انت لا تفكرين في الامر صحيح ؟ هذا ليس وقت افكارك الجنونية الامر خطير ليس عليك التدخل فيه .. انتهى " كان تحذيرا صارما من صديقتها التي تعلم انها حتى لو حذرتها لن تستطيع ان توقفها حالما تضع شيئا في رأسها

تحدثت بهدوء وكانها لم تسمع شيئا مما قالته الأخرى
" تحركي الان تاخر الوقت ، معهد الموسيقى لن ينتظر حضراتنا حتى نصل لكي يقفل تعلمين ذلك ! "

كان حلم سولو منذ الصغر ان تصبح عازفة بيانو تضيء القلوب بمجرد سماع موسيقاها ، كان كل شبر فيها متعلق بنغمة موسيقية ، تبرق عيناها عند سماع معزوفة ، وتنسى عالمها وسط فخامة اللحن وعرق الكلمات

تكون العائلة أحيانا اكبر داعم لقرارات اختارتها قلوب نبضت بصدق ، واحيانا اخرى عكس ذلك !

الكل كان عازما على ارجعاها عن قرارها الموسيقي ، جميع الاساليب لاحباطها ومنعها ، حتى انتهى الامر بقَسم جاد انهم لن يشتروا هذه الآلة لها بتاتا . رغم كل المناوشات والعناد لم تحقق حلمها في النهاية ، لكن جزءا منه كان كافيا بالغرض بالنسبة لها ، استطاعت الالتحاق بمعهد الموسيقى قسم الغناء ، لازال الحلم نجما ساطعا يتمركز وسط وريدها لكنها تقنع نفسها انها لم تعد ترغب فيه مجددا

قد يكون اقناع النفس الراغبة بعدم الرغبة أحيانا ، اوهن من الوجع حين نتقبل الحقيقة ، الامر اشبه بدفن شيء حي ، الفرق الوحيد أنه لن يموت أبدا

يتبع ....

لمَاذا أنَا ⁦ why is Me | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن