الفصل السادس

10.1K 645 16
                                    


#الدهاشنة2...(#صراع_السلطة_والكبرياء..).

#الفصل_السادس..

توقف الطعام بجوفها بعدما رأت "هنية" تقف من أمامها، خرجت "نادين" وهي تحاول إخفاء علبة البيتزا، ثم قالت بضيقٍ شديد:

_في أيه يا حاجة أنتي مش بترتاحي غير لما تعمليلك مشكلة كل يوم على المسا ولا أيه؟

لوت "هنية" شفتيها في سخطٍ، ثم ردت عليها بحدةٍ:

_أنتي اللي أفعالك بتحرق الكبد والقلب والطحال، بتتسحبي على المطبخ الساعة ٢بليل كيف البقرة، وتفزعي الناس اللي نايمة وبيفكروا مين اللي داخل يسرقهم وش الصبح ده!

زفرت في سئمٍ، ثم قالت:

_ده مين المتخلف ده اللي هيسرق بيت الكبير!

ضربتها بخفةٍ بالعصا التي تستند عليها، وهي تشير لها:

_همي على أوضتك، وأما الصبح يطلع أبقي كملي وكلك.

اختل جسدها فعادت لتقف أمامها من جديدٍ، وهي تشير على الطاولةٍ:

_طب أخد العلبة طيب.

عادت لتكرر بحزمٍ:

_همي بقولك.

منحتها نظرة مغتاظة قبل أن تصعد للأعلى، فرددت "هنية" بضيقٍ:

_نسوان قليلة الحيا.

ثم كادت بمغادرة المطبخ، فتوقفت وحملت الكرتون ثم قربت قطعة من البيتزا لأنفها، تشمه باستغرابٍ، فقضمت قطعة بفمها وحينما نال استحسانها وضعته في طرف وشاحها ببهجةٍ ثم عادت لغرفتها.

**********

ارتعش بدن تلك الصغيرة التي لا يتعدى عمرها العاشرة حينما رأت باب الغرفة ينفتح، ومن ثم ظهر من خلفها خالها الذي يطرح عنه المرؤءة والنبل، ومن ثم تفحص الطريق بالخارج قبل أن يدنو من فراشها، في الغالب كانت تتصنع النوم خشية مما ستلاقاه ولكنها الآن ما أن تشعر به تنهض مفزوعة لتشير له برجاء وتوسل بالا يقترب منها، ومع ذلك كان يجذبها اليه بقوةٍ متعمداً ملامسة ممتلكاتها الأنثوية دون أي خجل منه، بكت الصغيرة وهي تتوسل له بدموعٍ:

_سبني يا خال مش عايزة ألعب النهاردة.

رفع يديه ليشير لها بقسوةٍ:

_مش بكيفك يا بت، واخرسي لو حد صحى وشافنا واحنا بنلعب هجتلك وأنتي عارفة اني مش بيهمني حد.

ابتلعت الصغيرة ريقها الجاف من فرط ارتعابها من هذا الحقير الآدمي، وهي تترجاه بأن يتركها، مثلما تفعل كل مرة ليس أمامها سوى البكاء والتوسل!

نهضت "تسنيم" مفزوعة من نومها الذي حرمت منه منذ الطفولة، لهثت بخوفٍ وهي تحاول السيطرة على رجفة جسدها المتوتر، مسحت بكف يدها قطرات العرق النابض على جبينها، ولم تجد سوى البكاء ملاذها مما تواجهه، بكت بصوتٍ مكبوت خشية من أن توقظ شريكاتها بالسكن بسبب أحلامها المزعجة كعادتها، باتت تحرج من نظراتهما إليها بسبب تلك الأحلام البغيضة، تسللت برفقٍ لتخرج للشرفة وعقلها البائس يستحضر كل ذكرى مأساوية جمعتها بهذا الشيطان الوحشي الذي نجح بأن يصنع من حولها هاجس نفسي يحتمها على الابتعاد عن أي رجل!

الدهاشنة 2 ...صراع السلطة و الكبرياء .. آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن