ضجيجٌ داخليّ...

517 85 86
                                    


-صوت ضجيج خافت..
صوت حطام شرس... 
رائحةُ لقاءٍ فائت...-    
اللعنة انه انين قلبي يتألم...
و هذا صوته يحطم ضلوعي...
و هذه رائحةُ وريدي يحترق و لو له فم لَتكلم: ...
"اني جائع حدّ الشبع و ما بالي لا اعبر عن جوعي"...
يا سادة يا كرام، انا مخلوق بليدٌ تقوقعَ في عتمة الليالي، تجسدت روحه كما يتجسد جمالها بالي، اني لشحيحُ المنظرِ و الاطلالِ فلا يرويني الا من له سلمته حالي!
كنت يا معشر القومِ حالما حاملا على ظهره الهمومِ، و هموم الناس هي مراقبة اخطائي حد الجنونِ...
افلا يقولون عمر المراهقة فترة طيش و لهو و معاصي؟
فما بالي لا احابي و لا الهو! فما بالي لِشظايا قلبي انا حاصي؟
اوتحرمون الفتى من احساسه و احساس الفتى قاتلٌ فتاكُ!
أوأُقسم لكم يا بشرُ انكم تختبئون خلف كلمة "انااا ذكرُ"
ألا تبكِ الذكور؟
أفلا يستشعرون؟
ما بكم لافواهكم مغلقون؟
اجيبوني يا معشر الذكور!!
اما من احد منكم انهمرت دمعته هاربة من سجن العيون؟
اما من احد منكم هطلت له دمعةً معبرة عن الم كبته الملعون؟...
اغبياء...
احضر كوب قهوتي، افتح نافذتي اراقب سماء ليلي الشافي ... اعد نجومي و قمري...
قمري؟ اين هو قمري!
استشف قهوتي و احصر افكاري اللعينة، انظر للحائط و لأرى ان اليوم هو الاخر من شهر الهلال الثاني...
اي ان القمر يختفي كما اختفت معه احلامي..
كما اختفى من قبله احساسي..
و اتذكر حين وصفتها قمري و نسيت انها كانت محاقُ...
و اتذكر حين وصفتها بالحب نظري و نسيت اني اعمى لا ارى الا السوادُ..
و اتذكر حين لامس انفي خدها طابعا قبلةً هامدةً ظنا مني اني مسكنها القادم...
متناسيا اني لم و لا و لن تعتبرني الا مجرد وفي خادم...
سلام على غبائي و سلام مرفوق بلعنة على قلبي...
فحياتي كلها حلقة واحدة... تجسد فيها
جرحٌ اخر...
هوسٌ اخر...
جنونٌ اخر...
شعورٌ اخر...
فرصةٌ اخرى..
قصةٌ اخرى...
لا مكان لحلقة اخرى فواحدة تكفي...
واحدة تكفي، سبتمبر لا تقع فالحب مرة اخرى...
لن اشعر مجددا نحوك...
جربت معك كل شيء صرت خبيرا يا شيطانة...
ما من مجددٍ فواحدة تكفي..
و مع  نهاية هذا النص اريد اخباركم ان حتى الرجال خُلِقوا بنقص...
اكتفيت، حقا اكتفيت!! لا تتمتمِ حروف اسمي اكثر ! اعلم انك لا تفعلي لكن ليس ذنبي اني اتذكرك تقولينه حين اسهر.

بعثرة قلم رصاص باهتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن