هَلْوَسَة!

189 44 33
                                    

بما ان الأرق يكافح نعاسي...
و لشظايا قلبي دوما انا حاصي!
ما من قلبٍ يواسي...
عقلي قد تٌلِفَ من فرط احساسي!!
.....
ها انا ذا للآن أجابهُ أرَقي!
هلوسات سريعة امامي تصف شفتاها...
يا لِلِذَّتها، ألذُّ من طعم العنبِ المعتَّقِ!!
نفخت فيهم الحب حتى امتلأت رِئتاها...
لا، لا، لا!! لن اسرق بصيلاتِ عقلَكِ!!!
انه مسكينٌ رغم طباعَكِ الباردة!
و لن اتوهَّج مجددا كنجمٍ يحوم بين رعدك و برقَكِ!!
فها هي النجوم سابقاتي ذاهبة...
لكن ذكرياتي ستبقى بجوفك سائدة!!
-بخار السقيع يخرج من شفتاي الان-
يشيح نظري عن هلوستي!!
لأرى وجهك ببخاري آنستي!!
لِأعاود رؤية تفاصيل وجهك بدقة...
يا لهذه الخدود! لا مثيل لها بتلك الرّقة!!
و امد يدي لألمس وجنتيك فتتلاشى ملامحك في ثنايا غرفتي!!
و تقع عيني على انفك المخطوط هارباّ من حقل بصري متجها نحو شُرفَتي!!
-انهض مخدرا بسحر الذكريات اتبعه و انادي!
لا تُهَرُّبِ ملامحك منّي! انا لست معادي!!
لا لن اعادي ذلك الطابع الصغير وسط ذقنَكِ!!
ولا تلك الرائحة التي لم اشتَمَّها حتى داخل عنُقَكِ!!!
لم المسك حتّى!!
داخلي اوجاعٌ شتّى!!
لا لن اخبرك بها بنَيَّتي!!
لن اسمح بأن اخسرك يا من اسميتك حُرِّيَّتي!!
-اصحى لوهلةٍ و اجدني وسط مكان غريب!!
اللعنة !! ما هذا المكان المريب؟!
-تلمع عيناي- لا! لا اصدق أهذا جوفك حقا جلادتي؟
احقاً استمَعتِ لمطلبي هذه المرة يا قاتلتي.؟
اااههه.
-اغمض عيناي بانتعاشٍ و ابتسم-
و كأني بدماء مضختها أغتَسِل!
-ترمشُ عيني لوهلة على صوت يخرج من حنجرتي ربما كان صرير!
مهلا  لحظة، أتلك كانت هلوسةٌ اخرى و لست الا بِمُمَدَّدٍ فوق هذا السرير!!؟
اللعنة!
أَكرَهُني و اكره هلوساتي؛!
لااا بل اعشقهااا حتى مَماتي!!
اصمتي لا تَشِ بي يا وسادتي!!
لا تفضحِ سِرَّ دمعَتي!!
و انت ايتها المرآةِ المشؤومة!!
كلما انظر لنفسي أجدهاا داخلي مسكونة!!
فَأُفْتَنُ بنَفسي انا يا سادة!!
و اتمتم لنفسي حروفا غير مفهومة كالعادة!!
اهذه تمتمتي؟ ام صراخ المجانين باتَت بتلك البرود!!
ام حقا هي وَشوشَتي!! هاربةً من عقلي في وضعية الشرود!؟
فبحق ربكم المعبود!!!
و بحقِّ قدرٍ حُفِرَ على جبيني حتى الخلود!!
«دعيني و شأنك و سأدعك و شأني»!!
اوه اسف نسيت ان شأنك شأني و شأني لشأني انا فحسب!!
نسيت اني على حبك مجبورٌ مُقيَّدٌ بالغصب!!
يسرح بصري كي ارى ثلاثة، ثلاثة، اثنين،
لِأشردَ بِبرودٍ و ينهمر الدمع من العينين!
فلتتذكَّرِ ذلك الوقت صغيرتي برفق!
اتذكرين تلك القبلة المكتوبة المقروءةُ ام باتت مجرد عبء؟
ام ذلك الحضن المحسوس غير الملموس!!
ام تلك الكلمات التي كنت اصفك بها گ عروس!!
ها انا ذا الان اتذكرها و انا ملبوس!!
ههه لا تخافوا يا رفاق!!
انه يفيدني حقا! ها هو الان يعطيني عناق!
اهمس بخفوت- اليس كذلك يا صغير؟
ليخرج صوت مني و يخبرني انه شرير!
ااه ماذا؟ لا تكن مختلّا صغيري! اوه حقا؟ اهذا ليس عناق؟ تلك يداك تخنقني؟
افتح عيناي للمرة الخمسةُ و الخمسون ربما؟!
لأجد امي تضع الغطاء و تهمس- لا تسمح للمرض بأن يجتاحك بنَيّْ..
ابتسم بوسع و اصرخ- امّيي!! امي!! ها قد عدتِ اليّْ؟؟؟
بلهفة اسعى لحضنها فتتبخر هي ايضا!!
بحقك يا مخيلتي!!! دمري هذا الكيان رويدا رويدا!!
الا يكفيك حالي المهترأة؟
الا تكفيك أوردتي المحترقة؟
اغسل وجهي بهواء غرفتي!!
و اتنفس انا من ماء مخيلتي!!!
اختار زاويةً من زوايا غرفتي لأرتمي بين احضانها...
اقهقه بخفة و انا اسمع صوت خطواتها...
تركض و تقفز نحو احضاني!!
افتح ذراعاي مجددّا كي احتويها!!
اجدها عَبرت جسدي كاني هواءٌ انا نحو حبيبها!!!
لأصرخ بغضبٍ قاتل!!
و اضع يدي على كتفه و اديره لي لأجدني انا و انا امام عيناي فأسقط ارضا!
اللعنة هذا ليس انا انا ليس هو! اذا من انت؟ من انا؟
اغمض عيناي بقوة محاولا قتل كل شعور!!
أكوٍّرُ نفسي انا و اعدم قلبي قصاصا و ادفنه وسط القبور!!
- ألهثُ بخفةٍ، أزَمجِرُ تارّةً و أئن تارةً اخرى!
لينتهي بي المطاف قرير العين  بليد المظهر معدوم المشاعر!

بعثرة قلم رصاص باهتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن