اغمض عيني لوهلةٍ انا فأرى طيفها قد مرّ امامي..
فَروت عيناي بنورها بعد شهور الصيامِ...
اتجه لها لأرتطم بجدران غرفي انا...
مهلا اين تذهبين؟ انا وحدي هنا!
فلتعودي لنا...
ماما..
هيا انا هنا اتسمعيني؟
ألوح بدي لها و الدمع ينهمر من عيني...
لا تسمعني...
لا تسمعني من كانت تسمعني دون ان اصرخ...
لا تراني من كانت تراني دون ان اظهر....
انسى لأعاود محاولة عبور جدراني لارتطم ثانية و ثالثة و رابعة لأعود ادراج خطواتي متجها نحو سريري...
ليخرج مني صراخ المجانين.. لا تهلعوا انه فقط صريري...
استلقي من جديد كي اغمض عيناي مسافرا داخل عقلي...
اجدها ثانيةً..
لأبتسم ببلاهة و امد يي نحو السقف..
أرايتم مراسم دفنٍ لأحياء دون وقف؟
ام اني الوحيد الذي اراها تخرج من هناك الان؟
ام... ام ان عقلي قد عاد لذاك الزمان؟
اين الامان؟
حضنها..
متى الزمان؟
يوم مماتها...
كيف غادرت؟
في نعشها...
اين ذهبت؟
لجنتها...
اتشتاق؟
لرائحتها..
ستنسى؟
أأنسى نظراتها؟
انهض متثاقلا لأفح عيناي لأراها راكعة امامي تمسد يدي...
التقط يدها انا فتتبخر واللعنة فلتخرجواا الان من افكاري...
فلتخرجوا يا مجانين.. ارحموا عقلي المسكين تبااا لكم!
سحقا لي كل مرة احاول وصالها و لا استطيع..
لأصرخ موجها الكلام لها في العدم!
من سمح لك الذهاب و تركي وحدي هنا؟
من سمح لك بالذهاب دون ان تعودي لنا؟
من سمح لك ان تتبخري من بين اعيننا...
من اخبرك اننا سنكون بخير؟
من اخبرك انه سنعوضك بالغير؟
هل حقا اعتقدتي انك ستغيبين عن عيني في الشوارع اثناء السير!؟
أَوَكَيف؟
أَوكيف استطعتي؟
تاخذين عقلي اليك دون اذن...
ذكراك ترفرف في الافق فيدمع الجفن!
كيف لك ان تفعلي هذا؟!
"لا تخف فؤاد لن اتركك اعدك!"
أأستمر بعدم الهوف ماما؟ لا اجدك!
اثناء ذهابك مددتي يدك تتشبثين بخاصتي!
اوحقا تريدين ان التحق بك؟ لحظة كي اجلب حقيبتي!
-اقهقه فرحا لاحقا بك-
لحظة لحظة
هنا العروس و هنا الترمس و هنا.. و هنااا لوح الشوكولا المفضل لك ماما!
اين انت؟ اين ذهبت؟ احقا ككل مرة ينتهي بي الامر مجبورا امثل مسرحية دراما؟
كفى ارجوك! هيا بلا مزاح عودي لي هيا بحقك يكفي!
انتظرك، انظري الى قلبي! مجروحٌ هو يريد اناملك فمن غيرك يشفي؟
طيفك يطوف حولي...
همسك يسكت قولي...
كيف لي ان انام؟
كيف لي ان ارقد بسلام؟
و السلام كل السلام غائبٌ مريضُ..
يدعون لي بالصحة و العمرُ المديدُ...
لا اريد عمركم الطويل!!
خذوه كله اريد منها فقط القليل..
لعلي اصل لها عن طريق الخطأ!
كالابله اجلس قرب ال الراديو اترقب سماع موتي كنبأ!
اجل اترقبه باعتلال نفسي..
انفصام شخصي!
لا تهتموا! لا اريدكم الان..
دعو عيناي بحبها تذوبان..
كلنا على هذا الطريق سائرون!
اوحقا تطلبون و انتم اصلا تائهون...
عن دين الحق تتكلمون باعتزاز..
و انتم بالآيات تتجبرون بالابتزاز!كل منكم يلزم مكانه بصمت..
لا لن استمع لن اقبل بأي شرط!
اذهبوا و انعموا بحب الاحياء يا حمقى!
و اتركوا عشق الاموات يرموني بذكراهم كالطلقة!
كلامي؟
احرف متصلة لا فائدة لها بالنسبة لجاهل اخرق..
كلامي؟
موجه لقلبي انا ليس لكم..
لا استخف.. لكنه اعلى من مستوى فهمكم...
ليس لجهلكم..
بل كلماتي ينبع منها احساس دفين..
لن يستشعره الا مجروح يعاني الحنين...