ستة و عائلة 🌼

955 67 7
                                    


لقد اعتدت بالفعل على تناقضات هذه الحياة المريرة، اعتدت على تماديها في جرحي و مفاجأتي، لم يكن الأمر جديدا أبدا منذ وفاة والديا، فكل تلك الأحداث اللاحقة لذلك أدركت انها لن تدوم و لن تؤثر في أكثر مما حدث بالفعل.
فتحت بابا المنزل،. منزلي الحبيب أين أمضيت معضم حياتي، أين كبرت و ترعرعت،. أين شاركت حياة سعيدة مع والديا أين صنعت أغلى ذكرياتي.
كان المكان هادئا، هادئا جدا و الأسوء انه كان فارغا بلا حركة بلا صوت أبي الذي يمضي يومه في المطبخ يجرب وصفات جديدة و يجعلني فأر تجاربه.. ههههه كان دائما يقول أنني شخص ذواق و له قدرة جيدة على تميز النكهات... كان يقنعني بكلامه المعسول حتى أمضى وقتي معه في المطبخ و أساعده، المنزل أيضا فارغ من حركة والدتي التي كانت تجري من مكان لآخر ترتدي تراة جوابها و تراة أخرى تبحث عن حزامها و أخرى عن حذاء تدريبها أيضا كانت تصرخ بأن أكمل فروض و أتوقف عن الأكل بسرعة... ههههههه كان الوقت معهما يمر بسلاسة و الأهم مليئا بالسعادة
دخلت للمطبخ الذي لطلما كان ساحة والدي أضأت الأنوار و وضعت أكياس المشتريات التي أحضرتها معي و بدأت في تفريغ محتواها، لم أكن بتلك البراعات في الطبخ لقد كنت أتذوق فقط لكن اليوم سأحاول صنع حساء الخضار و اللحم المشوي و قالب حلوى انها الأكلات المفضلة لوالديا و لي.
بدأت في وضع المكونات و طبخ لكن بعد عدة دقائق اشتممت رائحة حرق حسنا انا بالفعل سيئة قي الطبخ، اطفأت النار على القدر و بينما كنت اعيد تنظيم الأمور رن جرس المنزل .
فتحت الباب
"يا رجل هذا مريب ماالذي تفعله هنا"
كان ينظر لي بتلك العيون البريئة كالجراء الخاصة به
و بدون أن أسمح له حتى دخل المنزل و بدأ يتحرك ذهابا و إيابا في منتصف غرفة الجلوس
"معك حقا... أنا شخص جبان و أناني و أنظر للأمور من مكاني فقط دون أن أفكر في وضع الآخرين و موقفهم من القصة... و لكن ماذا تريديني أن أفعل لطلما عشت هكذا... أنت تدركين أنني الإبن الأكبر للعائلة أنجبتني أمي و هي لاتزال طالبة و والدي مازال في بدايات عمله الأمر فقط أنهما ربياني على أنني صديق لهما و لست إبنا لقد علماني المسؤولية في سن صغيرة خاصة أنهما كانا مشغولا جدا و كان على أن اهتم باخواتي الأصغر حتى بوجود المربيات و الخدم أنا من كنت أعتني بإخواتي و كبرت مع هذا الأمر... كبرت و أنا اقرر ما هو الأفضل لإخواتي و الأمر لم يختلف معك لقد اعتبرتك مسؤوليتي منذ اليوم الذي قابلتك فيه و اعتقدت أن الأفضل لك هو منحك فرصة لتأقلم مع حياتك الجديدة بعيدا عني، ظننت أنك بهذا قد تتركين يدي بتمسك بأيديهم جميعا، انا أعترف أن الأمر كان صعبا  صعبا للغاية لكنني خفت أن تتعلقي بي لدرجة تجاهل كل الأمور الجيدة التي ستحثلين عليها إن تفتحت على الآخرين، و أريد أن أعترف لك أيضا أن السفر و تركك خلفي كام أكثر قرار صعب اتخذته أنا الذي كان يقرر كل شيء منذ صغره و تدرين ما الأسوء...هههههه شعوري بالغيرة من... من اخواتي لأنهم حصل على فرصة ليكونوا حولك و معك ليمنحوك الحب و الحنان و المساندة اللازمة لتكوني قوية و على طبيعتك، ترك لك كان مؤلما حتى لي ففي النهاية لطلما أردت إمتلك أختا صغيرة أهتم بها و أعملها بطريقة أفضل مما عملت إخواتي، أنت كنت فرصتي الجديدة لتصحيح كل أخطائي و الحصول على بداية جميلة و مزهرة في حياتي و كم انا نادم لتضيع تلك الفرصة "
كان يتحدث بكل مشاعره، وجهه أحمر بسبب عدم تنفسه و عيونه حمراء بسبب دموعه لم أعد أستطيع احتمال الأمر  و خاصة بعد كل ما قاله
" جين أوبا تنفس، حسنا تنفس "
و حينها فقد توقف عن الحركة و أخذ نفسا طويلا كان قد نسي أمره و حينها تقدمت منه بهدوء و عانقته
" شكرا لصراحتك، شكرا لأعترافك بخطأك"
شعرت بيديه تحيطني من الخلف و غرس وجهه في رقبتي أين أحسست بشيء بلل بشرتي، لقد كان بحاجة لهذا،. لقول كل هذا للاعتراف بخطأه و مصارحتي ، كان بحاجة لتفريغ هذا العبأ الذي حمله على أكتافه و أنا سعيدة لأنه فعل هذا.
مرت عدة دقائق قبل أن يبتعد و قام بمسح وجهه بيديه، كان يبدو كطفل صغير بالعاشرة يشعر بسوء و طلب السماح من أمه لكسره أحد مزهرياتها الثمينة
"اذا بداية جديدة؟"
"و كأن شيئا لم يحدث"
"شكرا لك... و لكن هناك شيئا مممم"
"ماذا ماذا هناك؟"
"أشم رائحة أكل محترق"
"ههههه... حسنا مازالت قدراتي في الطبخ سيئة قليلا"
"قليلا؟"
ضحك كلانا، ثم اذا به شمر على ذراعيه و اتجه للمطبخ و بدأ في فعل أكثر شيء يجيده.
أمضينا ما يقارب ساعة في المطبخ أين قمنا بصنع تحفة فنية، أو بالأحرى هو فعل و انا ساعدته.
و بينما كنا نحضر الطاولة رن الجرس مجددا و حينا بالفعل استغربت،
و حين فتحت
" أيتها الشقية لما لا تجيبنا على مكالمتنا؟"
قال نامجون
"تدرين أنني اكره هذه التصرفات."
صارحني يونغي
"ابتعدي أشم طبخ جين هيونغ"
صرخ جونكوك
"هل أنت بخير حبيبتي؟"
قال جيمين
"أنظري ماذا أحضرت، كحول الكثير منها"
تكلم تاهيونغ
"أنت أسوء أفضل صديقة مقربة في العالم "
صرخت سارا و هي تعانقني

و كالعادة دخل الجميع دون إستأذان مقتحمين منزلي أكثر مكان أحبه و أعتبره عالمي الخاص الذي كنت أنوي أن احتفظ به لنفسي و لكنني لا أشعر بالإنزعاج من وجودهم بل بالعكس أشعر بالامتنان لأنهم هنا موجودون بقربي و في حياتي 🌼

My Brothers حيث تعيش القصص. اكتشف الآن