كان يوما طويلا أمضيته هنا في المقبرة قرب قبر والديا أتحدث معهما أخبرهم حول كل ما فاتهما منذ اخر زيارة لي لهما، و ليت كل هذا الحديث يخفف من ألمي و لو قليلا.
شردت لبعض اللحظات في المنظر بقربي فقد تم دفن والديا في مقبرة أعلى تلة خضراء، قبرهما الأقرب لمنحدر أخضر جميل يطل على غابة صغيرة و بعدها يجد بحيرة صغيرة لقد اخترت المكان بنفسي، كنت أدرك حبهما الكبير للأماكن الخضراء العالية ربما سيريحهما هذا المكان في رحلتهما.
كان المكان ساحرا جدا و خاصة في هذا الوقت وقت الغروب و كأن الوقت توقف في هذه اللحظة و العالم بأسره هدأ مقدسا هذا الجمال و لكن تلك اللحظة لم تدم بسببه
"علمت انك ستكونين هنا"
"اذا علمت ذلك لماذا أتيت اذا؟"
استدرت له مانحة اياه نظرة تعبر عن مدى انزعاجي من قدومه و لاحقه بي مع أنني أدرك جيدا انه على علم برغبتي في البقاء وحدي
"ربما لمنحك رفقة"
أجابني بكل هدوء و هو يبتسم و لكم تغصبني تلك البسمة التي يرسمها دائما و كأنه يحاول ان يخبرني أنني بخير، انه معي، أن العالم مكان آمن و جيد، اننا لن نعاني و ان حياتنا ستتحسن
كم اكره كل تلك الأفكار و المشاعر التي يحاول دفعها لي حتى من دون أن يتكلم.
لقد كان دائما ذلك النوع من الأشخاص، الأمير الأبيض صاحب الوجه الوسيم و القلب الأبيض الذي يجرب العالم لنشر الخير و السعادة حتى و ان كان كل ما يفعله ليس سوى تقديم الأكاذيب و منح الأمل الزائف
"لا تنظري لي هكذا لورا، أنا هنا فقط لأكون بقربك و اساندك"
"فعلا، لا أظن ذلك أوبا، على الأقل ليس هذه المرة"
قلت له بينما استقمت من مكاني و حملت حقيبتي ناوية الإبتعاد عن هنا
لكنه لم يسمح لي فإذا به أمسكني من مرفقي و ادارني إليه
"هذه المرة انا سأتحدث و انتي ستسمعينني "
" و لماذا عليا ان افعل ذلك، ليس و كأنك منحتني فرصة من قبل و استمعت لي "
" لورا الأمر مختلف.. انا.."
"انت ماذا جين أوبا... انت ماذا.. و ما المختلف في الأمر هاا أخبرني؟"
لم اعد قادرة على احتمال موعذاته و لا تصرفاته لم أعد قادرة على احتمال كل ما يوجد داخلي و يثقل كاهلي لذلك تكلمت، تكلمت كما لم أفعل منذ سنوات بل كما لم أفعل من قبل
" انت كنت هناك يوم وفاتهما، انت كنت في سيارتي الأجرة التي اصتدمت بسيارتهما، ولأنك شعرت بالذنب و المسؤولية تجاه ما حدث لهما، حولت التكفير عن ما اذنبت به خاصة عندما علمت ان لهما ابنة لاتزال في الثانوية، لذلك ظهرت في حياتي فجأة و حاولت جاهدا اخراجي من اكتئاب و عزلتي و كره لهذا العالم و مافيه، بقيت بجانبي ساندتي و دعمتني حين لم يرغب احد في الاقتراب مني، كنت هناك لأجل لدرجة أنني ظننت انني مازلت أمتلك عائلة، اخ منحته لي الحياة كتعويض ليهتم بي و يؤزري، ثم عرضت على أن أكون فعليا فردا من أفراد عائلتك و حينما وافقت اخيرا انت اخترت الذهاب اخترت ان تكمل في سيرك نحو العالم باحث عن كل شخص يحتاج المساعدة لتسانده، بينما انا الأكثر احتياجا لك تركتني... "
انهمرت الدموع من عيني، تلك الدموع التي حبستها منذ زمن طويل، تلك التي اظهرتني ضعيفة بعد أن رفضت ان أبدو كذلك
و لكن من انا حتى أرفض الضعف،
ففي النهاية انا لست سوى بشرية ضعيفة، فتاة مراهقة طفلة باكية قست عليها الآيام.
كان ينظر لي و عيونه قد احمرت لشدة الدموع التي حبسها فيها ، هو أيضا يرفض الضعف يرفض الاستسلام لجروحه و آلامه
"و ها قد عدت من جديد لتمنحني فرصة الاتكاء عليك ثم فجأة عندما تقرر انت أنني صرت بخير تسحب نفسك من حياتي مجددا لأصتدم انا بالأرض مجددا... لكن احزر ماذا لن يحدث هذا الأمر مرة أخرى... أبدا"كان من المذهل ان تمنحك الحياة فرصة أخرى، أملا أخر، شخصا آخر لتتئك عليه...
و لكنها تبقى نفسها الحياة البائس التي تسحبه من بين يديك 🌼
أنت تقرأ
My Brothers
Storie brevi""يا انت محظوظة جدا انا احسدك... أعني كيف لك ان تكوني بهذا الوجه العابس و انت تعيشين في منزل مع سبع رجال كل واحد اوسم من الاخر؟ " " اجل انا فعلا محظوظة بهذا.... محظوظة جدا.... محظوظة لدرجة لا تصدق" محظوظة بهؤلاء المزعجين... لحد اجحيم