مذكراتي العزيزة

الصديقة

‎مرت اليوم بخاطري فكرة ، و ظلت تتراءى لي صور من الماضي ، تساءلت عن ماهية الصداقة ، و ما السر وراء عزلتي و قلة علاقاتي ، و خرجت بفكرة مفادها ان الانسان يكون في حاجة ماسة للرفقة حين يكون صغيرا ، تكبر معه علاقاته و تكثر فيها مشاعره ، لكن سن الانسان قد يحكم على تلك الفكرة بالموت و ماضيه يلحقه بتجارب مريرة و أخرى ناجحة ، عندما تقطع صداقات الانسان في سن مبكرة ، يفقد الرغبة في نسج علاقات جديدة ، يكون حينها قد انتصب على قدميه و تعلم المشي وحده ، يجد نفسه في حاجة لنفسه فقط ، لوحدته و سكونه ، لكن العلاقات التي تكبر معك و تنجح تظل راسخة فيك ، و تعيش معك طويلا ، تغذي شعور الحاجة للصداقة ، بينما الخيبات تقتل تلك الرغبة تماما ، انا إذًا معدومة الرغبة ، محبة للعزلة ، غير اجتماعية ، و هذا ما جعلني في قمة الراحة ، خيباتي كانت أقوى من ان اتخطاها بسهولة ، تركت في عمقي ندوبا غائرة و قطعت أوصال علاقاتي تباعا تباعًا ، و صارت الذكرى تشهد و الحاضر يتعلم و القادم يشفع 🤍