انا الضحية .
لطلما كرهت عقدة الضحية . و تهجمت على من يدعون انهم الضحية في كل شيء. كل هذا لاجد نفسي افعل الشيء ذاته. ان خانني الاصدقاء اكون الضحية. و ان افلت يدي الاحباء انا ضحية. لو تأذت مشاعري او انهمرت دموعي انا ضحية.
تبريري لنفسي هو انني رقيقة ، مشاعري مرهفة ، سريعة التأثر و قلبي طيب لا يعرف كيف يؤذي... لم اكن افهم حينذاك انني كنت أؤذي الاخرين بحجة ان مشاعري جرحت. بدا ان مشاعري هي مسؤوليتي الخاصة و بدل ان اكبح دمعي و اتحكم في عواطفي اكثر ، اطلقت لها العنان و جعلتني الضحية ، ان ابكي فانت الجاني و ان اضحك فانت البطل الصالح ... اعطيت احجاما كبيرة لكل شيء يحصل في حياتي ، بالغت في الحب و الحزن و الفرح ، بالغت في كل شيء افعله ، لم اتعلم كيف هي الوسطية و الاعتدال. و واصلت تبرير نفسي باعذار واهية ، انانية تثير الاشمئزاز...
انا حقا ظننت انني الشخص الذي يتأذى دائما ، و ان من يتركني هو الخاسر الاكبر. و لكن فكرتي هذه كانت مثقوبة و معابة ... جاءت مطارق الواقع تكسر هذه الافكار الخاطئة سريعا و تعلمت بعدها انه ما من احد مسؤول عن مشاعر احد ، مشاعري هي مسؤوليتي انا ، و دموعي كذلك. ان احمل هذه المسؤولية على عاتق شخص اخر هو ظلم كبير ، و جريمة ارتكبها تحت راية البرائة و الرقة. قد تكون الجراح التي سببها جهلي هذا لأناس اخرين اشد الما و اعمق من ما شعرت انا به آن اذاك ، و تمنيت لو اني ادركت هذه الحقيقة قريبا ، و لو اني تخلصت من هذه العقدة المشؤومة قبل ان اتسبب باي جرح او الم ، أتمنى لو ....
أنت تقرأ
مذكراتي العزيزة
Espiritualلم اجد غير هذا المنفذ الضيق لأنفس عن نفسي و اطلق لافكاري المبعثرة العنان، اطلق سراح العبرات و الكلمات و الاحزان بل و حتى الأفراح و المسرات . أزيل كل الثقل في صدري و كل ما يشوش رؤياي ... انا هنا اقف وسط ورقة بيضاء ، عارية تماما من كل الأعباء و المش...