سمعت صوتا يتردد صداه بداخلي يقول "انتي حزينة ، بعيدة، غير مهمة، ليس لك مكان بيننا" .....
همسٌ جعلني امشي بقلب هائج، اختلق صراعا مع الجميع من حولي و مزاجي غائم... اخبرني الجميع انني منفعلة و ان كل شيء على ما يرام ، فما مشكلتك ؟
فسألتُ نفسي: ما هي مشكلتي ؟ ما خطبي؟ شيء بي يصرخ، نحيب اسمعه في صدري! لا يغادرني لكنني لا اعرف سببه ...
انتي على الاغلب متعبة، او ربما هي هرمونات الحيض. اه قد يكون الملل ، ماذا عن الذهاب في نزهة ....
الغريب انه ما من شيء يغريني للخروج ، لست في مزاح لفعل اي شيء... و لا احسن التصرف برزانة ....
يتأذى كبريائي قليلا حين اشعر بالبعد ، الغربة .... لماذا يغزوني هذا الاحساس الغير منطقي ... انا اشعر انني بعيدة ، بعيدة جدا . لا احسن البلوغ اليه ، يداي لا تصل ، و قلبي يشعر بالوحدة.... اكره ان افقد زمام السيطرة على نفسي هكذا .... لكنني ما ازال اشعر بشعور قاتل ، ينخر في قلبي و يبدد الصبر الذي بالكاد امتلكه .... و فجأة يعود ليعمل عقلي من جديد ، يعود المنطق ليفسر كل شيء تباعا تباعا، انا لا استطيع القاء اللوم عليه ، و لا انا استطيع ان اطلب منه ان يقترب اكثر ، ليس بمقدوري فعل شيء البتة .
محبطة ، هذا كل ما استطيع الشعور به في زواية من صدري الضيق. و المنطق لا يريحني و لا يروي عطشي ....
عودي الى رشدكِ، انتي لستِ طفلة صغيرة. يمكنك التأقلم ، يمكنك العيش و التعلم ... لا بأس عليك ، شيئا فشيئا سيطيب الجرح و يروض قلبك الجامح. لا داعي للسرعة ، انتي على ما يرام .... تنفسي بعمق و اخرجي تلك الآهات الصامتة و اصنعي لنفسك صوتا.... انا بخير ...
أنت تقرأ
مذكراتي العزيزة
Spiritualلم اجد غير هذا المنفذ الضيق لأنفس عن نفسي و اطلق لافكاري المبعثرة العنان، اطلق سراح العبرات و الكلمات و الاحزان بل و حتى الأفراح و المسرات . أزيل كل الثقل في صدري و كل ما يشوش رؤياي ... انا هنا اقف وسط ورقة بيضاء ، عارية تماما من كل الأعباء و المش...