سأحكي لكم قصة فتاة عرفها الناس باسم الحالمة ، رأت نفسها شخصية تضخ الآمال و تهدي الاحلام لمن حولها ، عاشت في عالم صغير لا يتجاوز حديقة جدتها ذات الخمسة اشجار باسقة و الزهور الملونة بالوان مختلفة ، حلمت بالسلام ، بالحب ، كانت احلامها كثيرة و سيطرت على عقلها الاوهام ... كانت تكبر تلك الصغيرة يوما بعد اخر ، و بدات تصطدم بدموية و قسوة الواقع ، انتابها خوف لم تشعر به قبلا ، و اختبأت ، هربت الى ركن غرفتها المرسومة جدرانها و احتمت من ما لا يناسب عالمها الصغير ... كانت كقلعة مهدمة جدرانها ... كجزيرة مهجورة ... لا يسكنها طير و لا تغطيها الاشجار .... و تذكرت ما كان يناديها به الناس من حولها ، الحالمة ، انتابتها رغبة قوية في الضحك على نفسها و السخرية من ذاك اللقب التافه ، هي لم تكن يوما حالمة بل واهمة ، قصر من الوهم و الاكاذيب اللذيذة ... ارادت ان تصدق وهما كاذبا على ان تعيش الحياة الحقيقية بحلوها و مرها ، كانت جبانة لا تقوى الصمود امام الازمات ، ضعيفة تثير شفقة كل من عرفتهم ... و تهدمت القلعة مع نهاية الحلم ... غابت شمس الطفولة و توارت خلف الضباب ... و لم يبقى لها سوى الوهم المحض ... تقسم انها ترى شيئا ليس له وجود ، و تعيش كذبة لا تعرف كيف ستنتهي بها الاقدار ، و الى اي وادي مظلم سترمي بها يا تري ، هي لا تدري ... لكنها لا تستيقظ من عالمها الخرافي المسحور ، كاسطورة قديمة ، تتوارثها الاجيال و لا يصدقها احد ...
أنت تقرأ
مذكراتي العزيزة
Espiritualلم اجد غير هذا المنفذ الضيق لأنفس عن نفسي و اطلق لافكاري المبعثرة العنان، اطلق سراح العبرات و الكلمات و الاحزان بل و حتى الأفراح و المسرات . أزيل كل الثقل في صدري و كل ما يشوش رؤياي ... انا هنا اقف وسط ورقة بيضاء ، عارية تماما من كل الأعباء و المش...