كان أبَ روزالينا شديدُ القسوة ، وظالم لأمها يمنحها أشدُّ أنواع الظلم والقسوة . كانت روزالينا حينها تبلغ من العمرِ ٧ سنوات وكانت ترى مالا يجب أن تراه أي فتاة في عمرها. كانت تسرد حكايتها في كل ألمٍ وحزنٍ شديد وتقول: كنت أنظرُ لأبي على أنه وحشٌ ويريد لو ينهي على حياتي بسبب هروب أُمي منه ورحيلها عني وعنه. لكنني لا أرمي اللومُ على أُمي ، فهي قاست وتعبت وتحملت من أبي مالا يمكن لأي امرأة في العالم تحملهُ. وإنني لأشهدُ في يوم الحساب أن أبي قد أعطى أُمي الحبيبة العديدُ من جرعات الذل والكثير من الإهانات كالضرب الموحش ومعاملتها كأنها جارية من جواريه . حينما يطلبها يجب أن تكونُ حاضرة له ، وتبتسم في وجهه وكأن شيئاً لم يكن ، وإن ذرفت أُمي قطرةً واحد من الدموع على وجنتيها الجميلتين حينما يطلبها كان يظهرُ لها قساوتهُ ووحشيتهُ . ليقوم بالانقضاض عليها كالذئب المفترس الذي يفترس ضحيتهِ بمخالبهِ القوية والحادة. فترضخُ أُمي حينها لأوامره وهي لاحول ولا قوة لها. لكن كان من يقويها ويصبّرها ويجبرها على التحمل هو وجودي أنا ابنتها الوحيدة و صغيرتها الجميلة كما كانت تقولُ لي دوماً .فكانت أُمي كلما رأتني أبكي كالمجانين وأنا أُمسكُ في شعري وأجلسُ في إحدى زواية البيت أهزُ في قدمي خائفة تهمس في أُذني قائلةً: لأجلكِ ياحبيبتي أصبر... لأجل عيناك اللتان لا أتحمل فراقهما لا أهربُ ولا أرحل ..... إنكِ هديتي من السماء كضوء الشمس الذي ينيرُ في كل الارجاء . لا أترككِ لوحشٍ يملأ كأسهُ دوماً ولا يفرغهُ ، رجلاً يعقرُ زوجهُ دوماً ولا يرحمهُ .... حينما يبدأُ وقتكِ في أن تزهرين حينها سأتركك مع والدكِ وأرحل فأنا حينئذٍ أكون قد اطمئن فؤادي عليكي أنكِ بتِ عاقلةٍ ، راشدة بما يكفي لتمضي قدماً نحو المستقبل وبعد قول أُمي تلك الكلمات لي. أمسكتُ بيديها بكل ما أُوتيت من قوة وصلابة وقلت لها: أُماه أرجوكِ لا ترحلي .... إن غدا لناظره لقريب وإنني يا والدتي الحبيبة سوف أكبر ، وأكون لكِ خيرَ عونٍ ويدٍ من حديد . لا أسمحُ حينها لأبي في ضربكِ و لا استغلالك، ونعيش حياتنا سويةً كما نريد. فشدت أُمي حينها وثاق يدي ، وغمرتني بين أحضانها حتى غفوت وعندما استيقظت، كانت حبيبتي قد رحلت.
أنت تقرأ
🌹روزالينا🌹
Fantasiaقصة من نسج الخيال تتكلم عن فتاة تدعى روزالينا وتتحدث عن قصة حياتها من البداية حتى النهاية .